إياد الصالحي
حدثان لافتان لا يمكن إلا التوقّف عندهما، شغلا الوسط الكروي منتصف وآخر الأسبوع الماضي، وتصاعدت أزاءهما حملات انتقاد مختلفة الدوافع والأغراض اعتدنا سماعها في ظلّ إصرار البعض على الخروج عن النص حتى لو كان نقدهم غير نزيه، المهم لدى هؤلاء أنهم لا يأبهون إن كان طرحهم غير موضوعي ومثير للسخط طالما ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا ضمن شلّة ناشِزة على الدوام بتشجيع من أشباههم!
فالهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم العراقي المأمورة من قبل الاتحاد الدولي للعبة - وليست أية جهة عراقية مسؤولة عنها – تلقت قراراً من الأخير بتمديد فترة عملها تنتهي في الثلاثين من حزيران عام 2021 وهو إجراء طبيعي نتيجة عدم كفاية الستة أشهر الماضية التي قضمت جائحة كورونا نصفها دون أن يتمكّن رئيس وأعضاء الهيئة التطبيعية المباشرة بأعمالهم في مقرّ الاتحاد لحسم المهام الموكلة إليهم منذ نيسان الماضي، فضلاً عن حداثة تشكيل اللجان (الفنية والتطوير، والحكام المركزية بأقسامها الفني والبدني والتقني والإداري والمالي إضافة الى دائرة الحكام، وهيئة التراخيص والدائرة الإعلامية والمسابقات واللجنة الخاصة بمراجعة وصياغة النظام الأساسي للاتحاد المركزي والاتحادات الفرعية والروابط) وما تستلزمه من عملية تشطيب النقاط السلبية التي خلّفتها كل لجنة ودائرة ضمن السنين المارّة وتحديداً منذ عام 2014 وهو توجّه طبيعي لا يعني التنكيل بمجلس إدارة الاتحاد المستقيل، بل إجراء روتيني يبتدئ به أي رئيس دائرة في الدولة العراقية كي يتحمّل تبعات عمله وفقاً لآلياته الخاصة به وليس بغيره.
مع المدة القياسية على إنجاز النظام الأساسي لاتحاد الكرة العراقي، موضع تمحيص الاتحاد الدولي حالياً، والذي يمثّل دستور الكرة العراقية للسنين المقبلة، لا بدّ أن تنهمك التطبيعية في تذليل المعوّقات التي تواجه أنظمة الاتحادات الفرعية السبعة عشر إضافة الى الروابط الثلاث (اللاعبون والمدربون والحكام) ليتسنّى المصادقة عليها والتهيئة لانتخاباتها الجديدة في موعد يُتفق عليه لاحقاً ينتخبْ منها ممثلو الهيئة العامة المخوّلون بإجراء الاقتراع لاختيار رئيس ونائبين وتسعة أعضاء يتولّون قيادة اللعبة لمدة أربع سنوات ستكون تحت أنظار أسرة الكرة والإعلام بانتظار الفارق في الأداء مع الاتحاد السابق على أساس أن هناك تدبيراً مُبرمجاً لإصلاح شامل برعاية الكابتن عدنان درجال توعّدَ من خلاله بنقل الأندية والمنتخبات العراقية وما يتعلق بأعمال الاستثمار والتسويق الى مصاف كبار الاتحادات في قارة آسيا.
والحدث الثاني، نجحت لجنة المسابقات في الهيئة التطبيعية بإجراء أول قرعة نظامية لمنافسات دوري الكرة الممتاز للموسم 2021-2020 تتماشى مع الطرق الحديثة لأغلب الاتحادات في العالم باستخدام كرات صغيرة وستة دوارق تحتوي على الحروف اللاتينية والأرقام (الفردية والزوجية) وأندية محافظة بغداد وإقليم كردستان ومحافظة البصرة ومحافظة النجف، وهي طريقة أرضت الجميع حيث اصطادت كاميرات حفل القرعة ابتسامات عريضة لعديد ممثلي الأندية، وفي الوقت ذاته أبعدت شُبهات التلاعب بتحديد لقاءات غير متكافئة وتكرار اللعب في المحافظة نفسها وغيرها من الانتقادات الحادّة التي كان يتلقاها الاتحاد السابق باستخدامه (الأوراق والتباشير والسبورة) ويعمّم مباريات الجولة الأولى لوسائل الإعلام على قصاصة صغيرة مكتوبة يدوياً!
مقترح أمام الهيئة التطبيعية بتشكيل (لجنة دوري نجوم العراق) مستقلّة عن شؤونها، تضمّ لجنة المسابقات وممثلي الجهات الساندة ذات العلاقة بالدعم اللوجستي لإنجاح المنافسة على أمل أن يوسّع اتحاد الكرة المُنتخب هذه اللجنة لتصبح مؤسسة على غرار ما يُعمل به في دول خليجية متقدمة تمنح الاستقلالية التامة لهذه اللجنة وتجنِّب رئيس وأعضاء الهيئة التطبيعية عن أي تدخل أو مماحكة أو اعتراض أو شكاوى متوقع مصادفتها في خضم صراع الأندية المحموم أسبوعياً، فمهمّة التطبيعية إنجاز النظام والتمهيد للانتخابات الفرعية والمركزية وغير هذين الواجبين ليس من مصلحتها الانشغال بدوري الدرجتين الممتازة والأولى وبطولة الكأس أو حتى تحضيرات المنتخبات الوطنية، فالعامل الزمني سيكون فرصة للتحدّي وإبعاد الشُبهات وإثبات حُسن النيّة ولا يقتضي الحال إكمال المدّة حتى حزيران العام الجديد، يمكن أن تسلّم التطبيعية ملفّها كاملاً إلى الفيفا في ختام الانتخابات أواخر آذار أو منتصف نيسان كحد أقصى.