TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كواليس: لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد !

كواليس: لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد !

نشر في: 19 أكتوبر, 2020: 06:29 م

تواصل المدى نشر الأعمدة الثقافية، والتي سبق وأن أرسلها الفنان الرائد الراحل سامي عبد الحميد إلى المدى، بغية النشر. والمدى إذ تنشر هذه الأعمدة تؤكد الحضور الثقافي الفاعل الذي كان يميز فناننا الكبير.

 سامي عبد الحميد

استهل كلمتي هذه بالسؤال التالي : هل لدينا نحن أي،في البلاد العربية، مسرح تجريبي؟ أين هو؟ ما هي الفرق التي تعمل فيه وكيف؟ 

لا بد للإجابة عن السؤال أعلاه أن نتعرف على : 

أولاً مفهوم التجريب في المسرح ونتعرف ثانياً مفهوم المسرح التجريبي ونتعرف ثالثاً مفهوم التقليد في العمل المسرح ونتعرف رابعاً المسرح التجريبي في البلاد العربية. 

مفهوم التجريب :

التجريب لغة بحسب المنجد في اللغة اسم مأخوذ من الفعل (جرب) ويقال (جربه تجريباً وتجربةً) بمعنى اختبره وامتحنه . والتجريب اصطلاحاً إدخال الشيء إلى المادة في مختبر والقيام بتجارب عديدة وصولاً الى هدف معين على وفق فرضية ينطلق منها المجرب. وقول (جيمس روس – ايفانز) ان تكون تجريبياً يعني أن تقوم بغزو المجهول ، وهذا شيء لا يمكن التأكد منه إلا بعد حدوثه وهذا يعني أن نتائج التجريب قد لا يحقق الفرضية حتماً.

الحاجة إلى التجريب يدعوها وجود تقليد مر عليه الزمن وأصبح من الضروري تغييره وإيجاد بديل عنه . 

بدأ في المسرح تجريبياً وتحّول بعد حين إلى ما هو تقليدي وهكذا كانت الكلاسيكية تجريبية وتحولت الى تقليدية فظهرت الكلاسيكية الجديدة وبعدها ظهرت الرومانتيكية ثم الواقعية ثم الرمزية وفروعها .

ونحن في بلداننا العربية كنا مقلدين ومجربين في آن واحد واستمر مسرحنا كذلك حتى اليوم وما عدنا نفرق اليوم بين ما هو تقليدي وما هو تجريبي بل إننا حتى اليوم ومنذ دخول الفن المسرحي إلى بلادنا من الغرب لم نستطع أن نؤسس تقاليد راسخة لمسرحنا ومنها إحياء التراث المسرحي وإعادة تقديم مسرحيات الرواد من المؤلفين والمخرجين واعتماد برنامج الربرتوار كما هو الحال في الدول المتقدمة مسرحياً.

ترتبط ظاهرة التجريب في العمل المسرحي بالعلم والبحث إذ لا بد من وجود مشكلة يجب حلها ولا بد من وضع فروض لها علاقة بالحل ولا بد من القيام بالإجراءات والتجارب المتعددة للوصول إلى الهدف إلا وهو البديل عن التقليد أي البديل عما هو ثابت ولا بد من حصول متغيرات يمكن أن تخضع للقياس وللمعالجة . وعليه لا بد من القول إن التجريب يقود الى التجديد ولكن ليس شرطاً أن يكون التجديد تجريبياً إلا إذا تحقق بعدد من التجارب وخضع للاختبار.

نعم كان (ستانسلافسكي) تجريبياً حين افترض أن الدوافع النفسية هي التي تخلق التعبير الخارجي للشخصية الدرامية. وكان (ميرهولد) تجريبياً عندما افترض أن (البايوميكانيكا) وسيلة انجع لتنفيذ مهمة الممثل التعبيرية. وكان (كريغ) تجريبياً حيث افترض ان يكون الممثل أشبه بالسوبر ماريونيت يكيّفه المخرج في تشكيل الصورة المسرحية . وكان (راينهارت) تجريبياً عندما افترض ان لكل مسرحية اسلوباً خاصاً لإخراجها ومكاناً خاصاً لعرضها . وكان (ارتو) تجريبياً عندما افترض أننا بحاجة الى مسرح يحرك فينا الشعور بتحريك الألم لا الى أفكار مخدرة . وكان (بريخت) تجريبياً حين افترض أن الايهام بالواقع يستغفل المتفرج ويمنعه من التفكير بتغيير الواقع البائس إلى واقع افضل وكان (غروتوفسكي) تجريبياً في مسرحه الفقير الذي يعتبر الممثل هو العنصر الأول والأخير في العرض المسرحي وجميع العناصر الفنية المضافة هي دخيلة . وأصبحت كل تلك التجارب تندرج ضمن التقليد .

ولو ادعى البعض من المسرحيين العرب أنهم تجريبيون فليذكروا لنا فرضياتهم التي يبنون عليها مسرحهم التجريبي . قد يقول البعض إن البحث عن مصادر لتأصيل المسرح العربي في ستينيات القرن الماضي كانت إحدى الفرضيات لكن هل استمر المجربون في اجراءاتهم لتحقيق تلك الفرضية.؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram