عمــار ســاطع
كيف يمكننا أن نَتَفَهم ما أحدثته إغراءات السلطة الرياضية من ثورة في نفوس الشخصيات بالتمسك في المناصب والمقاعد بهدف البقاء في المنصب برغم دلائل الفشل والنقد اللاذع الذي تعرّض له من كانت لهم مكانة كبيرة عند الكثير من مؤازريهم ومشجعيهم ومتابعيهم!؟
من الصعب جداً تقبّل مواجهة الاسماء التي تردّدت على مسامعنا، ورموز كان لهم مكانة مهمّة عندنا، يكونون في مقدمة من يُساء لهم أو ينصحهم الكثيرين بهدف الابتعاد عن إدارة العمل الرياضي وفسح المجال أمام الآخرين من أجل إعطاءهم فرصة قيادة دفة العمل الرياضي لإحداث التغيير الفعلي، بدلاً من البقاء على تلك العقليات التي لم تحقّق أي شيء طيلة الأعوام المنصرمة!
استغرب من تَقَبّل الديمقراطية بصندوق انتخابي مليء بالشكوك والشوائب وكذلك أوساخ الاتفاقيات والتكتلات التي جلبت لنا اسماء قادة كان وجودهم بالاسم فقط، بينما هم في واقع الحال ليسوا سوى أدوات ينفّذون أجندات من أتى بهم الى المواقع القيادية!
للأسف هناك من النجوم والمشاهير من هو متعطّش للسلطة وهو في السلطة ومن هو توّاق البقاء في القيادة وهو في القيادة، ومن هو ولهان على كرسي الرئاسة وهو جالس على الكرسي يتنعّم بالخيرات والامتيازات وهو لا يفقه أي شيء سوى السفر وإبرام البروتوكولات والعقود على الورق دون أن تكون لديه القدرة على قيادة نفسه وهو ما حدث ويحدث وسيحدث!
في الحقيقة هناك من يتواجد اليوم في قمّة هرم السلطة الرياضية ويتقبّل على نفسه أن يمرغلون اسمهُ بالوحل، وتتوافق آراءه مع من يذهب رأيه باتجاه التغيير التصحيح والاصلاح، لكنه يُظهر غير مكترث باتجاه الحقيقة المُرّة، ويرفع شعارات في العَلن تختلف تماماً مع واقعه وتفكيره في تدبير لعبة الانتخابات غير النظيفة، بل يُناهِض ما يودّهُ الشارع الرياضي من فسح المجال أمام القدرات والامكانيات والمستويات التي تفوقهم علماً ومعرفة وربما دراية!
أيّها المتسلّطون.. أيّها المتنعّمون.. أيّها المُنتهِكون لرياضتنا إدارياً، حتى بقاؤكم في السلطة والقيادة والرئاسة مع مَنْ هو معكم، لن يكون سوى لسنين، ففي النهاية سترحلون ويأتي من هو بعدكم، وقناعتي ليست فردية، بل هناك إجماع كبير على أن التصحيح سيكون هو الشعار والغلبة للأكثرية كونهم يميلون لإبعاد ممّن يدّعون أنهم خدموا الرياضة وقدّموا الكثير، لكنّهم في الواقع خدموا أنفسهم ودافعوا عن مواقعهم واستغلّوا الرياضة واجهة ليس إلا لتمرير خُططهم واستثمار نفوذهم بشكل بعيد كل البُعد عن الأهداف الرياضية الأهم وهو تحقيق الإنجاز!
أقول.. أسفي شديد، أن ينالَ نجوم ومشاهير كلمات الاستهجان والانتقاد من أناس لا يسبقونهم حتى في عدد خطوات أفعالهم، فهناك من يظهر اليوم على الساحة بأسماء غير معروفة وشخصيات بلا تاريخ وألقاب بلا انجازات تنصح من هُم كانوا نجوماً أو مشاهير، ليس انتقاصاً، بل لأنهم يودّون خروجهم بكرامتهم أفضل من البقاء تاريخاً بلا حاضر!
أعتقد أن الإيثار الصحيح، ونكران الذات المطلوب في يومنا هذا، أن نُفعّل قضية مهمّة جداً، وهي ثقافة الاستقالة بعد سنوات من العملِ دون أي جدوى، فلا احترام أكثر من احترام النفس والذات، لأننا اليوم نواجه فوبيا التشبّث في المنصب والبقاء في الموقع!
وأسأل أولئك الذين يقفون بوجه الطموحات والدماء الشابة الجديدة، أليست هذه سُنّة الحياة، أن تمنحون غيركم فرصة للتعبير عن ذاته وقدراته، أم إنها إدعاءات ودعايات لا أكثر ولا أقل!
أقول مُنصفاً لكل الذين كُنا نعتقد أن أملنا كبير بهم يوم جاءوا لقيادة الرياضة، لقد خيّبتم آمالنا وبدّدتم طموحاتنا وشتَّتُم أفكارنا، فبدلاً من الاهتمام ببرامج تحقيق الإنجاز، وزيادة فرص الوصول الى قمّة الهرم الرياضي، اصبحنا مُنشغلين في كيفية الإطاحة بأولئك الذين التصقوا بالكرسي أو الذين يدّعون بمكانة الرياضي العراقي، وهم لا يستطيعون تنفيذ جزء من ادعاءاتهم لبرامجهم المُعطلة والتي لم يُنفّذ أي شيء منها!
أيها السادة.. الانتخابات التي تأتي بنتائج ظاهرها الإصلاح وباطنها المصالح، هي انتخابات تسرق من عُمرِ رياضتنا وتقتل من لديه أجندة العمل الفعلي، والدليل هو إبعادهم عن الواجهة، والزجّ بمن أعطى الولاء لمن هبّ ودبّ ، بطريقة التكتلات والقوائم!
هذا هو واقعنا بالمختصر، المختصر الذي يُقرّب المُجربين السابقين، ويُعيد تدويرهم مجدّداً، ويُملي بالتعهّدات وكلام الطاولات والجلسات ما مطلوب تحقيقه، ويُبعد الشخصيات الأكاديمية والأسماء التي تملك تاريخاً زاخراً بالعلم والمعرفة وفقاً لأسوأ أنواع الديمقراطيات وقوانينها وانظمتها التي عايشناها وعرفناها، ليست سوى قتل للرياضة التي نطمح أن تحيا وتنتصر بأبطالنا!