عمــار ســاطع
سنكون على الموعد.. حيث البصرة، المدينة الباسمة وثغر العراق.. فيحاء الوطن، وما أغلى الوطن.. مدينة السياب وشط العرب!
لن أقرب مغزى ما أريد الوصول إليه.. لأنه الحق الذي يُفترض أن نحصل عليه، وننالهُ بثقةٍ مطلقةٍ، حيث وجودنا وهويتنا بين أقراننا في المنطقة!
حان موعد فرض الإرادة وتأكيد جدارتنا بين الآخرين من منافسين.. وموعدنا أقترب، حيث كسر الجمود وتحطيم القيود والسعي صوب محفل الاستضافة!
قد اختلف عن غيري، في رؤيتي صوب ما سيحصل في الأسبوع المقبل والحافل بكل ما من شأنه أن يعطينا التركيز أكثر على ضرورة احتضان الاشقاء في النسخة 25 لبطولة كأس الخليج لكرة القدم، غير أن الحقيقة هي أننا نعيش في تاريخين منفصلين، الأول قبل 42 عاماً حيث استضافة النسخة الخامسة من كأس الخليج عام 1979 والأخرى عام 2007، أي قبل 14 عاماً حيث طلبنا استضافة المنافسات عام 2011، في ملفٍ متكامل، لكنها لم تتحقق لأسباب لا أجد أي حقٍ أو مبرر يُذكر أن اتطرّق اليه اليوم!
الأهم أن حق الاستضافة اليوم أصبح على مرمى حجر ممّا خططنا إليه وحاولنا طامحين طامعين أن يلتئم شمل إخوتنا في دول الخليج عندنا، حيث الكرم والجود.. حيث مدينة التاريخ والرُقي.. حيث الشعر والمربد.. حيث المدينة التي ارتبط اسمها بالنخيل والصمود!
لن امتدح من البصرةٍ شيء.. لكنني استجمع قواي حتى أذكر ذلك الملف الممزوج بالطموحات المقتولة والإرادة المعهودة.. ملف أصبح في حُكم الماضي لأنه لم يتحقق في حينها، وأرجأ الى حيث يومنا هذا، إذ سيتم الكشف عن الملف المُقدم للجنة الفحص والتقييم من أجل إعطاء الضوء الأخضر قبل البت بقرار أحقية البصرة في استضافة البطولة التي أصبح عُمرها 51 عاماً وكتبت اسماء نجومها الأفذاذ بأحرفٍ من ذهب حيث الدخول بعالم كرة القدم عبر بوّابة التعريف الأمثل لبطولة كانت أشبه بميزان يفصل بين هذا المنتخب أو ذاك، لا بل إنها أصبحت المقياس الحقيقي للمستويات المتطوّرة أو تلك الساعية للتطوّر!
وهنا لابد من أن نطالب لِمَن يُفترض أن يُبرهن للجميع أن الوطنية الحقيقية هي أن تقف الى جانب الوطن في امتحانٍ أقرب لأن يكون شعاره "أكون أو لا أكون" وكلٌ حسب موقعهِ!
أقول.. عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان.. رسالتي في المقال هذا، اختصرتها بكلمتين عنواناً .. "موعدنا.. البصرة" لأنني على ثقة تامة أن البصرة ستحلّق بعرسها وترتقي بطريقتها.
وهنا أجد من الضروري أن يتم تشكيل لجان مركزية تعمل بالتنسيق مع محافظة البصرة ووزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم ونقابة الصحفيين العراقيين وأن تنبثق عنها فرق عمل بغية تحقيق الأهم وهو إيصال صوت العراق خليجياً وحتى عالمياً بحق الاستضافة أولاً لبطولة خليجي 25 مع ضرورة التأكيد على أهمية رفع الحظر الكُلي عن الملاعب العراقية، دون الوقوف فقط عند ملف الرفع الذي شمل البصرة وأربيل وكربلاء قبل عامين!
ووفقاً لما هو مُتاح فإن المطالبة الجادة تبدأ بدعوة أهل الخبرة والنفوذ التأثير من رياضيين نجوم أولاً وقامات وشخصيات إعلامية ورموز عامة لديهم القدرة على التثقيف باتجاه تعريف الناس بضرورة التعاون بهدف تحقيق الانجاز الفعلي الذي يضع العراق في أولويات إنجاحه من خلال ما يتم كتابته في مواضيع وحوارات ومقالات ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي والمنصّات المهمّة وتسخير كل الإمكانيات وما هو متوفر في القنوات الفضائية من أجل الارتقاء الواقعي صوب مرحلة تعزيز الثقة برسالة الاستضافة ورفع الحظر شريطة أن يوضع اسم العراق فوق كل الاعتبارات!
نعم.. سبيلنا اليوم في الوصول لمبتغى الحصول على الحق الطبيعي للعراق هو مترابط بين الجميع ونتعاضد بين الأطراف لأن الهدف هو خدمة وطن ورفع مكانته الى أعلى المستويات وأرفع الدرجات وإظهار الوجه الحقيقي في مدينة البصرة حيث الموعد المنتظر بعد أيام في ايصال رسالة الاستضافة وعودة الأزرق الكويتي الى الديار في مباراة (ديربي) خليجي بحت طال انتظارها لعقود وسترسم بالتأكيد صورة ناصعة لقادم أبهى.