بغداد/ تميم الحسن
تشير سجلات وحدات عسكرية وامنية في ديالى الى وجود اعداد متكاملة من الجنود والشرطة، لكن في الحقيقة نصف تلك الاعداد على الورق فقط، او كما يعرفون بـ"الفضائيين". ويطلق وصف الفضائيين على الجنود الوهميين في السلك الامني الذين يتقاضى مرؤوسوهم نحو نصف رواتبهم ومخصصاتهم المالية مقابل اعطائهم اجازة مفتوحة.
وكُشف عن تلك الاوراق في ديالى، عقب تكرار "مريب" للخروقات الامنية في الاشهر القليلة الماضية، على الرغم من وجود عدد كبير من القوات الامنية.
ودفعت تلك الاحداث، وزير الدفاع جمعة عناد، الى معاقبة عدد من الضباط برتب رفيعة في شمال شرقي ديالى.
وتوجد في ديالى 9 تشكيلات عسكرية من الجيش والشرطة ومكافحة الارهاب، بالاضافة الى نحو 4 تشكيلات تابعة للحشد الشعبي.
فساد الأمن
ويقول مصدر امني في ديالى لـ(المدى) ان "فساد كبير في بعض التشكيلات الامنية والعسكرية وحتى الحشد الشعبي وراء تكرار هجمات داعش في المحافظة".
ويتهم داعش وجماعات مسلحة اخرى، بإرباك الامن في مناطق شرقي ديالى منذ نحو 3 سنوات، فيما نزح على اثر التهديدات والهجمات المسلحة، اكثر من 12 الف فرد واخلي عدد من القرى هناك.
ويضيف المصدر: "هناك عدد كبير يصل الى نحو نصف القوات في ديالى هم فضائيون، ويستلم ضباط كل مرتباتهم، او نصفها".
وقدر أياد علاوي، حين كان نائبا لرئيس الجمهورية في 2014، عدد "الجيش الفضائي" في العراق بنحو ربع مليون "جندي".
وقال علاوي في تصريحات صحفية حينها إن "أموال العراق ضاعت بسبب المفسدين"، مرجّحا أن "يصل عدد الفضائيين في الأجهزة الأمنية إلى ربع مليون"، وليس 50 ألفا كما أعلن رئيس الحكومة آنذاك حيدر العبادي.
ويتقاسم عناصر داعش، وعصابات مستأجرة من قوى سياسية واخرى من خارج الحدود، وفصائل مسلحة تخريب الامن في ديالى. وسجلت خلال السنوات الثلاثة الماضية اكثر من 200 حادث جنائي وارهابي.
وقال المصدر ان وزير الدفاع "اقال آمر لواء مغاوير قيادة عمليات ديالى وآمر فوج بالجيش، وعدد من الضباط" على خلفية هجوم مسلح في شرقي ديالى.
وقتل، السبت، جندي واصيب 6 آخرون، بهجوم لداعش على ثكنة عسكرية على منطقة حلوان الواقعة بين خانقين وجلولاء (7 كم شمال شرق بعقوبة).
عقوبات عسكرية
واعتبرت لجنة الامن والدفاع في البرلمان، ان "العقوبات" على المقصرين في الحوادث الامنية امر "غاية في الأهمية".
وقال عضو اللجنة عبد الخالق العزاوي لـ(المدى) ان "انذار وتنزيل عقوبات على القطعات الامنية عند حدوث الخروقات سيساعد على ضبط تلك القطعات".
وعين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في ايلول الماضي، قائد الفرقة السابعة في الجيش، اللواء الركن رعد محمود الجبوري قائدا لعمليات ديالى بدلا من اللواء الركن غسان خالد العزي.
وجاءت تلك التغييرات في القيادات، على خلفية حوادث جرت في مناطق شرقي ديالى، في المقابل تم نقل قائد عمليات ديالى المقال غسان العزي إلى دائرة الامرة في وزارة الدفاع.
ويقول عبد الخالق العزاوي، وهو نائب عن ديالى ان "الحوادث في تلك المناطق تتكرر بشكل شهري، واغلبها تتم عبر بنادق القنص او العبوات الناسفة".
وتقدر المصادر الامنية في ديالى اعداد تنظيم "داعش" في المحافظة، بنحو 100 عنصر، لكن هناك اطرافا اخرى في ديالى تربك الامن.
وبدأ داعش يظهر بشكل تدريجي في شرقي البلاد بعد 3 اشهر من انتهاء عمليات التحرير، التي اعلنت نهاية عام 2017.
ويأتي مصدر انطلاق داعش الى خانقين من جهتين: محاذية لإيران، واخرى من جنوب قضاء خانقين.
وبسبب سوء توزيع القوات الامنية في ديالى، فان هناك معلومات عن تدفق مسلحين من الشريط الحدودي مع ايران الى خانقين، وتنفيذ هجمات هناك. وواجه داعش عقب إعلان تحرير العراق من سيطرة المسلحين نهاية 2017، أزمة مكان اضطرته الى إحياء تحالفات قديمة مع جماعات متطرّفة جمعت في ما بينها العزلة.
وحاول التنظيم التنسيق مع متطرفين إيرانيين لإيجاد موطئ قدم له عند الشريط الحدودي الشرقي للعراق، مستغلًا وجود ثغرات أمنية.
حواضن التنظيم
بدوره يقول النائب عن ديالى آزاد حميد شفي لـ(المدى) ان "تكرار الحوادث في مناطق شمال شرقي المحافظة، يعود الى وجود حواضن لتنظيم داعش وعدم وجود تنسيق مع البيشمركة".
وتعترض قوى شيعية وسُنية بشدة على عودة "البيشمركة" الى تلك المناطق، على الرغم من اعلان بغداد واربيل قبل نحو شهرين، الى تفاهمات متقدمة لوضع نقاط مشتركة في المناطق المتنازع عليها.
ويضيف شفي ان "عودة البيشمركة سيساعد على الاستقرار"، مضيفا ان "مناطق في جلولاء والسعدية تضم حواضن للتنظيم وتوفر معلومات للمسلحين وتساعد على تنقلهم".
ويطالب النائب عن ديالى بـ"تسيير طائرات" بشكل دائم في المناطق الجبلية المحيطة بديالى، و"وضع كاميرات حرارية".