علي رياح
)ألغيت الانتخابات (المضروبة) وعدنا إلى المربع الأول!!) .. كان رديّ على انطباع المسؤول البرلماني أننا نفتقر في الرياضة حتى إلى هذا المربع الذي يتحدث عنه .. نحن في فضاء مفتوح من الفوضى ، وسندور في الفلك نفسه ما لم يأت الحل من أهل الرياضة الحقيقيين أنفسهم ، لا من الحكومة ولا البرلمان اللذين كانا في غاية السلبية في التعاطي مع الشأن الرياضي كل هذه السنوات!
ثم كان السؤال : ما هي رؤيتك لغد الرياضة في العراق في ضوء ما تقرأه من معطيات قائمة ؟! هذا السؤال ، بعد التجربة الانتخابية الأخيرة وفصولها الغريبة العجيبة ، يحرك الكثير من المواجع .. وما هو أكثر من هذه المواجع ، أن أطرافاً ما تدّعي لنفسها أنها شخصيات وقيادات ورموز عديدة عرضة للتشكيك في نواياها المعلنة وفي تعاملها (تحت الطاولة) بعيداً عن الأنظار ، وأطراف أخرى تشكو الإهمال بعد الفشل الانتخابي بفعل فاعل .. فهي تعتقد أنها ما زالت مهمشة برغم مرور ما يقرب من سبع عشرة سنة من بدء العمل الرياضي تحت دوي الانفجارات والألغام ، وتحت ضغط الظرف المعيشي والسياسي الذي مرّ ويمر به العراق ..
ما فعلته اللجنة الاولمبية الدولية في قرارها عدم الاعتراف بالانتخابات ، ليس سوى تأكيد لما أعلنته شخصيا في مقال على صفحات المدى في الثالث عشر من شهر تموز الماضي ، قلت بالنص بعد رسالة سابقة وصلت من اللجنة الأولمبية الدولية:
)وفي يقيني ، بعد سلسلة من التجارب التي عشتها بنفسي وقابلت خلالها أقطاباً خارجية على جانب كبير من الأهمية ، فإن الرسالة الدولية الأخيرة تحمل بصمة المجلس الأولمبي الآسيوي وتأثيره الواضح والكبير ، والمسألة تتجاوز توقيع السيد حسين المسلم مدير عام المجلس الأولمبي الآسيوي إلى قيادة المجلس وأعني تحديداً الشيخ أحمد الفهد الذي يبدي تعاطفاً شديداً مع شخصية الكابتن رعد حمودي ، وهنا يكمن أصل القضية عندي!
واضح تماماً أن المجلس الأولمبي الآسيوي بنفوذه الجغرافي لا يريد وجها آخر لقيادة اللجنة الأولمبية غير رعد حمودي الذي أمضى حتى الآن إحدى عشرة سنة شهدت تعثرات شديدة وسط ظروف عامة مرّ بها البلد أو مرّت بها الرياضة ، والمجلس – كما أفهم – يتخذ من هذه الظروف مبرراً لتمكين الرئيس الحالي من قيادة اللجنة الأولمبية ، وفي الرسالة ما يدل على ذلك ، بصرف النظر عن أية وجهات نظر محلية أخرى هي أدرى بشعاب الرياضة وما يجري فيها!).
هذا ما كتبته هنا في هذا الموضع قبل أشهر من إجراء الانتخابات الأخيرة التي تدنت فيها الثقة إلى حدود سفلية بين هذه الشخوص التي تطالب بدور لها يتناسب مع عمقها الزمني في الرياضة ، تردد تلك النغمة التي كانت عليها قبل الذهاب إلى الصندوق الانتخابي ..
على المستوى الشخصي ، وجدت خلال السنوات التي مضت أصدقاء لهم وزنهم في الرياضة وهم يوجهون الدعوة تلو الأخرى إلى شخصي كي نبلور توجهاً رياضياً يعمل على تخليص وسطنا الرياضي من أمراضه المستعصية (هكذا قال لي أصدقائي) .. وبعد أسابيع قليلة وجدت خنادقهم وهي تتداخل ليبدأ ضرب بعضهم البعض ، بعد أن طرأت على (واقعهم) محاور أخرى اختار بعدها الأصدقاء الافتراق عند اختلافات كبرى ولم يقبلوا العمل على تمتين خطوط الاتفاق القليلة بينهم!
وفي قصص أخرى ، كما في هذه الحكاية ، يبقى العمل الرياضي في العراق محكوماً بذيول الماضي والتي تتربّص بنا .. فلا نحن في طريقنا إلى الفكاك من الأمس ، ولا نحن نملك قدراً من النية للنزول في سقف مطالبنا!
صرنا ، نتحدث كثيراً ، ولا نملك لغة حوار واحدة تجمع الشتات .. وإذا رفعنا حدة الحوار ، صار كل منا أشبه بحال المؤذن في مالطا!