TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: وحيد حامد وقانون الأخوان

العمود الثامن: وحيد حامد وقانون الأخوان

نشر في: 6 يناير, 2021: 09:04 م

 علي حسين

"الجماعة " كان اسم المسلسل الذي اختتم به الكاتب وحيد حامد حياته، لكنه بالمقابل فتح باب التساؤلات حول مستقبل جماعات الإسلام السياسي، ربما تكون الحكاية التي أعاد تقديمها وحيد حامد، دونتها جماعة " الاخوان المسلمين " التي تتخذ من الإسلام ستاراً لتنفيذ مشاريعها، والتي كان الهدف منها العيش في ظل مستقبل قاتم تتحلل فيه كل قيم الدولة المدنية.

بعد ربع قرن على ظهور "طيور الظلام" حيث تنبأ بحال هذه الجماعة وكيف أنها ستسعى إلى ابتلاع المجتمعات العربية من خلال نشر الفكر المتطرف، وكان ناجحاً في الفصل بين الدين كقوة اجتماعية خلاقة ، وبين جماعات التطرف الديني باعتبارها قوة هادمة للأوطان.. من ينسى الجملة التي وضعها وحيد حامد على لسان محامي الأخوان في طيور الظلام: "القانون زي ما بيخدم الحق بيخدم الباطل.. واحنا الباطل بتاعنا لازم يكون قانوني"؟. 

عاش وحيد حامد يكتب عن الباطل الذي يريد أصحابه أن يجعلوه قانوناً حتى لو اقتضى الأمر بقوة السلاح والترهيب، وحين وجد نفسه أمام خيارين الأول أن يصمت في وجه جماعة الأخوان المسلمين وتطرفها، والثاني أن يتوجه إلى المشاهد ليضمه إلى الرافضين لهذه الجماعات التي لا تؤمن بالوطن، فكان أن أعاد حكاية "الجماعة" التي وقفت بوجه بناء دولة مدنية شعارها المواطنة، وأصر السيناريست الكبير أن يقف مع المواطن البسيط، وكانت أعماله تشكل صداعًا دائمًا للأخوان المسلمين الذين عجزوا عن مواجهته في حياته، فقرروا الانتقام منه وهو ميت، من خلال حملة شتائم تتشفى في الموت ، ولم تضع حرمة له .

هجوم الأخوان المسلمين على وحيد حامد بعد رحيله واعتباره كافرا لانه وقف بوجه مشاريعهم التخريبية ، أثبت أن المثقف يمكن أن يشكل صداعًا للتنظيمات المتطرفة، وأن يكون صوتًا لمن لا صوت لهم، وان يقف بصلابة في وجه جماعات تستغل الدين الإسلامي لمصالحها الشخصية .

وحيد حامد مثال مشرق لكاتب حر ناضل ضد الظلم والخرافة ودولة الفتاوى، ونبه بكل صدق من أن شريعة الإخوان لا تصلح إلا للقرون الوسطي وأنها منتهية الصلاحية فيها سم قاتل ، وان هذه الجماعة لاتزال تصر على احقيتها في إعادة الزمن الى الوراء ، وإشاعة مبدأ التشدد وتكفير الآخر وتخوينه ، بخطابات وشعارات واكاذيب يحصدون من ورائها المكاسب والمغانم والمناصب .

أقرأ بتعجب شتائم "الاخوان المسلمين " الى الراحل وحيد حامد، وأنظر إلى وجوه اصحابها فأجدها باهتة تفتقد الايمان الحقيقي بالوطن والمواطن ، وجوه تشعرنا بالحسرة كل يوم على وجودها بيننا، لكن من حسن حظ الناس أن حبل الخداع والانتهازية و"الاخوان " قصير. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Khalid muften

    على كل مثقف عراقي ان يكون وحيد حامد لكشف الدجالين وسراق المال العام تحت عبائة الدين .

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram