TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بيلوسي عراقية

العمود الثامن: بيلوسي عراقية

نشر في: 12 يناير, 2021: 09:19 م

 علي حسين

من المؤكد أن مسؤولينا وسياسيينا يمتلك الواحد منهم أكثر من جهاز تلفزيون، إضافة إلى عدد لا بأس به من "الذباب" الإلكتروني ومن المؤكد أنهم يشاهدون كيف تتعامل مؤسسات الدول مع الكوارث التي تتعرض لها بلدانها.

وأكيد أنهم تفرجوا مثلنا نحن الشعب المغلوب على امره على رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي التي ستدخل عامها الثمانين بعد أسابيع قليلة، وهي تصر على أن يحاكم دونالد ترامب لأنه أساء للديمقراطية، ولأن تسبب في قتل خمسة أشخاص، المرأة الثمانينية التي تحرص على أناقتها وتختار ألوان ملابسها، قالت إنها حريصة على المؤسسات الأمريكية أكثر من حرصها على نفسها.

5 أشخاص قتلوا في أعمال العنف التي جرت بعد اقتحام مجلس الشيوخ الامريكي وقفت كل المؤسسات السياسية والامنية لكي تقتص لهم من القتلة ، فيما رفض قادتنا الأمنيون الأشاوس عبور عتبة البرلمان ليجيبوا عن سؤال: لماذا في تظاهرات تشرين فقط، قُتل أكثر من 700 عراقي؟، ولماذا يُخطف الناشطون وتُرمى جثثهم على الطرقات؟

وأنا أتابع ما فعلته نانسي بيلوسي كنت أقول لنفسي: ماذا فعل مجلس نوابنا الموقر في كل جرائم القتل والخطف التي تعرض لها شباب الاحتجاجات؟، قالت نانسي بيلوسي بوضوح: لاخيار، إما تحمّل المسؤولية أو الذهاب الى البيت . فيما مسؤولونا يؤكدون لنا كل يوم أن لا أمل في الخروج من ظلام التخلف والسعي لتهديم الوطن .

ترامب محاصر بالعزل والمحاكمة، فيما عاشت هذه البلاد مع مسؤولين مأزومين يتمادون في الإنكار، ويستسهلون إلقاء المسؤولية على غيرهم..

ضياع مئات المليارات من موازنة الدولة مؤامرة تحاك في الظلام ضد النموذج الديمقراطي العراقي.. الجهات التي تعيق تنفيذ الخدمات مؤامرة إمبريالية، غياب الكهرباء شائعة تتداولها وسائل الإعلام المغرضة جميع ، شماعات يتشبث بها المسؤول هو ومقربوه.. فنراهم في كل أزمة يطلقون سيلاً من الاتهامات المبهمة.. يريدون أن "تلتهي" الناس بأحاديث مطاطية، عن الفشل الذي لا يتحمله أحد، وعن السعادة التي كانت في انتظار الشعب لو أن عادل عبد المهدي لم يقدم استقالته، وعن الشهرستاني وعبقريته التي فرطنا بها.

مئات القتلى كل شهر، والسياسي العراقي يروج لإنجازات وهمية من عينة "السيادة " حتى كاد البعض من المقربين، يطالبنا بأن نحتفل كل يوم، لأن المسؤول العراقي لا يزال يتمتع بالرفاهية والجلوس المستمر على كرسي القرار .

عودوا إلى صورة نانسي بيلوسي.. ودققوا جيداً في أحاديث سياسيينا وهم يبررون الفشل والخراب، واسألوا أين نحن، بعد سبعة عشر عاماً من الكلام عن الرفاهية والسيادة والمستقبل المشرق، وحكومات الشراكة، والمحاصصة اللطيفة، وسيادة القانون؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram