TOP

جريدة المدى > عام > ول سوينكا يصدر أول رواية له منذ ما يقرب من خمسين عاماً

ول سوينكا يصدر أول رواية له منذ ما يقرب من خمسين عاماً

نشر في: 9 نوفمبر, 2020: 05:48 م

ترجمة أحمد الزبيدي

استغل الكاتب النيجيري وول سوينكا فترة الحجر المنزلي بسبب جائحة كورونا لكتابة رواية تعد هي الأولى منذ ما يقرب من خمسين عاماً.

نشر الكاتب المسرحي والشاعر النيجيري ، الذي أصبح أول أفريقي يفوز بجائزة نوبل للأدب في عام 1986 ، روايته الأولى المشهورة على نطاق واسع ، المفسرون ، في عام 1965. وصدرت روايته الثانية والأخيرة ، موسم لا أخلاقي ، في عام 1973.

ستكون روايته "يوميات أسعد الناس على وجه الأرض" ، التي ستنشر في نيجيريا قبل نهاية العام ، ثالث رواية له. وأكدت دار النشر النيجيرية المسؤولة عن طبع أعماله " ، أن هناك خططاً لنشر الكتاب خارج نيجيريا في أوائل عام 2021.

ويشير الناشر الى أن هذه الرواية تتحدث عن كل شيء – عن الصداقة والخيانة ؛و الإيمان والغدر. والأمل والسخرية. وعن القتل والفوضى ولا تخلو من الإثارة، وتجري إحداثها في نيجيريا المعاصرة". "وكما هو متوقع من عمل لوول سوينكا ، فإنه يحتوي على العديد من الشخصيات المتنوعة ، والرؤى العميقة ، والتعليقات البارعة ، واللغة الأكثر أناقة." وفي مقابلة صحفية أجريت معه مؤخراً أشار وول سوينكا الى أن فترة الحجر المنزلي التي فرضت عليه بسبب فايروس كورونا إلهمته لـ كتابة روايته الجديدة ، بالإضافة إلى عمل مسرحي جديد ، حيث يخطط للمشاركة في إعادة عرض مسرحيته الموت وفارس الملك في لاغوس عاصمة نيجيريا في كانون الأول من هذا العام.

دعونا لا ننسى أن سوينكا نشر روايته الأخيرة ، موسم لا أخلاقي ، في عام 1973 ، أي قبل 48 عاماً.

و أن العديد من السيدات المولودات في عام 1973 أصبحن الآن جدات ، ولكن هذا الأمر لا يجب أن يصرف انتباهنا عن أهمية تلك الرواية 

لذلك ، فإن إصدار هذه الرواية الجديدة يستحق احتفالاً كبيراً بها من جانب الأدباء وكل من يتذوق الأدب بشكل عام.

قرأ الكثيرون أعمال سوينكا واستمتعوا بالعديد من مسرحياته وكانوا يفتخرون بقراءة مذكراته الثرية ، لكن بعض القراء اعتبروا روايتيه صعبتا الفهم إلى حد ما.

ليس هناك من ينكر أن الجميع ينتظرون روايته الجديدة بفارغ الصبر في ضوء ما حققته الروايتان السابقتان من شهرة.

تحكي روايته المفسرون القصص المثيرة لخمس شخصيات رئيسة: آغبو- موظف في وزارة الخارجية ؛و بانديل - أستاذ جامعي ؛و ساجو - صحفي ؛ وسيكوني - المهندس الذي تحول إلى نحات ؛ وكولا - الرسام. وهي حكاية عن حياة ابناء الطبقة المتوسطة في نيجيريا بعد الاستقلال وعن أصدقاء المدرسة الثانوية الذين عادوا الى بلادهم للمساعدة في بنائها ولم يحصدوا سوى خيبة الأمل.

يصف أويري أوبايجبو الروائي النيجيري ذو الرؤية الثاقبة و الغزير الإنتاج ، و مؤلف رواية الملياردير البائس ، رواية المفسرون على أنها"روايتي النيجيرية المفضلة الى حد بعيد".

ووفقاً للروائي ذاته ، "فان بطل الرواية سيكوني يمثل الرمز المثالي للاشخاص ذوي المواهب العلمية والتكنولوجية الضائعة في إفريقيا." اما رواية سوينكا الثانية ، موسم لا أخلاقي ،فقد أبرزت بطلها اوفيي في دور مفعم بالحيوية يشير الى أهمية الإرادة الفردية كعامل حقيقي في التحول الاجتماعي.

انخرطت الشخصيات الرئيسة الأربع في الرواية في إيجاد حلول أخلاقية للمشكلات متعددة الأوجه التي يعاني منها المجتمع النيجيري وقضية عدم المساواة التي تسببت في حدوث إرباك داخله.

كان سوينكا يعبر عن سخطه من ولع النقاد الأجانب بالتقليل من شأن جميع الأعمال الأدبية القادمة من أفريقيا باعتبارها تصوراً ما يسمى "صراع الثقافات" ، كما كتب في "مقدمته" لمسرحية الموت وفارس الملك : "يجب أن نقدم جائزة الجهل والغباء إلى ذلك الكاتب الذي نشر نبذة تعريفية لروايتي موسم لا أخلاقي على الغلاف الاخير لطبعتها الأميركية لأنه يعلن بلا حياء أن العمل يصور" الصدام بين القيم القديمة والأساليب الجديدة ، وبين الأساليب الغربية والتقاليد الأفريقية ".

تم تأكيد الأهمية الدائمة لفكرة رواية "موسم لا اخلاقي" مؤخرًا عندما حلّ سوينكا ضيفًا على معهد غوته ، في مدينة أكرا عاصمة غانا ، في 26 ايلول 2020 في الندوة الأدبية التي حملت عنوان "موسم لا اخلاقي – وقضايا الالهام والابداع في زمن جائحة كورونا -." و كشف سوينكا في مقابلة معه أن فترة الحجر المنزلي التي استمرت لمدة خمسة أشهر بسبب جائحة كورونا كانت إلى حد ما نعمة جعلته يتفرغ للكتابة لأن كل ما كان عليه فعله هو الانتقال من طاولة الكتابة إلى طاولة الطعام و غرفة النوم ومن ثم معاودة القيام بنفس هذه الاشياء من جديد. لقد كانت عملية "مبهجة" تمامًا للكاتب الحائز على جائزة نوبل ، والرواية الجديدة التي ننتظرها بفارغ الصبر هي انتصار ملحوظ على جائحة كورونا وفي ظل الحجر المنزلي بسبب جائحة كورونا ، تمكن سوينكا أيضًا من اكتشاف بعض "القصائد المفقودة" التي سيتم نشرها في كتاب قادم سيضم مختارات من شعره.

حتى مجال كتابته المفضل ، وهو المسرح ، استفاد من الحجر المنزلي ، وكما يشير : "تجد نفسك تتنقل فعليًا ما بين مكتبك إلى سريرك إلى طاولة الطعام ، ومن ثم تعود إلى المكتب وقد وفر لك هذا خمسة أشهر من الكتابة المستمرة. في نهاية هذة التجربة ، عندما تنتهي من هذا الكتاب ، تجد نفسك راغبا في تحويل ذهنك الى اتجاه مختلف. لذلك ، فكرت مع نفسي ، قد لا تكون عملية اعادة تقديم احد اعمالي المسرحية فكرة سيئة. فانا لم أعرض أيا من مسرحياتي منذ حوالي ثلاث سنوات منذ أن قدمت مسرحيتي تطويب فتى في المنطقة في مسرح فريدوم بارك في لاغوس ".

وهناك ايضا نشاط آخر: يخطط سوينكا للمشاركة في إخراج مسرحيته الموت وفارس الملك وعرضها في مسرح تيرا كيلتشر في لاغوس في شهر كانون الاول المقبل.لكن الحدث الأهم لهذا العام سيظل نشر سوينكا لروايته الثالثة. 

لقد نذر سوينكا نفسه للدفاع عن الحريات العامة، وركز في أعماله الإبداعية على كشف الممارسات السلبية وفضح السياسيين والقادة، وقد تسببت له مواقفه السياسية واتجاهه اليساري المتطرف في إدخاله السجن أكثر من مرة، فقد واجه الرئيس النيجيري الأسبق شيخو شكاري بانتقاد لاذع مشافهة عام 1982، وانتقد الجنرال العسكري الراحل ساني أباتشا عام 1996 بلهجة شديدة، ووصف حكمه بالقسوة وفقدان الإحساس بالإنسانية والرحمة، كما قام بحملات إعلامية مكثفة ضد الرئيس الأوغندي الراحل عيدي أمين من خلال المجلة الأدبية الأفريقية وفي مسرحيته (الموت لا يزال) عام 1982. و حمل الأديب النيجيري بشدة على الرئيس بوش بسبب غزوه للعراق الذي اعتبره إرهابًا دوليًّا، ووصف بوش بأنه "أخطر أصولي متطرف في التاريخ يتولى إدارة البيت الأبيض، وأنه نصب نفسه المتحدث الرسمي باسم المسيح والبطل الوحيد في عالم النخبة"

أطلق على هذا المؤلف والناشط السياسي والحائز على جائزة نوبل لقب "أحد أفضل الكتاب المسرحيين الشعريين الذين كتبوا باللغة الإنجليزية". تم احتجازه كسجين سياسي في نيجيريا في الستينيات ، وخلال تلك الفترة اشتهر بتهريب قصائده من السجن على ورق التواليت. ذهب إلى المنفى بعد إطلاق سراحه ، وعاد إلى نيجيريا في عام 1975 لكنه غادر مرة أخرى في عام 1994 بعد أن صادر ساني أباشا ، الحاكم العسكري في ذلك الوقت ، جواز سفره. حُكم عليه بالإعدام غيابيًا ، حيث قضى معظم فترة نفيه للتدريس في الولايات المتحدة. عاد إلى نيجيريا في عام 1998 بعد وفاة أباتشا ، وتخلى عن بطافة اقامته في الولايات المتحدة بعد انتخاب دونالد ترامب في عام 2016. ذلك احتجاجا منه على سياسات الرئيس دونالد ترمب وخاصة فيما يتعلق بمواقفه من الأجانب. وقرر سوينكا الإقامة في جنوب أفريقيا والعمل هناك أستاذا في جامعة جوهانسبورغ والاشتغال على مواضيع وقضايا تشغل باله منذ عقود عدة وعلى رأسها تحرر القارة السمراء وتعزيز قيم الديمقراطية والعدالة.

عن صحيفة ذيس إس لاغوس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

فيلم
عام

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

ترجمة: عدوية الهلالييعرض حاليا في دور السينما الفرنسية فيلم "الجدار الرابع" للمخرج ديفيد أولهوفن والمقتبس من الكتاب الجميل للصحفي والكاتب سورج شالاندون - والذي يجمع بين حب المسرح والعيش في مناطق الحرب في لبنان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram