اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا الإمارات؟

العمود الثامن: لماذا الإمارات؟

نشر في: 20 يناير, 2021: 11:06 م

 علي حسين

قارئ عراقي كتب تعليقاً على أحد مقالات "العبد الفقير لله" يسألني: لماذا أنا مهتم بتجارب الشعوب، وأعيد وأصقل بتجربة سنغافورة وكوريا الجنوبية والإمارات العربية واليابان وأضيف إليها اليوم الدنمارك والنرويج وإيسلندا؟، وسيكون جوابي كالمعتاد أن مهمة الصحفي هي أن ينبه إلى المدى الذي يمكن أن يصل إليه المسؤول حين يقرر أن يتفرغ للبناء وتطوير الأوطان.

أعرف جيداً أن الكثير من القرّاء الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من الترف، لكنك ياعزيزي القارئ عندما تعرف أن العراق عام 1971 كان مؤملاً له أن يكون بلداً مثل اليابان أو ألمانيا لوفرة أمواله وعقول أبنائه ، وبدلاً من أن يهتم قادتنا الأشاوس بالبناء والعمران انشغلوا بالحروب ، في العام نفسه واعني به عام 1971 قرر الراحل الشيخ زايد تأسيس الإمارات العربية، وبعد خمسة عقود تحولت الإمارات إلى واحة من الجمال وورشة للعمل والسعادة، فيما لا يزال العراق يعتبر تبليط شارع إنجازاً ثورياً لا بد من أن يتصدر الصحف ووكالات الأنباء .

نعم ياعزيزي، يستحق الأمر منا أن نلتفت لتجارب الشعوب، لأننا سوف نعرف مدى الفرق بين بناء ناطحات سحاب، وبين دولة تعجز عن رفع النفايات، صرفنا مئات المليارات من أجل أن نثبت للعالم أننا نعشق "السيادة"، لكننا في الوقت نفسه حرمنا المواطن البسيط من أن يتمتع ولو بشيء بسيط من الرفاهية الاجتماعية . نتحدث عن تجارب الحكومات التي أشاعت نظام الكفاية لكل المواطنين.. مع شعار الحق في الرفاهية والسكن والصحة والتعليم. في الوقت الذي ما نزال نستمع إلى الأخبار التي تطالبنا بشد الأحزمة وإعلان التقشف، وفي نفس الوقت الذي تضع الإمارات نفسها على سلم الدول الأكثر دخلاً للفرد، ننتظر في بلاد الرافدين الإعلان عن توزيع الرواتب باعتباره شارة نصر تحققت لهذه البلاد. 

اليوم تقاس رفاهية البلدان بما تقدمة لمواطنيها ، وحين تتربع الامارات على عرش السعادة في البلدان العربية بينما العراق ينافس ليبيا في سلم القائمة ، فهذا يعني ان عليك عزيزي القارئ ان تعيد النظر في مفاهيم الحكم ، فلم تعد الدول تتباهى بالصواريخ العابرة للقارات ولا بالشعارات الثورية ، فقد انتصرت في النهاية بلاد صغيرة اسمها فنلندا لا تزال منذ سسنوات تتربع على عرش البلدان الاكثر سعادة .

خلال نصف قرن تحولت الإمارات إلى ورشة عمل وبناء، وحققت النجاح دون خطب رنانة، ، وخلال نصف قرن غطت الأبراج العالية رمال الصحراء، وخلال نصف القرن أيضا تحول العراق من أغنى بلد نفطي إلى دولة تمارس الصمت على القصف التركي لأنها بحاجة إلى قرض من أنقرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

 علي حسين تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب " البطران " هو الاجتماع الأخير الذي عقده الإطار التنسيقي ، وفيه أصدر أمراً " حاسما "...
علي حسين

قناطر: الجامعة العراقية وفخرية الدكتوراه لضياء العزاوي من لندن

طالب عبد العزيز تنهدم البلدان بتخليها عن تقاليد شعوبها، وقد أثبتت التجارب في المجتمعات العريقة المحتفظة بتقاليدها أنَّ ذلك هو الصواب. ولسنا في وارد الحديث عن التقاليد، أيِّ تقاليد إنما ما هو حياتيٌّ، ونبيلٌ،...
طالب عبد العزيز

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

د. اسامة شهاب حمد الجعفري يحتل قانون الاحوال الشخصية في حياة الفرد مركزا حساساً لارتباطه ارتباطاً وثيقاً بتنظيم حياته الاسرية وتعلقه بمعتقدات الفرد ومركزه الاجتماعي. فمن الطبيعي جداً ان تتجاذبه الاراء خاصة وانه اضاف...
د. اسامة شهاب حمد الجعفري

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

د. طلال ناظم الزهيري في عالم محكوم بالصراع والتنافس، تظهر مفاهيم وممارسات جديدة تقود هذا التنافس وتتحكم في إيقاعه لصالح طرف أو آخر. واليوم، ومع المد الجارف لمواقع التواصل الاجتماعي ودورها المؤثر في تشكيل...
د. طلال ناظم الزهيري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram