اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعبارة أخرى: (المُشير) .. أبو غزالة!!

بعبارة أخرى: (المُشير) .. أبو غزالة!!

نشر في: 14 سبتمبر, 2020: 07:20 م

 علي رياح

كلا طبعاً! فأنا لا أعني هنا المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع المصري الأسبق والعقلية العسكرية الفذة ، إنما قلتها يوم كان ناظم شاكر يعيش واحداً من أسوأ أيامه في كرة القدم ، في التدريب على وجه الخصوص!

المشهد : كافتيريا ستار باكس عند زاوية بعيدة عن الأنظار في السيتي سنتر على ضفاف الخليج قرب شيراتون الدوحة .. ناظم شاكر يجلس وحيداً وهو يجترّ آلامه ، ويعيد حساباته ، ويراجع ما أخفق فيه خلال نهائيات كاس آسيا عام 2011 ، تلك النهائيات التي خاضها ناظم مدرباً مساعدا لفولفغانغ سيدكا ، وقد كان في حقيقة الأمر يرفض كلمة المساعد لأنه كان قد سبق سيدكا في إعداد المنتخب قبل التعاقد مع المدرب الألماني! 

في تلك الليلة كان قرار اتحاد الكرة برئاسة حسين سعيد قد صدر تفاديا لأية أزمة أو تداعيات لاحقة للخسارة أمام ايران في أول مباراة لنا في البطولة .. القرار نصَّ على إنهاء مهمة ناظم شاكر وتكريس سيدكا مدرباً وحيداً حاكماً بأمره من دون ما أسماه تدخلات لا موجب لها من المساعد! 

سحبت كرسياً ، وجلست قبالة ناظم شاكر وكان عليّ أن أهون الأمر عليه .. فمن يقبل التدريب مهنة لابدّ أن يرتضي مصيراً يقف على كف عفريت ، أو كما قال مدرب إنكلترا الراحل رون غرينوود (من يمتهن التدريب ، يجب أن يقبل أسوأ الاحتمالات .. هذه الاحتمال ليس سوى رهن مصيره باثنين وعشرين قدماً) .. يعني لاعبي فريقه! 

كان ناظم شاكر غاضباً ساخطاً ، وكنت أخشى عليه من ردة الفعل ، لمعرفتي بأنه أكثر الاشخاص الذين عرفتهم في حياتي عفوية ، أي أن ما في قلبه على لسانه .. وكان رأيي أن الأيام دول ، وأن الفرصة التي تضيع اليوم قد تتوفر مستقبلاً ، وذكـّرته بأنه درّب فرقاً عراقية وعربية شتى ، وكان له في كل موسم فريق ، فلمَ كل هذا الغضب ، ولم لا يترك للمدرب سيدكا فرصة كاملة لأن يقود منتخبنا في المواجهتين اللاحقتين أمام الإمارات وكوريا الشمالية! 

كان الصمت جواب ناظم شاكر ، وهكذا افترقنا وبقي هو يحتسي القهوة وهمومه ، بينما ذهبت أنا إلى شأني ، حتى كان الصباح حين رأيت أوساط الوفد العراقي تتقلب على نار السخط .. فقد أحدثت تصريحات ناظم شاكر لصحيفة (الوطن) قبل أن يغادر الدوحة دوياً عجيباً .. كانت المانشيتات نارية ومستفزة ولا تدلل أبداً على هدوء في معالجة أزمة ، حتى أن ناظم قال : (نصف لاعبي العراق انتهت صلاحيتهم) .. (لم استفد من سيدكا لأن فاقد الشيء لا يعطيه) .. (رئيس الاتحاد يتدخل في الأمور الفنية، ولكن) .. (أجبروني على الرحيل ولم استقل) .. وفي التفاصيل كان (أبو غزالة) كمن يحمل مدفعه الرشاش ويطلق الرصاص العشوائي في كل الاتجاهات! 

واضح أن الصحافة قد اصطادته في عين المكان الذي كنا نجلس فيه بعد مغادرتي .. في كثير من التفاصيل التي تطرق إليها ناظم شاكر كان الرجل على حق ، ولكن التوقيت لم يكن صحيحا أبدا .. فطويت الصحيفة واتصلت بناظم لكي أقول له : أنت اليوم المُشير أبو غزالة .. كان عليك يا صديقي أن تتحلى بالهدوء وسط هذا الصخب الذي يدور حول المنتخب وهو ما زال يملك أملا بالاستمرار في البطولة! 

قلب سيدكا ومنتخبنا المعطيات بعد ذلك ، فكان الفوز على الإمارات ثم على كوريا الشمالية ، وانتقلنا برفقة إيران إلى الدور ربع النهائي حيث خسرنا أمام أستراليا وغادرنا البطولة .. إنطوت صفحة مشاركتنا ، لكن يوم الرحيل عن مقر إقامة منتخب العراق ظل صعبا على ناظم .. كان يتذكره دوما ويستعيد معه الحوار الناري .. لم يكن الافتراق يحمل كل هذا الوجع لنا حتى كان يوم الفراق الأبدي عنا .. رحيل عن رحيل يفرق يا صديقي!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالكي يبحث عن "نهاية سعيدة".. ولاية ثالثة قبل تقاعده

الترهل الوظيفي يعيق التنمية.. تخمة الموظفين كارثة اقتصادية ارتكبتها الحكومات المتعاقبة

مؤسسة عراق خالي من المخدرات: نسبة التعاطي بين الفتيات غير قليلة!

صورة اليوم

رئاسة إقليم كردستان ترفض العودة القسرية للنازحين العراقيين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: عقدة تشرين

 علي حسين ظهر علينا مؤخراً المحلل السياسي عماد المسافر في " نيو لوك " متطور، ليحدثنا عن مخاطر من أسماهم " التشارنة "، والرجل يقصد الشباب الذين شاركوا في تظاهرات تشرين التي أزعجت...
علي حسين

كلاكيت: ساذرلاند..الممثل أدى جميع الأدوار

 علاء المفرجي مسيرة ستين عاما، مترعة بمئتي فيلم وعدد من المسلسلات الناجحة، هي حصيلة احد أهم ممثلي السينما بالعالم، دونالد ساذرلاند.. الذي رحل عن عالمنا هذا الأسبوع. هذا الممثل الذي قيلت بحقه الكثير...
علاء المفرجي

البرامج الأكاديمية ودورها في تعزيز الرغبة في التفوق الدراسي

د. طلال ناظم الزهيري ممارسة مهنة التعليم بشكل عام، والتعليم الجامعي بشكل خاص، تضعك أمام تساؤل مهم: لماذا يتفوق بعض الطلاب في الدراسة الجامعية بينما يبدو البعض الآخر أكثر تكاسلاً وعدم مبالاة؟ هذا التساؤل...
د. طلال ناظم الزهيري

غزة - فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي

فواز طرابلسي 1-2 سيمرّ وقت قبل ان يرقى الفكر السياسي، وليس فقط الادب والفن، الى مستوى التعبير عما شاهدنا وشهدنا عليه في غزة والضفة في الاشهر الماضية من وحشية مدرعة بالذكاء الاصطناعي تواجهها بسالة...
فواز طرابلسي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram