علاء المفرجي
مرّت أمس ذكرى استشهاد المفكر والناقد الأدبي كامل شياع والذي كان يعمل مستشاراً في وزارة الثقافة بعد عام 2003 ، فقد عمل مع ثلاثة وزراء تسلموا منصب وزير الثقافة
ويعد شياع الذي كان مقيماً في بلجيكا قبل سقوط النظام، من أبرز المطالبين ببناء حركة ثقافية جديدة في العراق وفق روئ علمانية متفتحة.
والراحل من مواليد عام 1951 وعمل في ميدان الترجمة وكتابة البحوث الأدبية والثقافية. وهو عضو قيادي في الحزب الشيوعي العراقي . وكانت دار المدى قد طبعت مؤلفاته الفكرية .
وقد استذكر مثقفون عراقيون هذه الذكرى بكلمات في وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرين الى خسارة الوسط الثقافي العراقي قامة كبيرة ومهمة في المشهد الثقافي.
السفير حسن الجنابي كتب في صفحته: ذكراك يا كامل طرية في قلوبنا وأذهاننا..... التحقت بك كوكبة أخرى آخرها سيدة بصراوية عظيمة... رهام يعقوب.... وداعاً ومحبة يا كامل ويا رهام.
فيما كتب الشاعر عمر السراي: تغتال أيادي الغدر والظلام (كامل شياع).. الشخصية الفذّة، والمشروع التنويري المهم، العقل الحداثي الذي آمن بوطنٍ تسود فيه الكلمة، وتنتصر الثقافة، وتشرق الأفكار بما يليق بحضارة عمقها الزمن كله،
سُجّلت جريمة اغتيال (كامل شياع) ضدَّ معلوم، فالسفّاحون المعلومون كانوا أكثر اطمئناناً وأمناً يومها..! هل قلتُ (كانوا) ..؟!
أعتذر.. كانوا ومازالوا،فالطلقة الكاتمة التي زرعت سوادها في بياض جسد شياع، تحوّلت إلى طلقات، وقنابل، ودخانيات، واعتقال، واختطاف، وسحل، وموت مستمر.. الطلقة الكاتمة صارت تجيد الكلام ببلاغة أنيقة، في زمن المنفلتين والمتسيّدين والمتربّعين على صدر البلاد. الرحمة لروحك والمجد والخلود أيها الكامل، يا شريك كل المنتفضين والمتظاهرين والثائرين، ويا نبراس الحياة التي ستتّقد مع كل هتاف يرفعه المظلومون ليصفعوا الطغاة.
بينما يتساءل الكاتب محمود موسى: 12 عاماً مرت على إغتيال المفكر ( كامل شياع ) ومازال القاتل حراً يواصل القتل والاغتيال !!؟
وتكتب الكاتبة سناء الطالقاني: ربّما ننتظر زمناً آخر لفتح ملف كامل شياع ومعرفة ذلك المجرم الذي أطلق رصاصاته السبع على جسده في بغداد في وضح النهار.!، اكثر من عقدٌ مرّ على تصفية الباحث والمثقف العراقي كامل شياع (1954- 2008)، وما من أحد يصغي للمطالبات بإعلان نتائج التحقيقات في اغتياله!.. رجع من المنفى وقرر ان لا يموت / خالد في ضمائرنا.
ويكتب صديق الراحل ورفيق دربة ئاشتي مرثية عن كامل شياع بعنوان مرثية النخيل:
يأكلُ روحي الوجعُ /المتأصلُ في سعفِ النخل ِ/ فأرفعُ كفيَّ بوجه ِالريح ِ/ وأصيخ ُالسمع َ/لأغاني الفلاحين المسكونة ِ بالوجع ِالمر ِ/ وهي تعيدُ صدى أسمك/َ كامل........ يا كامل ، ياحاملَ عنا زهو طفولة ِعينيك /وبغض َالأعداء ِ/ ها نحن نعيدُ تفاصيل َحكايةِ َحزن ٍ/ تتنسم ُفيها الكلماتُ المشحونة ُبالجمر/ رصاصات ِالغدرِ من كاتم ِصوت ٍ/ فتغض ُالطرف/َ تقولُ رصاصاتُ الغدر ِتجاوزت المليون َ/ ولكن الأجملَ أن نمنحها الصمت َ.
من ...ْ منْ يمنحها الصمتْ ؟؟
من ْ يجعلها تغرق ُفي صدأ أخضرْ ؟؟
كامل .... يا كامل... يا أخرَ اسماء الحب/ِ تجاوزتَ بحبك ِحد َالطوفان/ فما عرفَ السفلة ُ ..غير سفالتهم /وأنت َتنوءُ بحمل ِعراقك َ فوق الكتفين .
ويضع المخرج السينمائي والمصور الفوتوغرافي قتيبة الجنابي صورة من وقفة احتجاج في لندن عن استشهاد كامل شياع ويرفقها بكلمات: في ذكرئ رحيل الشهيد كامل شياع قبل ١٢ سنة وذكرئ كل شهداء الوطن وثورة تشرين ..
وتحت عنوان اليوم ذكرى استشهاد كامل شياع كتب الشاعر أحمد عبد الحسين:
...
بعد عدة أيام فقط من عودتي إلى وطني قادماً من كندا، عقدنا اجتماعاً لتأسيس تجمّع ثقافي، كانت آمالنا كبيرة، وكان جسد العراق لم يثخن بالجراح بعد، ولم يكن قد فرهده اللصوص، ولم يكن قد استولى عليه "التفاكة". كنا نحلم، وكان كامل حياً، حتى أنا كنت حياً ذلك الوقت. لروحك الخلود أيها النقيّ.