TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: دجاجات غاندي ورصاصات الصيادي

العمود الثامن: دجاجات غاندي ورصاصات الصيادي

نشر في: 22 أغسطس, 2020: 10:02 م

 علي حسين

لعل المشهد الأبشع من مشهد اغتيال الفتاة البصرية ريهام يعقوب برصاص كاتم صوت ، على بعد خطوات من الاجهزة الامنية.. الأبشع من ذلك كله هو ذلك التشفي والفرح الذي تجسد على وجوه بعض النواب وهم يرددون اسطوانة مشروخة " عملاء السفارة " ،

في الوقت الذي غاب عنهم البصر والبصيرة ، وهم يشاهدون محافظ البصرة اسعد العيداني يقبل وجنتي القنصل الامريكي ، ويقيم له وليمة دسمة لم اكن انوي ان احاصركم بأخبار "المجاهد" كاظم الصيادي وهو يبرر مقتل فتاة عراقية، ويتفرج على مآسي شباب الاحتجاجات من خلف نظارتين لا تساعدانه على معالجة داء قصر النظر، ولا بالخبر الكوميدي الذي زفته إلينا وزارة الموارد المائية من أن ما يثار حول السد اليسو مجرد زوبعة إعلامية وهو لا يؤثر على المياه في العراق، كما أنني أخجل أيضًا من أن أشغلكم بحكايات السيد خميس الخنجر الذي احتفل أمس ووزع التهاني على موقع تويتر، لأن أردوغان اكتشف الغاز ، ولأن السيد الخنجر رجل ثوري منذ نعومة أظفاره، فقد حيا مواقف أردوغان ودعوته للحرية لكل الشعوب، بدليل أن السلطان التركي أرسل جيوشه إلى العراق وسوريا وليبيا لإعلان "الأممية التركية"، ولانني عادة ما اشغلك باخبار الكتب ، وهو في نظر البعض نوع من انواع البطر ، فاسمحوا لي ان احدثكم عن كتاب قرأته للمرة الثانية بعنوان " الوزير المرافق" وفيه يقدم مؤلفه الأديب والوزير السعودي الراحل غازي القصيبي حوارات دارت بينه وبين بعض الشخصيات التي التقى بها .

من بين أجمل الحوارات استوقفني في كتاب القصيبي حواره مع رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي حين سألها عن شعورها وهي خارج الحكم.. فأجابت: " عندما خرجت من الوزارة بدأت القطيعة والاتهامات ضدي، منها أنني سرقت خمس دجاجات وست بيضات"، ويسألها القصيبي عن الأزمة مع السيخ فتقول إنها أزمة مع المتشددين فقط وليس مع طائفة بأكملها، وتضيف بأنها رفضت طلب بعض أعضاء الحكومة بتغيير، حرسها الشخصي المكون من الضباط السيخ معتبرة أنه يجب أن لا يؤخذ الأبرياء بجريرة المذنبين.. هذا الحوار القصير يكشف لنا ان الذين هزموا الفوضى وكسروا خوف الناس وأعلوا كرامة شعوبهم، لم يكونوا قادة معارك المصير، ولا رافعي لافتات"اقتلوا الجوكرية " كانوا رجالاً يحبّون شعوبهم لا مقرّبيهم، ويعملون لأوطانهم لا لدول الجوار .

يتوقف المشاهد لحديث كاظم الصيادي أمام نقطة مهمة: ترى ماذا لو أن مواطنًا ظهر على شاشة الفضائيات يحرض على قتل أحد النواب؟، هل يصاب القضاء بالخرس ؟، وهل سيذهب المواطن إلى بيته آمنا مطمئنًا ، لانه مثل كاظم الصيادي لا أحد يحاسبه ، والقانون مجرد خيال مآتة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram