محمد حمدي
منذ مطلع آذار عام 2018 الى اليوم لم يُحسم أمر الملعب الرياضي أو المدينة الرياضية المُهداة الى العراق من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الى الجماهير العراقية ليكون علامة فارقة وبصمة من العربية السعودية للتضامن الأخوي بين البلدين الشقيقين،
حدث ذلك أيام رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي ووزير الشباب الأسبق عبد الحسين عبطان وكان السقف الافتراضي للمنشأ الرياضي ثلاث سنوات نحو الإنجاز في أبعد تقدير على أن تتولى إحدى الشركات العالمية الكبرى أعمال التنفيذ بالتنسيق مع الجانب العراقي الذي عليه أن يحدّد قطعة الأرض المناسبة وتقديم التسهيلات اللوجستية الى الشركة المنفذة.
غير أن البيروقراطية والروتين الإداري وتثاقل العمل وربّما محاولات الفساد والمفسدين البائسة كان لها ثقلها في هدر الوقت ومحاولة التسويف والالتفاف لتحقيق الفائدة المرجوّة وراحت المحاولات والدراسات والمقترحات تتهاوى الواحدة تلو الأخرى بين مؤتمرات وندوات ولجان كشف تقترح هذه المنطقة وتلك فيفشل الاختيار الأول لأنه كان خاطِئاً من الأساسي، فكيف لملعب كروي عملاق أن يتم تشييده قرب مصفى نفطي وهو المقترح الأول للملعب في منطقة الدورة حيث تسبّب الغازات المنبعثة من المصفى حالات اختناق، وفشل الموقع الآخر بداعي عدم موافقة مختبر فحص التربة على نوعية الأرض وذهب الثالث أدراج الرياح بداع البُعد عن المناطق المأهولة بالسكان، كل هذه الإجراءات كانت سبباً في استنزاف الجهد والوقت حتى ليظن أحدنا أن الملعب أو المدينة قد أصبح في خبر كان بعد ملل الأخوة في العربية السعودية من المماطلة ومعها سئِم جمهورنا الرياضي الذي كان يُمنّي النفس بصرح رياضي كبير يتم تنفيذه بصورة مباشرة، ولا يتوقف الى النصف تسع سنوات أو يسلم شكلياً وتظهر عيوبه بعد أول اختبار.
أخيراً.. وفي المنعطف النهائي لولادة الملعب المتعسّرة جاء إعلان الناطق باسم مجلس الوزراء عن موافقة المجلس منح وزارة الشباب قطعة أرض بالقرب من مجمع بسماية السكني لإقامة الملعب المهدى للعراق وقطعة الأرض المشار اليها تعود ملكيتها لوزارة التعليم العالي وكان من المفترض أن يتم بناء مجمّع جامعي عليها منذ فترة طويلة، ولكن لعدم جدوى المشروع قرّر المجلس تحويل قطعة الأرض الكبيرة الى وزارة الشباب لتكون موقعاً للملعب المشار اليه.
قد تكون الأمور مفهومة وسلسة الى الآن، ولكن نرغب أن تكون كذلك، ولا يظهر في الخفاء ما يعكّر صفو الأجواء بصعوبة نقل ملكية الأرض بين الوزارتين، وهذه من الأمور غير المستبعَدة جداً نظراً للروتين المهلك والبيروقراطية الإدارية المملّة، ولكن هذه المرة سيكون للجمهور رأي مغاير إن حدث ذلك ونتمنّى أن لا يحدث، كما سبق وأن اشار السفير العراقي في السعودية قحطان الجنابي، الى أن العراق ينتظر زيارة وفد رياضي سعودي لرؤية الأرض التي خصّصت في العراق في منطقة بسماية لبناء الملعب المهدى من السعودية.
وبيّن السفير أن الزيارة حدثت وتم معها الكشف عن الموقع المشار اليه وتبين بأنه الأفضل بين أربعة مواقع سابقة وقد كانت زيارة الوفد الرياضي السعودي لرؤية الأرض التي خصّصت في العراق في منطقة بسماية، بعد الاجتماعات التي جرت على هامش عقد المجلس التنسيقي بين وزير الشباب والرياضة الكابتن عدنان درجال ورئيس لجنة الثقافة والرياضة السعودي .
ووفقاً للمصادر السعودية فإن البدء بإنشاء هذه المدينة سيسير بشكل سريع بعد أن خصّصت لها السعودية مليار ريال سعودي لبناء ملعب كرة قدم سعة 60 ألف متفرج وملاعب وساحات للرياضات وقاعة مغلقة ومسبح ودار للضيافة فضلاً عن الطرق الرابطة .
نتمنّى وجمهورنا الرياضي أن تتم المباشرة بالعمل سريعاً بلا منغّصات وعوارض ونرى الملعب وقد اكتمل ليضيف الى بغداد بصمة رياضية تنقلها الى مصاف العالمية في تضييف واحتواء البطولات الرياضية الكبيرة.