علي حسين
بعد اسابيع سندخل العام 18 من التغيير ، وهذه البلاد تتردّد في خطواتها، لأنّها ترى في العجلة الندامة، فماذا يعني إذا تأخرت مشاريع الكهرباء والصحة والتعليم، وارتفعت نسبة الفقر، وزاد عدد المشرّدين والمتسوّلين، المهمّ أن تترسّخ الديمقراطية التي تقف عاجزة عن حل لغز الشاب سجاد العراقي ،
وكان هناك فريق يقول لقد أخطأ الشعب،لأنه تسرّع واعتقد أنّ غياب النائب علي العلاق سيعيد له الخدمات والاستقرار. ماذا فعلت السرعة بنا، جعلتنا نتخلّى عن عقلية"تكنوقراطيّة"بوزن ابو مازن ونمنعه من الحلوس سنوات اخرى على كرسي البرلمان ، وان نجبره ان يطلق " بيع المناصب بالثلاث، وتفرّغ لمصالحه التجارية، وأرجو أن تنتبهوا معي، فالسيد ابومازن ، غائب عن الفضائيات هذه الأيام، بعد ان عشنا معه من قبل حول جنّة العراقيين التي ستضيع منهم لو انه منع من الترشيح .
واعود للمواطن " الدنماركي " علي العلاق الذي كان يحمل اختام مكتب رئيسين للوزراء الجعفري والمالكي ومن بعدهما العبادي، فنحن نراه في الحكومات الثلاث مدافعاً شرساً عن رئيس الوزراء، ما أن يخرج على إحدى الفضائيات حتى يبدأ "وصلة" الدفاع هذه. قبل أيام سألت أحد الزملاء، أين أصبح النائب علي العلاق الذي كان لا يفارق شاشات الفضائيات ؟ فاخبرني ان الدنمارك بحاجة مسة اليه لكي يقدم خبرته في السياسية ، مثلما تحتاج هولندا الى صلاح عبد الرزاق ليملأها عدلاً وفضيلة .
بعد 18 عاما من حق المواطن ان يسأل : هل نعيش عصر التغيير؟، وهل تحققت أهداف العراقيين بالديمقراطية والعيش في ظل نظام يؤمن عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية؟ وهل تشكلت مؤسسات دولة محترمة تضمن حقوق جميع العراقيين؟
عندما يصبح كل شيء سيئاً وفاسداً وعاجزاً من أول الأحزاب السياسية ونهاية بزعماء الطوائف، فإن الناس سوف تكفر بالديمقراطية .
عندما بدأت الصين في الانتقال من المجتمع الزراعي إلى مجتمع صناعي متطور، لم تذهب باتجاه البنوك للحصول على أموال، بل كان باني الصين الحديثة دينغ شياو يقوم بزيارة سريّة الى سنغافورة ليعرف بنفسه سرّ تطورها وكيف تحولت هذه الجزيرة من مستنقع فقير الى قوة اقتصادية كبرى، وليقرر بعد عودته إلى بكين أن ينقل بلاده من زمن الخطابات والشعارات، إلى عصر"اليوان الصيني"الذي يُرعب الأسواق إذا ما مسّه سوء.أراد"دنغ كسياو بنغ"وهو يبني الصين الحديثة أن يفيد من تجربة دول مثل اليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية. سافر إلى طوكيو والمدن الأخرى، وزار الشركات الكبرى، وفي النهاية اكتشف أن التطور يعني مسؤول يحب وطنه وشعب يحترم العمل.
حقّقت اليابان والصين وكوريا الجنوبية رفاهية مستقرّة، وازدهاراً متواصلاً، من دون أن تسأل نفسها، أيهما أهمّ، الرخاء أم عودة المواطن الدنماركي لكي يجلس على كرسي البرلمان ؟ .