عمــار ســاطع
رغم إننا لم نصل بعد الى ذلك المستوى الذي يضعنا في مصاف الدول المتقدمة على الصعيد الصحي من حيث إمكانية تقديم كل ما من شأنه أن يقلل من أعداد الوفيات أو مخاطر الإصابة بجائحة كورونا فايروس، إلا أن قرار خلية الأزمة الخاص بإمكانية إعادة النشاطات الرياضية والشبابية مجدداً يعني أننا سندخل مرحلة جديدة، تتباين ما بين صراع الانتصار على هذا الوباء اللعين وبين مواصلة رحلة الحياة برسم صورة جديدة للوجود!
فالتداعيات التي خلفتها أزمة جائحة كورونا من جهة والضعف والتردي الذي نعانيه من حيث الجانب الصحي، يجعلنا أمام حقيقة واحدة ومهمة وهي إن الإنسانية يجب أن تنتصر في النهاية على كل ما من شأنه أن يضر بحياة الناس والمواطنين، فكيف إذا كان هذا الأمر يتعلق بحياة رياضيين ونجوم ومشاهير لديهم مكانة كبيرة في أوساط المجتمع، أضف الى ذلك أننا اليوم سنقف على مفترقٍ من الطرق إزاء هذا الذي يحدث من زيادة باعداد المصابين وكثرة في أعداد الوفيات وتباين كبير في حالات الشفاء!
أقول.. أشدُ على يد خلية الأزمة بقرارها الجريء في إعادة النشاطات الرياضية من دوريات ومسابقات وبطولات، لأن الرياضة دائماً ستكون في واجهة بناء المجتمع، بل أساس في إعادة الروح الى المجتمع، كونها تدل على المنافسة الشريفة وتشغل الملايين من المواطنين، بل وترفع من قابليات ومستويات اللاعبين في كل الفعاليات والألعاب وصولاً الى تمثيل الوطن في المحافل الدولية أملاً في كسب النتائج الايجابية وخطف الكؤوس والجوائز!
ولكن علينا أن نكون أكثر حرصاً جراء القرار الجريء، وأن نلخص كل تلك المقررات التي ظهرت بالكشف عن حقيقة ما يجري على أرض الواقع، إذ إننا اليوم نفتقد الى الارضية الخصبة ونفتقر الى الحلول العاجلة ونتعامل بطرق متخبطة بسبب غياب الرادع الحقيقي للمخالفين أو أولئك الذين لم يلتزموا بقرارات خلية الأزمة او الدوائر المعنية المرتبطة بهدف التقليل من الاصابات وعدم المخالطة أو إنهاء التجمعات بالشكل الامثل!
لا أريد المقارنة مع باقي الدول التي تواجه نفس تلك المشكلة، فالمقارنة تُفسد النقد الهادف والبَنّاء الذي اريد أن أذكره بالشكل الواقعي، إذ لا يمكننا أبداً ان نأتي بما نراه في حياتنا اليومية من لا مبالاة او استهزاء واضحين للكثيرين مقارنة بما هو عليه الحال من التزام في باقي الدول، والدليل الأقرب هو قلة أعداد المصابين في دول الجوار مثلا بمقابل الأرقام التي تضاعفت عندنا، وهو أمر يؤشر على مدى الانفلات عندنا والحرص عندهم!
ومثلما قلت إن قرار خلية الأزمة هو قرار جريء للغاية، فإن القرار مطالب أيضاً أن يكشف عن الخطط البديلة والعاجلة التي يمكن أن تنهي قلق الكثيرين من الرياضيين، وأن تضعهم في صورة الإجراءات البديلة، في حالة إصابتهم، وأن تمنحهم الثقة في كيفية مواجهة مرحلة التقليل من الإصابة وفقاً لاجراءات وشروط صحية يفترض إتباعها والقيام بها، من أجل التأكيد على أهمية وقيمة الرياضي أياً كان لدى الدولة العراقية بإجراء التأمين الكامل واقامة دورات متكاملة من قبل أهل الاختصاص الطبي من الأمراض الانتقالية وعدوى الإصابة بالفيروسات وبين فرق الأندية واللاعبين وكذلك الاتحادات الرياضية، في ظل الفسحة الزمنية التي تفصلنا عن انطلاق المسابقات الرياضية!
ومع كل ذلك.. فإن استمرار الحياة وديمومتها مطلوبة، شريطة أن يكون هناك اهتماماً بالغاً ومنقطع النظير مع الواقع المرير الذي يمر به الوطن بكل مُدُنهِ، فالعملية هي مشاركة واسعة واستنفار للجميع بلا استثناء، لكونهم سيسهمون، كلٌ حسب موقعه، في مواجهة خطر انتشار الجائحة، بالأساليب الصحية، ودون أن يتركوا (الحبل على الجرار) كما يقولون!
أيها الإخوة.. المسؤولية باتت اليوم مسؤولية مشتركة، يفترض أن يبذل قصارى جهوده لتوعية الرياضيين في وقت مهم جداً كهذا الوقت الذي يشهد فيه الفايروس وصوله الى مرحلة الذروة ويتفشى بشكل أو بآخر مع قرب عودة الحياة الى ميادين الرياضية مجدداً بعد توقف دام لستة أشهر