TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: تراخيص باستثناء آسيوي!

باختصار ديمقراطي: تراخيص باستثناء آسيوي!

نشر في: 11 أكتوبر, 2020: 06:44 م

 رعد العراقي

لم يزل ملف إدارة الكرة العراقية يعاني في بعض مفاصله الغموض والتلكؤ غير المبرّرين ، ولا يرتقي بأدائه لمرتبة الشفافية، ومن المفترض أن تكون متاحة بكل تفاصيلها أمام الجماهير والصحافة الرياضية ليكون التقييم مُنصفاً أولاً ومهام الأطراف المعنية مُلزمَة ثانياً.

لجنة التراخيص ومنذ أكثر من ثلاث سنوات وهي تحافظ على هيكليتها الإدارية مُمثّلة برئيسها الحالي حسين فلامرز – نائب رئيس اللجنة سابقاً - برغم التغيير الذي شهده اتحاد الكرة باستقالة إدارته السابقة وتولي الهيئة التطبيعية مهمّة تصريف شؤون الاتحاد وفقاً لقرار الاتحاد الدولي للعبة، وهو مؤشّر ربما يكون باتجاه قناعة الهيئة التطبيعية بأداء هذه اللجنة وخبرتها المكتسبة طيلة تلك السنوات إضافة الى ما تمتلكه من علاقات مع الاتحاد الآسيوي ومعرفتها بكل متطلّبات العمل معه، وبالتالي فإن تلك الثقة شهادة فخر لا بدّ أن تكون ماثلة أمام كل خطوة لأعضاء اللجنة.

ما يؤشر على تعامل اللجنة مع الصحافة الرياضية وفي كل تصريحاتها بنوع من الغموض وعدم الاستقرار على موقف معيّن، فتجدها تتحدّث بصوت مرتفع وترسل إشارات الإنذار والتحذير للأندية قبل بداية كل موسم، ثم تختفي تلك اللهجة شيئاً فشيئاً دون أن نجد ما يُبرّر تغيير موقفها سواء بالتأكيد على التزام الأندية بما يترتّب عليها من مسؤوليات أو براءتها من أي مؤشّر سلبي اتهمت به.

الحقيقة التي نركن اليها في تفسير رأي اللجنة المذكورة هو ضبابية الموقف العام للكرة العراقية والسيل الكبير من المعاضل التي تواجهها وصعوبة التزامها بمتطلبات الاتحاد الآسيوي في منح الرخصة للأندية المشاركة للسماح لها بممارسة أنشطتها والمشاركة في بطولات الدوري المحلي والآسيوي وخاصة نحن ندرك جيداً أن أغلب أنديتنا لا زالت بعيدة عن الوفاء بتلك المتطلّبات من عدّة نواحي مهمّة كالاستقلالية الإدارية والمالية وامتلاكها للمنشآت الرياضية، وكذلك هيكلية الإدارة واللجان المفروضة وغيرها من الشروط المعلنة، ما جعل اللجنة تعمل وفق أدنى المقاييس القياسية وتتغاضى عن الكثير من تلك الشروط وفق قاعدة التذكير بالصوت العالي، ثم الصمت على تقاعس الأندية وغياب القوانين الملزمة التي تنظّم عمل الأندية تجنّباً لكارثة توقف الدوري وحظر نشاطات الأندية محليا ودوليا.

لكن السؤال المهم .. الى متى نستمر على هذا النهج المتخفّي ونماطل في استعطاف الاتحاد الآسيوي لغض النظر عن تخلّف إجراءاتنا الإدارية ومنحنا الفرصة تلوى الأخرى؟!! في حين أن الأمر يتطلّب وقفة جدية ومصارحة جريئة تنهي ضعف موقفنا وتؤسّس لأرضية صلبة في العمل الاحترافي وتنقل أنديتنا من أندية مؤسسات تعتاش على ميزانية الدولة الى أندية تمتلك القرار المالي والشخصية المعنوية المستقلّة وتنطلِق نحو الاستثمار والبناء والتطوير من أجل اللحاق بالركب العالمي.

سؤال موجّه للجهات المسؤولة ويمسّ مسؤولية لجنة التراخيص التي تتحمّل سكوتها وضعف قرارها في الضغط باتجاه تطبيق واجباتها لتكون عنصراً إيجابياً في احداث التغيير وإجبار الأندية الى الإسراع بإكمال كافة المتطلّبات القياسية أو الركون نحو وقف نشاطاتها وتحويلها لأندية اجتماعية، فساحة الرياضة والتنافس تحتاج لإرادة وتوافق مع شروط دولية لضمان استمرارها وليس التخفّي وراء حجج وضعف الحلول والطموح.

نقول .. إن الاتحاد الآسيوي لا بدَّ أن نوجّه له كل الشكر على مواقفه المساندة وتفهّمه الكبير لحال الكرة العراقية وظروفها وليس توجيه الاتهام له والتشكيك بمواقفه، كما تحاول بعض القنوات الإعلامية المعروفة بنهجها في التثقيف والتحشيد ضد رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن إبراهيم، ومحاولة الإساءة له، ولا بد أيضاً من التذكير بأنه لولا مساندة الرجل واستمرار استثناء الأندية العراقية من شروط منح الرخصة الآسيوية لكان الدوري العراقي ومعه الأندية خارج اعتراف الاتحادين الآسيوي والدولي، وهذا الأمر لا بدَّ أن يكون ماثلاً في أذهان المعنيين، ويمكن حدوثه مستقبلاً في حالة قيادة الاتحاد الآسيوي من قبل شخصيات أخرى وخاصة من شرق القارة المعروفة بانضباطها وحزمها في تطبيق كل القوانين والشروط بلا مجاملة أو انحياز عاطفي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram