TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بلدان الرفاهية

العمود الثامن: بلدان الرفاهية

نشر في: 7 ديسمبر, 2020: 10:00 م

 علي حسين

نقرأ في الأخبار: الإمارات تستضيف أكسبو 2020.. مصر تحتفي بمؤية السينمائي الإيطالي الشهير فيلليني، سنغافورة التي كانت تسمى جزيرة البعوض على قائمة الدول الأكثر ثراءً، ولا تسأل عزيزي القارئ ما هي القائمة التي تفوق بها العراق،

فنحن منشغلون بصولات الكتلة الاكبر، وبمعركة كسر العظم بين الحلبوسي والخنجر، وبالبشرى التاريخية بإعادة التحالف الوطني ليحكمنا سبعة عشر عامًا جديدة، نقرأ في الأخبار أن دبي أقامت أكبر مشاريع تخزين الطاقة الشمسية في العالم، وبنفس شريط الأخبار نقرأ ايضا أن العراقيين ضمن أكثر 10 شعوب توترًا وحزنًا، ولا تسأل لماذا يحزنون، فمن يقرأ خبرًا يقول إن الأموال التي صُرفت على الكهرباء خلال السبع عشرة سنة الماضية بلغت 81 مليار دولار، حتمًا سيموت من الغيض والقهر.

قبل ما يقارب النصف قرن قرر الشيخ زايد أن يقدم تصوره لدولة شعارها "بناء مجتمع رفاهية وعادل وليس مجتمع مناكفات ومشاحنات"، دولة تفتح أبواب التنمية على جميع مصاريعها وتسودها لغة التسامح والمساواة بين الجميع. مثلما قرر" لي كوان " في سنغافورة أن يجعل بلاده في المراتب الأولى على مؤشر الرفاهية والاستقرار، ويوم ودع الشيخ زايد العالم قبل ثلاثة عشر عامًا، كانت الصحراء قد ازهرت بكل أنواع العمل والمثابرة والتطلع إلى المستقبل .

سيقول البعض، يارجل مالك تقلّب بدفاتر سنغافورة والإمارات وتتغنى بمهرجانات مصر، ولا تريد أن تلاحق المثير وتلقي الضوء على الحاضر في دولة مؤمنة مثل العراق ؟، ياسادة، الحاضر في العراق يخبرنا أصحابه أنّ المواطن المغلوب على أمره، الذي لا ناقة له ولا جمل في معارك السياسيين، مطلوب منه أن يتحمل أكاذيب الساسة وخطبهم المزيفة.

كلّ العالم ينظر اليوم إلى العراق ويضرب كفًا بكفّ، ويشعر بالأسى على بلدٍ كان يراد له أن يلتحق بقطار العصر، فارتدّ بهمّة خطب عامر الكفيشي وتقلّبات " ابو مازن " إلى الوراء، إلى مجرد دولة تضحك على المواطنين بمانشيتات حمراء عن توزيع "قطع سكنية" في المريخ!

عندما قرات قبل سنوات ان حكومة الامارات تضم وزيرا للسعادة واخر للتسامح ، ايقنت ان هناك بلدان تنهض لتنافس في اشاعة التسامح في الوقت الذي تسعى فيه لاستكشاف الفضاء ، وتنشر السعادة في وقت تتحول فيه بعض الدول إلى مخيمات للاجئين والمشردين، وهناك بلدان توسع الافق بالمحبة والعمل والسعادة والتسامح ، وتنشر القانون ويعيش فيها الملايين باطمئنان وترفع شعار : القانون هو أول درجات السعادة ، وان الحكومة تقدم كل يوم منجزاجديداً.، وهناك بلدان يصر ساستها ان يحجزوا لها مكانا متقدما في قائمة الدول الاكثر حزنا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram