TOP

جريدة المدى > عام > ( رسائل عتيقة )

( رسائل عتيقة )

نشر في: 18 أكتوبر, 2020: 07:19 م

نجم عذوف

ها أنتَ تَنثر فوقَ الحزنِ حزناً ، وتُسَوّر ليالينا المتشحة بالهمِّ 

ها أَنتَ تبعثرُ ذاكرتنا المثقوبة على شاطئ الوجع الملون بالوحشة 

كنا هناك حيث القمر الذي تطوقه الوحدة ويلفه بعباءتها نواح الفاقدات ,

وهن يضعنَ جدائلهن فوق مويجات الشاطىء بعيونٍ حفرها الدمع 

ياسعد سباهي كيف تُخيطُ جراح الليل الغجري ,

وتوقظ الحُلم المخصي فوقَ وسادة الحلم العابر للضفة الاخرى ،

وكيفَ تلملم صوتَ الموال ونشيد العزلة وأنتَ الطافح بالهمِ 

هل تذكر حينَ رسمناَ وجه الفرح الوهمي ,

ونحن نَجرُ الصمت المذعور بكأس اللوعة ،

ونُصغي لحنجرة (( الحميدي))* ,

وهو يطوحُ بتراتيل القداس الأخير ( والوطن سالم سعيد ) 

من بعيد تلوّحُ فوانيس ( انليل ) لنا ولجلساتنا السرية 

ويشير الى ألهة سومر أن تسقينا كأس الجدوى 

ليطربنا صوت ( سامي ) بمقام ( الدشت ) ,

و نثمل .. نثملُ

وحين نفيقُ نَجدُ أنا كنا نطاردُ حلماً أكثر عتمةً من سنواتنا .

ليسَ هناكَ سحابة تظللُ صمتنا من سورِ الخوفِ ,

ولا نجمةً تُضيء قدرنا المعتم 

نحن ندامى الهزيع الاخير من الذاكرة 

نطوفُ حولَ موقد اللاجدوى

ونلتحف ضفاف أعمارنا الخاوية كنخلةٍ بائسة 

تركتنا المدن على أسوارها مثقلين بالطعنات ,

وأفراس الحروب تسحقنا بحوافرها ،

ونحن نندب حظنا التعيس 

حظنا النزر ، ثم نموتُ كفراشةٍ غريبة 

ما زالت حكاياتنا تهرول بين الشاطئ والجسر 

نشتم رائحة الورد المتناثر على الضفاف ،

وننسخُ من الفراغ ظلال الأرقام المطوقة 

أيتها الألوان المشغولة بوسائسها امسكي بنزيف الطبائع الحاذقة ، 

والخوف الغرائبي ،

ودعينا نحلم بحطام المراثي ولهاث الصباح الأليف 

نحن مطوقون بالحصاد ومكيدة الأسى 

حينما يداهمنا المغيب تمسك بنا الوحشة وتهدينا الى مشاغل النهر

تتلقفنا ضفافه المتوكئة على أوجاعنا العابرة 

لماذا نذرتنا الرياح الى أباريق الآلهة المتشحة بالهزائم 

وطحنتنا الوحشة وأشعلت بخور مساءاتنا اليابسة 

غبار حزننا الكفيف يرسم دمعةً على أخر شهقة فوق قبورنا 

نحن نلهثُ وراء بقائنا لكنَّ الساعات مشغولة . .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram