محمد حمدي
من الأول ، وحتى لا يُساء الفهم لا أقصد بالنزاهة (هيأة النزاهة) وقانا الله وأياكم أبوابها والتقرّب منها، ولكن القصد ينصبُّ على نزاهة انتخابات المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية ومناصبها الكبيرة التي توازي أو تتفوّق على أرفع المستويات السيادية وإن كانت بصفتها العامة مؤسّسة غير حكومية،
فمع إعلان اللجنة التحضيرية لانتخابات المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية، وبعد المداولة المباشرة مع الهيئة القضائية المشرفة على الانتخابات الأولمبية، عن قائمة أسماء المرشحين للمناصب الرئاسية وعضوية المكتب التنفيذي في المؤتمر الانتخابي الذي من المفترض أن يكون قد أقيم أمس بفندق شيراتون عند الساعة الرابعة عصر يوم السبت وأعلنت نتائجه، وحتى دخولنا الوقت الحرج أمست حملات الضرب بقسوة والتكشير عن الأنياب سرّاً وصراحة بذات الوقت، منها ما يطال رئيس اللجنة رعد حمودي أو منافسه سرمد عبد الإله من الكتلتين معاً أو من لا يروق له العمل الأولمبي برمّته وكان الشخصين المشار اليهما وحدهما من يتحمّل تبعات الفشل والاخفاق والهدر، وكل شيء أساء الى الرياضة العراقية ووضعها في آخر الترتيب بميدان المنافسات على اختلاف وتنوع ألعابها.
وللحقيقة أن الوجوه أن تبدّلت في الرئاسة والنواب المتعدّدين والمكتب التنفيذي فإنها ذاتها من تتحمّل تبعات المرحلة الماضية على اعتبار مشاركتها في العمل الأولمبي بصفات متباينة مسؤولين وعرّابين ومنضوين تحت الأجنحة الكبرى، وبالتالي فإن ملامح التغيير لن تكون حاضرة وإن كانت هذه الانتخابات تجرى تحت مظلّة القانون الأولمبي الجديد الذي طال انتظاره.
المشكلة أن التخنّدق والميلان لم يتوقف في هذه الفترة على من هم أقرب للشخوص فقط في ميدان العمل، بل تبعهم الإعلام ورجالاته المنقسمون أيضاً حتى ليظن أحدنا أن الجهة الإعلامية هذه وتلك ستكون صاحبة القدح المعلى والرهان الأكبر بفوز صاحبها، مع العلم إن اللعب صار على المكشوف جداً في الإعداد للتسقيط ونشر الغسيل!! ومع الإعلام يتشارك المؤسسات الاخرى التي تعمل بالتماس مع الأولمبية وصولاً الى لجنة الشباب والرياضة البرلمانية التي يمعن صاحبها الأكبر في كثرة الظهور على وسائل الإعلام والملتقيات بمناسبة أو دونهان مع إننا نشك كثيراً في تأثيراته على الساحة وربما كانت مضاره لصاحبه أكثر من النفع بالمجمل.
وبالابتعاد قليلاً عن المؤثرين الخارجيين الى من هم أكثر قوّة وشراسة ، فقد أثرت جائحة كورونا على المشهد الرياضي وأصابته بالشلل الى حدود بعيدة وأوقعت اتحادات وشخوص بحرج كبير وحجّمت من نفوذهم بانعدام حركاتهم المكوكية ومشاركاتهم الخارجية وعرفت الجمهور أكثر بحجم الأولمبية واتحاداتها التي اعتادت أن تعتاش على النفقات الحكومية ورضخت لها مجبرة تحت وطأة الظرف الاقتصادي الصعب ، مع كل ذلك مازال رهان ذات الشخوص على الارتقاء مجدّداً الى قمّة المشهد على اعتبار أن هذه الظروف مؤقتة ولا بدّ لها ان تزول مستمراً مع التضحية بأمور كثيرة ، والأعجب أن الجميع يتكلّم بلغة (الأنا) ويستشهد بسيرة تاريخية عطرة يفصح عنها بالأقوال، فيما لا تملك الأولمبية سجّلاً منجزاً كأفعال وإن كانت معنية برياضة الانجاز!
لذلك كلّه أرى أن من يتوّهم بحصول تغييرات كبيرة ودخولنا في عصر جديد بعد يوم السبت المشهود سيكون واهماً ولا أقول ذلك لبث الأس أبداً، ولكن بقراءة بسيطة بأن من لم يملك عصا التغيير في ظروف أكثر انتعاشاً كيف له أن يفعلها في زمن القحط؟!
يقيناً أن الشعارات ستكون حاضرة أو إنها حضرت إعلامياً وما أكثر المُصلحين والناصحين ممّن نطلع على أحاديثهم يومياً.
إن ما نريدهُ من المكتب التنفيذي الجديد أن يدرس واقع الرياضة للمباشرة بمشروع البطل الأولمبي بعدما مرّت كل السنين الماضية وكل هَمّ البعض اللهاث وراء الإدارات لمرافقة الرياضيين الى المجهول!