كربلاء – هبه الماجد
تبعد كنيسة "القصير" حوالي 60 كم غرب محافظة كربلاء، وتقع على بعد 5 كم من قصر “الأخيضر” الأثري المعروف. وتشير الدراسات إلى أن تاريخ بناء الكنيسة يعود إلى منتصف ستينيات القرن الخامس الميلادي، أي قبل ظهور الإسلام بـ120 عامًا.
ويرجع المتخصصون تسميتها “بالقصير” أو بالأقيصر” تصغيرًا لكلمة القصر، حيث انها تشبه القصر، وهي بالقرب من “عين التمر” إحدى مدن مملكة “المناذرة” التي حكمت العراق قبل الإسلام.
الكنيسةُ يحيطُها سورٌ بُنيَ من الطين، وفيها أربعةُ أبراجٍ ويوجدُ في السورِ خمسةَ عشرَ باباً للدخولِ وهيَ مقوّسةٌ من الأعلى. بُنِيَتْ الكنيسة من الطابوقِ المفخورِ أو الفرشي.. وهذهِ القيمةُ البنائيةُ تثبتُ أنها أقدمُ كنيسةٍ شرقيةٍ في التأريخ لأنها وبحسَبِ الدراساتِ بُنِيَتْ في منتصفِ ستينياتِ القرنِ الخامسِ الميلادي.
وقبل عقود، كان المسيحيون يأتونَ لزيارة الكنيسة كلَ عامٍ لإحياءِ قُدّاسِهم وإقامةِ الصلاةِ في مذبحِها، لأنهم يَعتبرونَها أقدمَ كنيسةٍ في الشرقِ الأوسط.
واليوم تعاني كنيسة الاقيصر، من اهمال كبير تمثل في غياب الرقابة وعدم الصيانة فضلًا عن عدم توفير أجواء مناسبة للسياح او الزائرين. مدير دائرة آثار كربلاء، زاهد محمد عليوي، يعلل أسباب الإهمال بأن كثرة المواقع الأثرية في عموم العراق أصبحت ثقلا على كاهل الوزارة، حيث بلغت المواقع الأثرية في العراق أكثر من ١٨ الف موقع، وهذا العدد الكبير من المواقع الاثرية جعل من الصعب صيانتها خصوصا اذا علمنا ان ميزانية الوزارة هي ميزانية بسيطة لاتكفي للاهتمام بهذا الكم الكبير من المواقع، خصوصا وان هذه المواقع تحتاج إلى صيانة سنويا. ويقول عليوي أن التوجيهات التي تلقيناها من الهيئة العامة للآثار والتراث، هي التنسيق مع إدارة المحافظات والاقضية لتوفير المبالغ اللازمة للصيانة والنقيب.
وعن الكنيسة يوضح عليوي: كانت لنا مخاطبات للمحافظة وقضاء عين التمر لتوفير المبالغ اللازمة لصيانة موقع كنيسة القصير وحصن الاخيضر من المبالغ المخصصة للقضاء حيث طالبت دائرتنا من إدارة قائمقامية عين التمر بالإضافة لترميم الحصن، صيانة الانارة الخارجية وإيصال الماء الصافي وتعبيد الطريق الواصل إلى موقع كنيسة القصير.
واسترسل قائلا: المطالبات مستمرة من دائرتنا إلى المعنيين بالمحافظة والهيئة العامة للآثار والتراث حول توفير المبالغ اللازمة للصيانة، ولما عجزنا، وجهنا طلبًا إلى العتبتين المقدستين، لتوفير أموال الصيانة، لأهمية هذين الموقعين في المحافظة فلم نلتق أي دعم.
مشيرًا الى، نحن نحث منظمات المجتمع المدني على المساعدة في أعمال الصيانة خصوصا لموقع كنيسة القصير.