TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من يريد تقسيم العراق ؟

العمود الثامن: من يريد تقسيم العراق ؟

نشر في: 28 ديسمبر, 2020: 09:03 م

 علي حسين

لم يخطر في باله أنّ الفصل الذي استبعده من روايته الشهيرة "بقايا النهار" سيباع بمليون دولار، كان أديب نوبل كازو إيشيغورو، قد احتفظ بهذا الفصل الذي لم يعجبه في بداية الأمر، لكنّ جامعة تكساس رأت فيه مفتاحاً للدخول إلى عالم هذا الروائي المثير للدهشة .

في بقايا النهار، نقرأ عن رئيس الخدم الذي يعيش في قصر قديم ، يجد نفسه يتحول مثل المتاع من سيد إلى آخر، وعليه أن يكون مخلصاً إن لم يكن عبداً، إنه في خدمة هذا المكان حتى وإن تغير صاحبه، هو في خدمة الولاء المطلق، فهو لا يصلح سوى لدور واحد هو دور التابع، سيقول البعض ياله من بطر، الناس تعاني من الفقر حيث بشرتنا وزارة التخطيط بأن نسبة الفقر ستصل إلى الأربعين في المئة، وأنت تكتب عن روائي ياباني، لكنني ياسادة أكتب عن الولاء للآخرين، فمنذ أسابيع تندلع رحى حرب طاحنة في مواقع التواصل الاجتماعي، وكلها تطرح سؤالاً واحداً: مَن يقف وراء صواريخ الخضراء؟ الفصائل المسلحة تبرأت منها لكنها حذرت من لعبة أمريكية، وكان صاحب السبع صنائع باقر جبر الزبيدي وبشطارته وضع يده على أصل المشكلة، ما يجري هو محاولة لتقسيم العراق: "أتحدث عن معلومات مهمة أن مؤامرة خلف الباب تستهدف إحياء مشروع تقسيم العراق"، ولا أعرف عن أيّ وطن يتحدث السيد الزبيدي، وهو الذي كلما واجهت حزبه "المجلس الأعلى" مشكلة يذهب إلى الجارة إيران يطلب الرأي ويتلقى الأمر ، وعلينا ان لا ننسى الاخوه في الكتلة التركمانية الذين لا يعجبهم الاجتماع إلا في حضرة اردوغان ، فيما خميس الخنجر يطيل النظر كل يوم الى ابتسامة امير قطر .

لا يريد ساستنا أن يعترفوا بأنّ هذا الشعب يملك شجاعة السؤال، فهم يريدونه تابعاً لهم، مثلما هم تابعون لبلدان الشرق والغرب، لكنهم رغم ذلك يوزّعون "الأجندات الأجنبية" على العراقيين، فيما يحاول "جهابذتهم" تلقيننا دروساً في فنون الوطنية .

لم تقدّم التجربة السياسية خلال السبعة عشرعاماً الماضية للعراقيين معنىً واحداً للولاء الوطني، لا أمان، لا خدمات.

للأسف الشديد البعض يريد أن ننزلق بسرعة شديدة إلى منحدر يبدو بلا قرار، لأنهم يعتقدون أن معركة الصواريخ هي الطريق السهل لممارسة الضغوط وتحقيق المطالب، ليغيب صوت العقل والمنطق، لأن البعض أغلق آذانه عن سماع الأصوات التي لا تعجبه. 

علينا من الآن أن نرفع شعار لا مكان: لسياسي لا يقبل الاختلاف مع رأيه وفكره، لامكان لمسؤول يعتقد بأنه دائماً على صواب وغيره على خطأ.. لامكان لسياسي يرفض التنوع الديني والفكري والسياسي.. لسياسي يقوم بتمييز غيره واستبعاده وتهميشه..

إحذروا شرارة الفتنة لأنها لو اندلعت فلن تبقي ولن تذر، ووقتها سنندم في وقت لا يفيد الندم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram