TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: احزاب مدنية !!

العمود الثامن: احزاب مدنية !!

نشر في: 11 أكتوبر, 2020: 09:00 م

 علي حسين

في مرات كثيرة لا أعرف ماذا أفعل حين أقرأ ما يكتبه البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، هل أضحك من العبث والكوميديا السوداء، أم أصمت من شدة الكآبة والحزن، من أبرز المضحكات والمبكيات التي تحاصرني دائمًا حول ما يكتبه البعض "إن أهم ما تحقق في العراق الجديد هو الديمقراطية".

لا أريد أن ألوم أصحاب هذه الكوميديا، فقبلها قرأنا ما هو أكثر، حين كتب أحدهم أن العراق ولد من جديد عندما تولى رئاسة الوزراء عادل عبد المهدي، وكان قربان الولادة 700 شهيد من المتظاهرين. 

ينسى البعض أن من العبث أن تبذل مجهودًا كي تحاول إقناع عاطل عن العمل، بأن حكومة الجعفري او المالكي او اياد علاوي غيرت مصائر الناس نحو الأحسن، ومن السذاجة أيضًا أن تحاول ذلك مع أرملة كانت تنتظر أن تلتفت إليها حكومة العبادي .. إن تقييم البسطاء وإحساسهم الفطري يظل أحد المعايير المهمة في الحكم على التجربة السياسية، خصوصًا عندما نتكلم عن الحكومات التي تعاقبت بعد عام 2003.

حتى هذه اللحظة فإن كثيرًا من العراقيين لا يزالون يحتفظون بصورة للراحل عبد الكريم قاسم معلقة على جدران بيوتهم، وسألت البعض لماذا تفضلونه؟ فكان ردهم بجملة واحدة "إنه كان واحدًا من البسطاء"، سيقول البعض إن عبد الكريم قاسم أجهض الديمقراطية، وكانت ممارساته السياسية يشوبها الكثير من الارتجال، لكنه وبشهادة أعدائه وفّر للبسطاء من الناس الكثير من الأشياء المهمة، أبرزها سكن لائق، الحق في العلاج والتعليم، توزيع الأراضي على الفلاحين، الإصرار على دعم الصناعة الوطنية، إشاعة روح المواطنة .

بعد سبعة عشر عامًا على التغيير أعتقد أن العراقيين مستعدون أن يسامحوا حكومة المالكي على الكوارث التي مرت بهم خلال السنوات الماضية، إذا كانوا قد شعروا بأن هناك بصيصًا من الأمل حملته اليهم حكومة عادل عبد المهدي ، بدلا من ان تسلم البلاد للجماعات المسلحة ، وتسلط عبد الكريم خلف على رقاب شباب التظاهرات .. المواطن المسكين يريد أشياء ملموسة، هذا المواطن لن تسد الديمقراطية جوع أطفاله، هذا المواطن لن توفر له شعارات براقة مثل "المصالحة " و"الاصلاح " والتغيير ، سكنًا لائقًا ولا علاجًا صحيًا في مستشفيات متطورة.. هذا المواطن لا يمكن الضحك عليه بشعار "القضاء على الفساد" وهو يرى أن الكهرباء وحدها نهبت من أمواله أكثر من ميزانية دولة مثل مصر، هذا المواطن يحتاج لأن يطمئن إلى أن ابنه أو أخاه لن يخطف في وضح النهار ويصبح نسيا منسيا مثل علي جاسب ومازن لطيف وتوفيق التميمي واخرهم سجاد العراقي ومئات غيرهم ، هذا المواطن الفقير الموجود في القرى والنواحي يريد طرقات نظيفة، بدلا من احزاب تعيد صبغ واجهاتها بالوان المدنية والليبرالية 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram