TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: البرلمان حين يهدد!!

العمود الثامن: البرلمان حين يهدد!!

نشر في: 24 نوفمبر, 2020: 08:54 م

 علي حسين

الرسالة التي وجهها مكتب نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي إلى رئيس الجمهورية، والتي أكد فيها سيادة النائب أن رئيس الجمهورية مطلوب منه أن يكون "خيال مآته" لا يحق له الاعتراض على القوانين، وليس من حقه عدم الموافقة على القوانين "الثورية" التي تصدر من البرلمان،

من يقرأ الرسالة التي وجهها نائب رئيس البرلمان إلى رئيس الجمهورية يحذره فيها من دس أنفه في المشروع الذي يهدف إلى تطوير التعليم وجعل العراق ينافس على المراكز العالمية الأولى في جودة شهاداته الجامعية وأعني به "قانون لفلفة الشهادات" الذي يصر مجلس النواب على تشريعه يكتشف أننا تجاوزنا المراحل الكوميدية والتراجيدية ودخلنا إلى مشاهد السخرية التي تتيح لنائب لم يحصل على الابتدائية أن يصبح بروفيسورًا في الاقتصاد أو علم الاجتماع، وأن يتحول بقدرة البرلمان الى دكتور في العلاقات السياسية، يعرف السيد حسن الكعبي أن الدستور أشار إلى أن رئيس الجمهورية يعد حاميًا للدستور، وهذا يعني أن منصبه يسمح له بأن يتدخل عندما يرى أن هناك من يريد انتهاك الدستور الذي جاء في المادة 34 منه أن التعليم عامل أساس لتقدم المجتمع، ولم يقل االدستور إن التزوير عامل أساس لتقدم المجتمع .

عندما ترفض وزارة التعليم العالي ومعها الجامعات العراقية، ونخبة من الأساتذة في كل المجالات قانون "تعادل الشهادات"، فهذا يعني أن هذا القانون "المضحك" يشكل إساءة متعمدة للتعليم في العراق، وعندما يقول وزير التعليم العالي، وهو أكبر جهة معنية بالشهادات الجامعية، إن الوزارة تطعن في هذا لقانون، وعندما يخبرنا عدد من النواب أنهم لم يصوتوا للقانون وأنه مرر بطريقة مريبة، فهذا يعني أن البعض يريد اختطاف الدولة لصالحه من أجل الترويج للفشل والخراب .

الحماسة الطاغية في رسالة نائب رئيس البرلمان، تقول إن هناك أمور تدار بالخفاء، وإن البعض لا يريد لهذه البلاد أن تضع قدمها في طريق "المعافاة"، وإنها يجب أن تخضع لأمزجة مسؤولين يفضلون مصالحهم الخاصة على مصالح البلاد .

هو هذا القانون الذي شرعه البرلمان تحت شعار"دعهم يمرّون" لترسيخ قواعد زواج الفساد بالمنصب الحكومي والسياسي.

وفي النهاية كلي أمل أن لا يشملني السيد نائب رئيس البرلمان بقانون "الكوامة العشائرية"، فأنا كاتب "على باب الله"، أحاول أن أجد موضوعًا أسدّ به فراغ هذه الزاوية اليومية.. صحيح أنني أمثل مجموعة من "المساكين"، أطلق عليهم سهوًاً اسم "العراقيين"، يسعون، وأنا منهم بالتأكيد، إلى التشويش على العملية الديمقراطية من خلال مطالب أصبحت من المستحيلات، مثل الكهرباء والخدمات والتأمين الصحي، وينفذون أجندات خارجية تمولها الإمبريالية العالمية، هدفها منع منح لقب بروفيسور الى النائبة عالية نصيف .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram