TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مصارحة حرة: لتسقط حكومة الرياضة!

مصارحة حرة: لتسقط حكومة الرياضة!

نشر في: 30 ديسمبر, 2020: 07:43 م

 إياد الصالحي

دخلت الرياضة العراقية في حلقات متشابكة من الصراع المصلحي مع أواخر عام 2020 تُعرَف بدايته وتُجهَل نهايته مع خيوط الفجر الأولى لعام جديد يحمِل كثيراً من المفاجآت الصادِمة كسابقه على مستوى العاملين في الأندية والاتحادات الغارِقة في أزماتها نتيجة صمت الأجهزة الرقابية التي تركت أكداس ملفات الشُبهات المالية والإدارية تقوّض ثقة الشارع الرياضي بهذا المسؤول وذاك البطل وتلك المؤسسة على خلفية خروقٍ لم تقيّد ضد معلومٍ حتى الآن!

أيُّ عامٍ نودّع .. حسراته أكثر من مسرّاته، ولم يكن أي رياضي يتوقع أن تتصاعد فيه حدّة التهافت على المناصب مثلما جرى في مؤتمري اللجنة الأولمبية الوطنية شباط2019 وتشرين الثاني 2020، واللذين كان مصيرهما الإبطال قضائياً ودولياً لعدم صفاء النفوس المتنافسة للظفر بمقاعد التنفيذي، وبناء محاوِر تستهدف كل جهد خيّر بذريعة عدم الاصطفاف معها! ولم يزل بعض المنتفعين من التنازع يخبّئون أعواد الثقاب لمشاعِل أخرى تستقبل عام 2021 بحرائِق لا تدع ساحة الرياضة تنعم بالهدوء، فقد ابتلى الوسط الإعلامي هو الآخر بثلّة من صانعي المشاكل حتى وإن لم يجدوا قضية للإثارة يذهبوا لشتم بعضهم البعض والتنكيل والتهازل أمام شاشات التلفاز أو في مواقع التواصل الاجتماعي!

وإذا كان فايروس 2020 قد خطف أربعة من أشهر لاعبي جيل الثمانينيات والتسعينيات للقرن الماضي ممّن سطّروا قصصاً مؤثرة على أديم الملاعب، فإن فايروس 2021 هو الأكثر فتكاً ليس على صعيد الصحّة البشرّية التي تتصدّى له بالوعي والالتزام بقيود الحجر والتباعُد، بل بالعقول الرياضية التي توشِك أن تُدمّر آخر ما تبقّى لأمل إنقاذها من تدخّلات طارئة لأطرافٍ لا علاقة لها بكيان الرياضة، وإن ارتدت معاطف الرقابة والقانون والنزاهة، فالحلّ لن يَنفُذ إلا من جهتي الوزارة القطّاعية والأولمبية الدولية المعنيّتان بخارطة الطريق الرسمية المضمونة بالنظام الأولمبي العالمي.

سأبقى شخصياً محتفظاً بأمنيتي المؤجَّلة من عامٍ الى عام حتى تتحقّق، أن تبادر الحكومة الاتحادية بإسقاط (حكومة الرياضة) المتغوّلة منذ عام 2003 بتحالف ممثلين لأندية واتحادات ما انفكّوا عن إدارتها، وذلك بإصدار قرار جريء تُخصْخِص فيه جميع المؤسّسات الرياضية التي ظلّت معتاشة على ميزانياتها السنوية المارّة عبر مجلس النواب لخدمة الشعب وليس لزيادة ثراء بعض المتنفّذين على كراسي تلك المؤسسات! هذا ما يشكو منه جميع الرياضيين سواء في لقاءاتهم الإعلامية أم في حساباتهم بالسوشيال ميديا!

بإصدار قرار الخصْخَصة هذا، ستتفرّغ الحكومة وممثلتها وزارة الشباب والرياضة لعملها الحقيقي من أجل الارتقاء بجيل الغد وتفعيل برامجها لبناء الملاعب والقاعات والمسابح ليمارسوا رياضاتهم فيها بعيداً عن التنافس غير الشريف بطرق التزوير والسرقة والمحاربة الشخصية، أما الأندية والاتحادات والأكاديميات ومراكز الموهبة ستلقى الدعم من رجال الأعمال ليؤسّسوا هيئات إدارية تستمد شرعيتها من اعضاء الجمعية العمومية ونُبعِد تصدّعات معارك المستفيدين من مواقعها ليتناطحوا بعضهم ببعض بعيداً عن أجهزة الدولة والمجلس النيابي ووسائل الإعلام. 

لا غير القوانين والأنظمة تضبط إيقاع العمل الإداري والمالي في دوائر الرياضة المطالبة بالإنجاز والتخطيط والمتابعة لتأهيل الأبطال للدورات الأولمبية التي مازلنا ننظر لها كاستحقاق ثانوي تحت وطأة الخوف من التعهّد على بلوغ مركزٍ ما حتى في الدورات الآسيوية التي سنبقى نتغنّى بميداليات أبطال العراق في العقدين السبعيني والثمانيني من القرن الماضي! 

عَلامَ تتظاهرون بأنكم الأفضل قيادة ومسؤولية في الأولمبية والاتحادات والأندية لأكثر من 17 عاماً؟ أرحلوا واتركوها لمن يستطيع تحقيق أماني الجماهير للاحتفاء ببطل آسيوي وأولمبي أسوة بأبطال عرب من سوريا والجزائر ومصر وغيرهم لا تمتلك لجانهم الأولمبية مئات الملايين من الدولارات كالتي أهدرت في رياضتنا وبعضها جاري البحث عن سبب اختفائها! ومع ذلك تربّع ابطال هذه الدول على قمّة المجد الرياضي العالمي بعد أن حوّلوا الأموال المتاحة لهم الى مشاريع وطنية واعتلوا منصّات التتويج، وسيحتفي التاريخ بهم مئات السنين إكراماً لشجاعتهم والتزامهم بأخلاق التنافس وتحقيقهم الانتصارات برغم التحدّيات العظيمة.

مبارك قدوم عام 2021 .. فكل عامٍ مضى ورياضتنا ليست بخير..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram