TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: رياضتنا بين الترقيع والتَمويع!

معالي الكلمة: رياضتنا بين الترقيع والتَمويع!

نشر في: 25 أغسطس, 2020: 07:09 م

 عمــار ســاطع

مضى الكثير من الوقت دون أن تجد رياضتنا أي علاجات جذرية لكل المشاكل العالقة والمهملة بقصدٍ أو دونه، منذ أعوام!

هذا باختصار شديد واقع الحال الذي واجهته دوائر الرياضة العراقية في كل تفاصيلها ومسمّياتها من حيث الشكل والمضمون، غاب الحسم وحضر الاجتهاد، حضرت الأهداف وظهرت الأنانية، بدءاً من مسلسل قانون الرياضة ومروراً بملفات كثيرة ومتشعّبة!

وحينما نقول إن رياضتنا عاشت فترة بين الاجتهادات في ظلّ غياب الحسم في كل الصراعات والخلافات التي بقيت عالقة حتى يومنا هذا، فإننا نعني بالتحديد كثرة القضايا التي وصلت حتى الى المحاكم المحلية وحتى الدولية، بمقابل النزعة الغريبة التي ظهرت بين المجاميع التي تولّت إدارة العمل الرياضي، وولادة فكرة التسقيط من جهة والانضمام لكتل وتحالفات ما كانت لتظهر إلا لسببين مهمّين، الافتقار الى الإلمام بالأمور، والانفراد بالموقع!

وفي الحقيقة واقع العمل الإداري الرياضي أكل من جرف الإنجاز الذي كان يفترض أن يحدث، في ظل الانقسامات والولاء للشخوص وتغييب المستشارين الفعليين والنقاد المتحرّرين من ضغوطات الأطراف كافة، وهو أمر أدّى فيما بعد الى ضياع الوقت وتشتّت الجهود والتخبّط الفعلي الذي لم يطوّر من واقع رياضتنا بشيء، بل زاد الطين بلّة، بسبب كثرة الملفات العالقة والانتماءات للمسؤولين أيّاً كان عمله وزيراً أو مديراً وحتى رئيساً منتخباً، فحدث ما حدث من فارق كبير بين ما كُنا نرسمه وننشد إليه وبين ما حصل على أرض الواقع!

أيها الأخوة، إن الجهل الذي ضرب دوائر رياضتنا تسبّب في غياب رموز مهمين جداً بمقابل وصول شخوص كان لهم الدور الأكبر في دخول رياضتنا دهاليز وأنفاق مظلمة، وحتى اللحظة بقيت الأمور عالقة دون حسم، بل تأثرت نتيجة الأجواء غير الصالحة للعمل الرياضي، حتى أن اللاعبين بمختلف الألعاب عانوا الأمرّين نتيجة إبعادهم عن طموحاتهم المشروعة والتي تأثرت كثيراً عقب تراكم الأخطاء ووصول من هُم ليسوا مهنيين أو أولئك الذين فرضوا أنفسهم أو تم فرضهم من قبل المهيمنين على سلطة الرياضة!

وفي تقديري الشخصي، فإن مشكلة رياضتنا اليوم تكمن في عملية التَمويع للقضايا العالقة وترقيع الكثير من الأمور بهدف إبقاء عجلة الرياضة تدور بصعوبة، وهكذا سارت الأمور منذ أعوام، حتى وصلنا الى إيقاف للنشاطات، حتى قبل جائحة كورونا، قبل أن تتوقف المنافسات بطريقة قضت تماماً على آخر بارقة أمل على المنجز الرياضي الذي كُنا نتأمل أن يحدث ويحصل ويوصلنا الى نقلة نوعية كًنا بأمس الحاجة إليها، ليوصلنا الى مرحلة الارتقاء التي بحثنا عنها، دون أن نجدها، مع التأكيد على أن الملفات التي لم تُحسم ما زالت تشكّل عقبة سلبية مهمة تجاه الرياضة العراقية، بل أوصلتنا الى مرحلة الاستسلام أمام ما يحدث!

وحتى نكون واقعيين أكثر في طرحنا الحالي، فإن الرياضة العراقية واجهت مصاعب داخلية ، بفعل النقاط التي أشرت إليها، اذ لم تُحسم العديد من القضايا، وبقيت عالقة، مثلما كان عنوان التسوية والتنازل والتراجع من بين أسباب بقاء السيّئين في مناصب ومواقع، ولم يأخذ صاحب الحق حقه، بسبب المعالجات الوقتية، لا الجذرية، فيما افتقد أهل الرياضة للحكمة والمبدأ بسبب التهافت على المناصب وحماية الكُتل، بدلًا من إعادة الحقوق كاملة!

تصوّروا إن الحال أوصلنا في فترات سابقة الى وجود إدارتين أو ثلاث إدارات لنادٍ رياضي واحد، ثم أضحت الانتخابات فرصة لتصفية الحسابات عبر ضغوطات بنقل مؤتمرات انتخابية من مكان الى مكانٍ آخر وحتى تكتمل صور الأخطاء الفعلية فإن التشكيك والطعن وصلا الى مدّيات أبعد من ذلك، فأضحى الدعم واضحاً وفاضحاً والولاء للأشخاص أمراً مكشوفاً، بعيداً عن المبدأ الذي غاب تماماً، فيما تواجه اتحادات رياضية مركزية، مُعضلة وجود رئيسين بصيغ قانونية ووفقاً للقانون من جهة والتعليمات من جهة أخرى، فيما أرجِأت انتخابات وأعيدت مرة ومرتين بسبب التهافت على الرئاسة والكرسي!

أحوال متباينة وأجواء غير مشجّعة للعمل الرياضي، كلها بسبب غياب الحسم والافتقار للقرار، وترقيع للمشاكل وتَمويع القضايا.. هذا باختصار هو واقع رياضتنا المتدنّي.. أضف الى ذلك التقاطعات والخلافات العالقة بين الجهات، وعليه يفترض بالجميع أن يعترفوا بالخيبة التي جلبوها لرياضتنا من جهة وأن يحاسبوا أنفسهم نتيجة تراكم الأخطاء التي أضرّت بالرياضة العراقية!

****

ما قل ودل..

186 لاعباً لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية من 16 نادياً رياضياً بسبب عدم تسديد إدارات تلك الأندية مستحقاتهم المالية منذ مواسم مضت.. الشكوى دخلت في دور المحاكم وفجّرت معها مشكلة كبيرة، قد تُنزل أندية جماهيرية الى دوري أدنى من الممتاز وتطيح بهم من قبل لجنة التراخيص .. الموعد النهائي للحسم هو نهاية شهر أيلول المقبل والانظار تتجه صوب تنفيذ شعار .. العقد شريعة المتعاقدين !! . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram