TOP

جريدة المدى > عام > كتاب جديد عن : مونتغمري كليفت .. الجنس والانحراف والدراما من العصر الذهبي لسينما هوليوود

كتاب جديد عن : مونتغمري كليفت .. الجنس والانحراف والدراما من العصر الذهبي لسينما هوليوود

نشر في: 2 نوفمبر, 2020: 06:23 م

آن هيلين بيترسن .

كان مونتغمري كليفت مرشحاً لجائزة الأوسكار أربع مرات قبل وفاته – توفي عــن عمر 45 عاماً - ، موهبة شابة لامعة ،وأيقونة ، في هذا المقتطف الحصري من كتابها القادم ، تروي آن هيلين بيترسن حياة الممثل ، والموهبة الشرسة ، والانحدار المأساوي .

كتابة / آن هيلين بيترسن 

ترجمة / أحمد فاضل

كان لدى مونتغمري كليفت وجهاً أكثر جدية بعيون كبيرة ، فك قوي ، وموهبة تمثيلية لا يشق لها غبار ، لعب دور اليائس والسكير والمخدوع ، وكان مسار حياته مأساوياً مثل تلك الأدوار التي مثلها في السينما ، حيث ترك حادث سيارته في بداية مسيرته الفنية ألماً كبيراً وغصة في نفوس معجبيه ، مما خلق معاناة وجهت طريقة تفكيرنا به حتى اليوم ، ولمدة 12 عاماً ، وهي الفترة الزمنية التي عاشها في هوليوود وأشعل نارها التي لم تهدأ منذ البداية ، فقد تـم تصوير كليفت باعتباره متمرداً ، فعندما وصل إلى هوليوود لأول مرة ، لم يوقع عقداً ، وانتظر حتى بعد نجاح أول فيلمين له للتفاوض على صفقة من ثلاث أفلام مع باراماونت والتي سمحت لــه بتقدير كامل للمشاريع ، التي تعين على بارامونت إعطائه مـا أراد ، وعندما تحدثت الصحافة عنه ، تحدثوا عن المهارة والجمال ، لكنهم تحدثوا أيضاً عن كونه شاباً غريباً أصر على الحفاظ على إقامته في نيويورك ، وقضاء أقل وقت ممكن في هوليوود ، وصف الأصدقاء شقته ، التي استأجرها مقابل 10 دولارات شهرياً ، كأنها " تعرضت لزلزال " ، بينما وصفها هو بأنها "رائعة" ، كان يعيش على وجبتين في اليوم ، معظمهما مزيج من شرائح اللحم والبيض وعصير البرتقال ، وتجنب النوادي الليلية ، وبدلاً من ذلك يقضي وقت فراغه في قراءة تشيكوف ، والأعمال الكلاسيكية للتاريخ ، وكذلك الاقتصاد ، وأرسطو الذي امتدحه لإيمانه بالسعادة ، أو " فن الروح اللطيف " ، وعندما لم يكن يقرأ أو يرهق نفسه استعداداً لجزء ما ، كان يحب الذهاب إلى المحكمة المسائية المحلية وحضور قضايا المحكمة رفيعة المستوى لمجرد مشاهدة المواضيع الإنسانية وكيفية معالجتها. 

لم يهتم كليفت بالمظهر الشخصي له ، فقد أطلقت عليه صحيفة لوس أنجلوس تايمز لقب " سيئ البدلة الواحدة " ، وكانت سيارته المهترئة تبلغ من العمر 10 سنوات ،هذه الحكايات والعشرات من أمثالها من شأنها أن تؤسس لشخصية رجل غريب الأطوار إلى جانب مارلون براندو ، على أنهما تجسيد لثقافة الشباب في الخمسينيات من القرن الماضي ، وتمردهما على كل ما كان من المفترض أن يحتضنه الأميركيون بعد الحرب ، ومع ذلك ، كان كليفت يكره الصورة التي قيدته ، تماماً كما كره الإيحاء بأنه كان ساذجاً ، أو غير ودود ، أو مكروهاً في هوليوود ، وكان يقول دائماً :

" تعلمت أن معظم الكُتّاب لا يحتاجون إلى مقابلات للكتابة عني يبدو أن جميع قصصهم مكتوبة مسبقاً " . 

كانت حياة كليفت الخاصة مملة ، لم يواعد ولم يغازل ولم يخرج في الأماكن العامة ، كانت صورته ، أكثر من أي شيء آخر ، مربكة ،

لكنه كان وسيماً ومخادعاً على الشاشة وناعماً كما قالت عنه النجمة الراحلة أوليفيا دي هافيلاند ، واستنباط أسلوب التقبيل له كان "ناعماً ولكنه وحشي بشكل كبير " . 

لقد كانت تكهنات واهية مبنية على أدلة مهتزة ، ولكن مع عدم وجود أي إشارة على ممارسة حب "حقيقية" في حياة كليفت ، كان افتقاره الواضح للارتباطات الرومانسية هو أكثر ما أربك الصحافة القيل والقال ، كان لديه صداقة وثيقة مع امرأة تدعى ميرا ليتس ، التي حاول كُتّاب أعمدة القيل والقال بصعوبة تصويرها على أنها مصلحة حب ، لكن دحض كليفت كان حازماً ، مؤكداً أنهما لم يكونا في حالة حب أو خطوبة ، لقد تعرفا على بعضهما البعض لمدة 10 سنوات ، وساعدته في عمله ، و " تلك الشائعات الرومانسية محرجة لكلينا " ، كان أيضاً قريباً من الممثلة المسرحية ليبي هولمان ، التي تكبره بـ 16 عاماً ، والتي أصبحت سيئة السمعة في أعمدة القيل والقال بعد وفاة زوجها الثري ، وشائعات عن السحاق ، وممارستها العامة للمواعدة مع الرجال الأصغر سناً ، كان كليفت يحمي هولمان لدرجة أنه عندما عرض عليه أحد أدوار فيلم " شارع الغروب " ، رفضه ، لم ينزعج كليفت من افتقاره الواضح إلى الحياة العاطفية ، فقد أخبر الصحافة أنه سيتزوج عندما يلتقي بفتاة يريد الزواج منها ، في غضون ذلك ، وعندما كان يلعب على أرض أحد الملاعب الرياضية

الملعب" ، سأله أحد كُتاب الأعمدة الصحفية عما إذا كانت لديه هوايات ، أجاب :

" نعم ، النساء ". 

تم إخفاء الحياة الجنسية لكليفت ، مثل تلك الأسماء الأخرى في الخمسينيات من القرن الماضي ، روك هدسون وتاب هانتر ، عن الجمهور ، لكن هذا لا يعني أن صحافة القيل والقال لم تلمح إلى شيء مختلف ، شيء غريب ، بالمعنى الأوسع للكلمة ،ومع كل هذا فقد كان حذراً لقد كان " وحيداً " ، ولكن بمساعدة رفضه العيش في لوس أنجلوس أو المشاركة في مجتمع المقاهي ، تمكن من الحفاظ على خصوصية حياته الخاصة .

أما عن علاقته بالنجمة إليزابيث تايلور ، يروي كليفت لبيترسن بعض فصولها وهي التي كانت تتكتم عنها تايلور :

" في بعض الأيام كان يهدد بالتوقف عن رؤية إليزابيث تايلور ، بعد ذلك ، ستجعله الفكرة ينفجر في البكاء ، فقد أرسلت له أكواماً من رسائل الحب ، ثم قرأها بصوت عالٍ لأحد أصدقائه في ذلك الوقت ، من المستحيل بالنسبة لنا معرفة ما حدث ، أو حتى إذا كانت هناك علاقة تجاوزت العلاقة الأفلاطونية ، لكنه كان عائداً من حفلة في منزل تايلور ، في منتصف التصوير لمقاطعة رينتري ، حيث حطم سيارته بعمود هاتف ، بعد لحظات من الحادث ، ركض الممثل كيفن مكارثي وهو يقود سيارته أمام كليفت للاطمئنان عليه ، ورأى أن وجهه قد مزق فركض لجلب تايلور وايدلنج وروك هدسون وزوجته ، الذين تسابقوا جميعاً إلى موقع الحادث ، ما حدث بعد ذلك غامض إلى حد ما ، بعد أربع سنوات ونصف من تلك الحادثة ، لم تنجح إعادة بناء وجهه ، واستخدام المسكنات بكثافة ، وتفشي تعاطيه للكحول ، جعله يبدو وكأنه يبلغ من العمر عشر سنوات . 

تفترض السيرة الذاتية لكليفت ، أنه أدمن على الشرب لأنه لا يمكن أن يكون هو نفسه الحقيقي ، كان سؤاله الدائم لنفسه ، كما كتب ذات مرة في دفتر يومياته :

" كيف أبقى نحيفاً ، ضعيفاً ، وما زلت على قيد الحياة ؟ " .

تم العثور عليه ميتاً في سريره في شقته في نيويورك صباح 23 يوليو / تموز 1966 ، كان يبلغ من العمر 45 عاماً حيث تم إدراج سبب الوفاة على أنه نوبة قلب .

Variety Magazine

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram