علي حسين
يعود رئيس المجلس الأعلى الشيخ همام حمودي ليحذرنا من التفريط بالعلاقة مع إيران، ويطالبنا بأن نطرد الأمريكان لأنهم سبب الفساد، وأنهم بدخولهم العراق عام 2003 كانوا يستهدفون تدمير مؤسسات الدولة، طبعًا أنا كمواطن يمكن أن أصدق الشيخ همام حمودي لو أنه لم يكن جزءًا من النظام الذي جاء به الأمريكان،
وأن قرارات حل مؤسسات الدولة كانت بطلب من الأحزاب التي تولت شؤوننا بعد عام 2003 وقد استجاب بريمر لهذه الرغبات التي حذرت من بقاء الجيش العراقي، وطالب بإلغاء كل ما يتعلق بالدولة قبل عام 2003، وتأسيس دولة جديدة شعارها "ما ننطيها"، لعل أول كلمة نطقتها الناس بعد 9/4 كانت "حرية"، واليوم ونحن في العام السابع عشر من التغيير نجد أن كلمة حرية استبدلت بكلمة "الخديعة" وأن الناس استبدلت نظام صدام المستبد بنظام آخر بنفس فايروسات الخديعة وشهوة السلطة، أفهم جيدًا أن يطلب منا الشيخ همام حمودي أن نقطع أنف ترامب، ولكن الذي لا أفهمه هو كيف كان الشيخ همام حمودي يلتقط الصور مع السفير الأمريكي، وكيف بدا باسمًا بشوشًا وهو يستقبل قبل أعوام "المستر" ساترفيلد المستشار السياسي للخارجية الأمريكية يرافقه ماكغورن مبعوث البيت الأبيض والجنرال مارك كيميت مبعوث وزارة الدفاع الأمريكية، كل هؤلاء وغيرهم كان الشيخ همام حمودي يجلس معهم، ولم يكن مواطن مثل جنابي يستطيع حتى الاقتراب من حصون المنطقة الخضراء ليقول للأمريكان إن ألاعيب أوباما مع العراقيين أدت بنا إلى الخراب.
إن الظهور الأخير للشيخ همام حمودي يأتي متزامنًا مع حملة تقودها قناته "الأيام" للتحذير من أي مشروع استثماري مع دولة عربية، وفي الوقت الذي يحتاج فيه العراق إلى مشاريع تساعد في معالجة مشكلة البطالة، ورفع مستوى معيشة الناس، وفي اللحظة التي تكاد تعلن الدولة فيها حالة الإفلاس، يخرج عليك من يقول "لا مكان للاستثمار العربي على أرض العراق"، ما العمل ياسادة؟ إذا كنتم ترفضون الاستثمار غير الايراني ، فأتمنى عليكم أن تعيدوا الأموال التي نهبتموها لبناء مشاريع عراقية، أليس من حق الشعب أن يعرف من الذي سرق أمواله ومستقبل أبنائه؟، كم مسؤول من عينة همام حمودي متهم بتبديد المال العام وصرفه في أوجه غير شرعية؟، نريد كشعب أن نعرف لماذا أفلس العراق في وقت دخلت خزينته مئات المليارات من الدولارات في السنوات الأخيرة.
يدهشك أنه فى اللحظة التي يطالبنا فيها همام حمودي برفض الاستثمارات العربية ، نجد الساسة الذين تسببوا في ضياع أموال العراق يلومون المواطن لأنه "يبذّر" كثيرًا، ويأكل النستلة التي حرمتها الشرائع!! وكأن الهدف الأول والأخير هو أن يظل هذا الشعب رهينة لأمزجة ساسة يشنون حربًا من أجل أن لا يغادر قائمة البؤس العالمي .