علي حسين
نقرأ في الأخبار: الإمارات تستضيف أكسبو 2020.. مصر تحتفي بمؤية السينمائي الإيطالي الشهير فيلليني، سنغافورة التي كانت تسمى جزيرة البعوض على قائمة الدول الأكثر ثراءً، ولا تسأل عزيزي القارئ ما هي القائمة التي تفوق بها العراق،
فنحن منشغلون بصولات الكتلة الاكبر، وبمعركة كسر العظم بين الحلبوسي والخنجر، وبالبشرى التاريخية بإعادة التحالف الوطني ليحكمنا سبعة عشر عامًا جديدة، نقرأ في الأخبار أن دبي أقامت أكبر مشاريع تخزين الطاقة الشمسية في العالم، وبنفس شريط الأخبار نقرأ ايضا أن العراقيين ضمن أكثر 10 شعوب توترًا وحزنًا، ولا تسأل لماذا يحزنون، فمن يقرأ خبرًا يقول إن الأموال التي صُرفت على الكهرباء خلال السبع عشرة سنة الماضية بلغت 81 مليار دولار، حتمًا سيموت من الغيض والقهر.
قبل ما يقارب النصف قرن قرر الشيخ زايد أن يقدم تصوره لدولة شعارها "بناء مجتمع رفاهية وعادل وليس مجتمع مناكفات ومشاحنات"، دولة تفتح أبواب التنمية على جميع مصاريعها وتسودها لغة التسامح والمساواة بين الجميع. مثلما قرر" لي كوان " في سنغافورة أن يجعل بلاده في المراتب الأولى على مؤشر الرفاهية والاستقرار، ويوم ودع الشيخ زايد العالم قبل ثلاثة عشر عامًا، كانت الصحراء قد ازهرت بكل أنواع العمل والمثابرة والتطلع إلى المستقبل .
سيقول البعض، يارجل مالك تقلّب بدفاتر سنغافورة والإمارات وتتغنى بمهرجانات مصر، ولا تريد أن تلاحق المثير وتلقي الضوء على الحاضر في دولة مؤمنة مثل العراق ؟، ياسادة، الحاضر في العراق يخبرنا أصحابه أنّ المواطن المغلوب على أمره، الذي لا ناقة له ولا جمل في معارك السياسيين، مطلوب منه أن يتحمل أكاذيب الساسة وخطبهم المزيفة.
كلّ العالم ينظر اليوم إلى العراق ويضرب كفًا بكفّ، ويشعر بالأسى على بلدٍ كان يراد له أن يلتحق بقطار العصر، فارتدّ بهمّة خطب عامر الكفيشي وتقلّبات " ابو مازن " إلى الوراء، إلى مجرد دولة تضحك على المواطنين بمانشيتات حمراء عن توزيع "قطع سكنية" في المريخ!
عندما قرات قبل سنوات ان حكومة الامارات تضم وزيرا للسعادة واخر للتسامح ، ايقنت ان هناك بلدان تنهض لتنافس في اشاعة التسامح في الوقت الذي تسعى فيه لاستكشاف الفضاء ، وتنشر السعادة في وقت تتحول فيه بعض الدول إلى مخيمات للاجئين والمشردين، وهناك بلدان توسع الافق بالمحبة والعمل والسعادة والتسامح ، وتنشر القانون ويعيش فيها الملايين باطمئنان وترفع شعار : القانون هو أول درجات السعادة ، وان الحكومة تقدم كل يوم منجزاجديداً.، وهناك بلدان يصر ساستها ان يحجزوا لها مكانا متقدما في قائمة الدول الاكثر حزنا .