علي حسين
أعلن، أنا صاحب هذه الزاوية المتواضعة تأييدي بشكل كامل لجهود الحكومة وأجهزتها الأمنية في إلقاء القبض على المزورين والمحتالين، وكان آخرهم رجل انتحل صفة لواء ركن في وزارة الدفاع، والمضحك في القصة أن هذا اللواء المزيف التقى مسؤولين كبار، وقام بالتوسط لضباط ،
وزار مناطق في الرمادي والجنوب والموصل، وظل يتبختر تحيطه كوكبة من الحماية وسيارات رباعية الدفع، وأنه استطاع بشطارته أن يحصل على أموال كثيرة من خلال عمليات ابتزاز، ولهذا أنا مع الحكومة في أن تطبق أقصى العقوبات على كل من مارس التزوير وسرقة أموال الناس.
وأشير هنا إلى أن كتاباتي الساخرة من البرلمان والحكومة لا تعني عدم إشادتي باجراءات تحفظ هيبة الدولة وتحمي الناس من شرور الانتهازيين والمزورين، شرط أن تكون عملية إلقاء القبض شاملة لكل المزورين، سواء الذين زوروا الانتخابات، أو الذين حصلوا على شهادات عليا وهم لم يتجاوزوا مرحلة الابتدائية، والمهم أن تكون الحملة ضد أشخاص زوروا بطاقاتهم الشخصية ووضعوا عليها صفة "سياسي"، حيث مارس هؤلاء المزورين الكبار كل أنواع الخراب لهذا الوطن، بالسطو والاستيلاء على وزارات الدولة ومؤسساتها.. لقد عشنا سنوات في دولة المزورين والمرتشين وسراق المال العام، حيث تمت عملية سطو لمقدرات البلد جرت في وضح النهار، يمكن أن نسميه وبوضوح تزوير بالإكراه لإرادة الناس وخياراتهم في مجتمع آمن مزدهر ومستقر ينعم بالرفاهية، إلا أن الأحداث تثبت بالدليل القاطع أن هناك سياسيين قرروا التلاعب في مصائر الناس، وإعلان أنفسهم المالكين الوحيدين لهذا البلد ومن يعترض فليس أمامه سوى البحث عن تأشيرة خروج من الوطن، فقد أصبح العراقيون أسرى لنظام سياسي يطارد الكفاءات ويمنع أهل الخبرة، ويمكّن المزورين والمرتشرين والسراق من التحكم بمقدرات الناس، والنتيجة أن، الفساد كبير والخراب أكبر.
ومرة أخرى، أجدّد تأييدي لكل إجراءات الدولة في محاربة المزورين، لكن عليها قبل ذلك أن لا تساوي بين المزور الذي انتحل صفة لواء في الجيش ، وبين من أسسوا لمفهوم التزوير، كما أرفض أن يتم التعامل مع القضايا الصغيرة على أنها إنجاز تاريخي، في الوقت الذي يعيش في نعيم حيتان التزوير ممن تسببوا في خراب البلد سياسيًا واجتماعيًا وإنسانيًا.
ألقي القبض على اللواء المزور، لكن زمن المزورين لم ينته بعد ، وعصر خلط السياسة بالانتهازية ما تزال سوقه مزدهرة، وهناك في الظل عشرات مثل "اللواء المزور" ممنوع الاقتراب من حصونهم المنيعة. أيها السادة ثمة شيء أكثر بشاعة من القتل في السياسة، هو الفساد. ولهذا نجد أن للنزاهة قاعدة واحدة لا تخطئ ، إما العيش إلى جانب البسطاء، أو التقاط صورة مع "مزور كبير".