TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تحت نصب جواد سليم

العمود الثامن: تحت نصب جواد سليم

نشر في: 1 نوفمبر, 2020: 09:19 م

 علي حسين

كنا قبل أن يخرج شباب العراق عام 2011 في تظاهرات جعلت المالكي يصرخ "فقاعات" ، نشعر بالخجل حين نرى شعوبًا تُغيّر مصائرها عبر احتجاجات سلمية ومنظمة، بينما أُريد لنا أن نجلس على قارعة الطريق ننتظر مصيرنا من دون أمل في الخلاص؟ أعرف أن البعض سيتهمني بالعبث وهو يقول ساخرًا:

عن أية مظاهرات تتحدث ألا ترى أن التظاهرات بيعت؟، السؤال عبثي ولن يقدّم أو يؤخّر، لكنّ رؤية متظاهري تشرين وهم يمارسون فعل التغيير، بينما نحن منشغلون بحوار بيزنطي أمر يثير الضحك.

في العام الماضي وقبله بأعوام أُثير كل هذا العنف والكره ضد شباب ساحات الاحتجاج، وكانت الناس تسأل: لماذا تخاف أحزاب تملك المال والسلاح من شباب لا يملكون سوى شعار "نريد وطن"؟ كانوا ولا يزالون يخافون من شباب التظاهرات، إلى حد تشغيل ماكينة التخوين والشتائم ضدهم بكل طاقتها، فعندما يشكك مسؤولون كبار بوطنية المتظاهرين، وعندما تنشر صفحات ممولة صورًا تحرض وتطعن في شعارات احتجاجية لم تدع للطائفية ولا للسرقة التي مورست خلال السبعة عشر عامًا الماضية، ولم تحرض ضد الوطن، وإنما كان هدفها وغايتها كشف الفاسدين ومحاسبة المفسدين، فيما آخرون كانوا ينظرون بريبة ساخرة لدعوة الشباب للتظاهر ويعتبرونها واحدة من تلك التقاليع الغربية التي ستؤثر على قدسية مجتمعنا.. 

لقد كانت احتجاجات تشرين بداية قفزة في قطار التحضر والممارسة السياسية المحترمة ؟ واستطاع شباب العراق أن يجعلوا من احتجاجاتهم لوحة رائعة للمواطنة الحقيقية، والتعبير برقي عن مطالب باتت محل اتفاق جميع شرائح الشعب وأظن أن لجوء الشباب إلى التظاهر في الشارع أمر منطقي للغاية في بلد لديه برلمان صامت،وساسة أداروا ظهورهم للناس ناهيك عن أن سياسيين لا يمثلون الا أنفسهم وربما بعض أقاربهم من الدرجة الأولى، وبالتالي يصبح من حق الشعب أن يمثل نفسه بنفسه، وأزعم أنه لو كانت في العراق أحزاب معارضة حقيقية وفاعلة وموجودة فعلا، لما كان الناس في حاجة إلى نزول الشارع والتظاهر والهتاف ضد عديد من السياسات العمياء التي قادت البلاد إلى مصير مظلم وبائس وليس غريبا أو مفاجئا على الإطلاق أن تخرج أصوات تتهم المتظاهرين بتنفيذ أجندات خاصة.في الوقت الذي كانت فيه بعض القوى السياسية في العراق تتآكل، بعضها يعيش على ذكريات الماضي وبعضها الآخر يبحث عن فرص استثمارية، كانت أجيال جديدة تبحث عن بديل تستظل به للتخلص من ظلم الساسة،وسوء استخدام السلطة. 

ايها الشباب لقد كنتم الضوء الذي اندلع من العتمة فخرجتم حاملين المصابيح . ايها الشباب يا من ظلمناكم واعتبرناكم يوما غائبين ومغيبين ومهاجرين بالروح عن الوطن.. نعتذر لكم جميعا ونحييكم، ونقول لكم ان عمنا جواد سليم سيظل ملجأ آمنا لاحلامكم الوطنية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram