اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: المالكي بين زمنين

العمود الثامن: المالكي بين زمنين

نشر في: 19 أغسطس, 2020: 08:33 م

 علي حسين

قبل عام من هذا التاريخ كان السيد نوري المالكي يجلس منشرحًا، مبتسما أمام مذيع العراقية، ليعلن أنه أحد قادة الاحتجاجات، وليتغنى بالتظاهرات ويحذر من الطائفية، ويطالبنا بأن نستمر في إنجاز المشروع الوطني الذي بدأه سيادته عام 2006، والذي لم تسمح له الإمبريالية أن يواصل إكماله. 

بالأمس ونحن في نهاية شهر آب من عام 2020 ظهر نوري المالكي وهو يتحول، ويطالب بسحق الاحتجاجات لأنها أضرت بالدولة التي أراد عادل عبد المهدي أن يبنيها، لكن المتظاهرين "المشاغبين" لم يسمحوا له بتحويل بغداد إلى مدينة مثل طوكيو أوسنغافورة أو دبي، ويصر المالكي على أن يبرر لعادل عبد المهدي قتل أكثر من 700 متظاهر وجرح الآلاف، فـ"شيسوي عادل" .

وقبل أن يفيق المشاهد من صدمة عبارة "شيسوي عادل"، أخبرنا السيد المالكي وبكل أريحية أنه على الحكومة أن تضرب بيد من حديد، وقبل أن تضرب بيد من حديد عليها أن تتذكر أنه لولا المصالحة الوطنية التي أعلنها المالكي والتي أشرف عليها "بروفيسور بحجم عامر الخزاعي!!"، لما كانت هناك بغداد، ولأن التجربة العراقية في المصالحة الوطنية تفوقت على تجربة المرحوم مانديلا !. 

إياك عزيزي القارئ أن تظنّ أنّ "جنابي" يهدف إلى السخرية من قادة البلاد الأشاوس، فالديمقراطية العراقية تقضي بأن يبقى المواطن العراقي متفرجًا، فيما جميع الساسة شركاء، يضمن كلّ منهم مصالح الآخر، حاميًا لفساده، مترفّقًا بزميله الذي يتقاسم معه الكعكة العراقية في السرّاء والضرّاء.. ولهذا كان لا بد من أن يخرج علينا السيد نوري المالكي عام 2019 ليشيد بالتظاهرات، وأن يعود عام 2020 ليشتم نفس التظاهرات .

هذه هي النتيجة ، لا حدود للسخرية من المواطن العراقي، ولهذا عندما يقول السيد المالكي إن المتظاهرين يريدون الشر بهذا البلد، دون أن يشير بإصبعه إلى قتلة الشباب في بغداد والبصرة والناصرية والنجف وكربلاء، فلا ينبغي أن نصاب بالدهشة، وعلينا أن نتوقع خبرًا يقول أصحابه إن السيد المالكي استنكر بشدة وشجب بقوة استخدام المتظاهرين للحجارة، لأنه اكتشف أن على المتظاهر أن يتلقى الرصاص وقنابل الغاز باعتبارهما هدايا من الحكومة! .

ليس أمامك عزيزي القارئ، سوى أن تصدّق رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، خصوصًا عندما يصرف وقته الثمين هذه الأيام على كتابة توجيهات وخطابات، يومًا ليسخر من الاحتجاجات، ويومًا من أجل الإسراع بإنجاز "تبليط" الخط السريع للإصلاح ، لكن الظهور الأخير فاق ما قبله وما بعده. 

للأسف يعاني السيد المالكي من مشكلة عميقة مع العراقيين، فهم رغم ما يبدونه من إخلاص ورغبة في متابعة خطاباته، لا يبدو أنهم يستطيعون حلّ ألغاز ما يقوله، لذلك نراه بعد كل خطاب "يخرج" من على الشاشة، ليشرح لمستمعيه بإشارة من إصبعه، علّهم يفهمون. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Anonymous

    مجهول المالك الذي كثر الكلام عليه من قبل اراذل السلطة بالنسبة لثروات النغط

يحدث الآن

تغيير جذري في قرعة دوري أبطال أوروبا

النقل العام في العراق.. حل مؤجل لازمة دائمة

بالصور| تشييع جثامين شهداء الحشد الشعبي الذين ارتقوا أثر القصف على شمال بابل

مع الاغلاق.. أسعار الدولار تستقر في بغداد وترتفع باربيل

النزاهـة: كـشف مخالفات بعقـد قيمته (٤,٥) مليارات دينار في كربلاء

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

 علي حسين تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب " البطران " هو الاجتماع الأخير الذي عقده الإطار التنسيقي ، وفيه أصدر أمراً " حاسما "...
علي حسين

قناطر: الجامعة العراقية وفخرية الدكتوراه لضياء العزاوي من لندن

طالب عبد العزيز تنهدم البلدان بتخليها عن تقاليد شعوبها، وقد أثبتت التجارب في المجتمعات العريقة المحتفظة بتقاليدها أنَّ ذلك هو الصواب. ولسنا في وارد الحديث عن التقاليد، أيِّ تقاليد إنما ما هو حياتيٌّ، ونبيلٌ،...
طالب عبد العزيز

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

د. اسامة شهاب حمد الجعفري يحتل قانون الاحوال الشخصية في حياة الفرد مركزا حساساً لارتباطه ارتباطاً وثيقاً بتنظيم حياته الاسرية وتعلقه بمعتقدات الفرد ومركزه الاجتماعي. فمن الطبيعي جداً ان تتجاذبه الاراء خاصة وانه اضاف...
د. اسامة شهاب حمد الجعفري

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

د. طلال ناظم الزهيري في عالم محكوم بالصراع والتنافس، تظهر مفاهيم وممارسات جديدة تقود هذا التنافس وتتحكم في إيقاعه لصالح طرف أو آخر. واليوم، ومع المد الجارف لمواقع التواصل الاجتماعي ودورها المؤثر في تشكيل...
د. طلال ناظم الزهيري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram