TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من قتل علي وعمر؟

العمود الثامن: من قتل علي وعمر؟

نشر في: 23 يناير, 2021: 10:48 م

 علي حسين

في حادث محزن مثل حادث تفجير ساحة الطيران، يصر بعض الذين لا يحبون هذا الوطن على استدعاء النعرة الطائفية ليقولوا للمواطن المسكين إن هذه التفجيرات يقوم بها السنة ضد الشيعة، وهو منطق لا يختلف كثيراً عن منطق داعش الذي يروج لأكذوبة اضطهاد السنة من قبل الشيعة.

في كل حادثة يتعرض لها هذا الوطن، يتم استدعاء الطائفية، ليقولوا للعراقي عليك أن تحتمي بطائفتك فهي وحدها المنقذ، في كل مرة نجد من يفتح لنا مهرجان الطائفية، حيث يصعد الانتهازيون على المسرح، بطبولهم، يعزفون ويهتفون في هستيريا. اليوم الكل صار يتفنن في بثّ سموم الطائفية، ليجعلوا منا أقواماً كسيحة وفقيرة وعاجزة، تتلفت حولها، تتوجس من جارها، وتخشى مصافحة الآخرين لأنهم لا ينتمون إلى نفس الطائفة.

جميع الذين بثوا سمومهم الطائفية على مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال الفضائيات كانوا للأسف "صمٌ وعميٌ" فلم يشاهدوا أو يسمعوا الأب الذي كان يصرخ "علي .. عمر"، بحثاً عن فلذتي كبده، بعد ان خطفتهما يد الإرهاب ، مثلما أراد دعاة الطائفية أن يخطفوا استشهاد أكثر من 30 مواطناً من أجل مزايدات سياسية رخيصة.. ومثلما ارتكب تنظيم داعش الارهابي جريمة قتل علي وعمر ومعهم العشرات من شهداء ساحة الطيران ، ارتكبت ابواق الطائفية جريمة لا تقل خسة ونذالة للتفرقة بين الشهداء .

هؤلاء الذين يصرخون في الفضائيات من اجل الطائفية ، هم ايضا كانوا يحرضون ضد شباب التظاهرات في بغداد والناصرية والنجف، وفاتهم أن كواتم الأحزاب لم تفرق بين شيعي وسني، حيث تساوى عندها هشام الهاشمي مع علاء مجذوب، هؤلاء الذين حاولوا أن يشيطنوا الاحتجاجات، كانوا يوجهون سهامهم إلى شباب الناصرية والنجف ويطالبون بالقصاص منهم .

مشعلوا الحرائق، هم أصحاب تسمية "الجوكرية" لشباب تشرين، وهم أنفسهم الذين شمتوا بشهداء الاحتجاجات وصفقوا حين كانت أجهزة عادل عبد المهدي تصطاد الشباب بالرصاص، ليظهروا الوجه الحقيقي لحقدهم على كل شيء عراقي.

استدعاء الطافية لإهانة شهداء ساحة الطيران، ليس اجتهاداً فردياً، بل هو عملية منظمة لإخراس أي صوت ينادي بدولة المواطنة.

اليوم هناك من يقدم حياته ثمناً لكي يعيش العراق بأمان واستقرار، ولكن هناك من يتنكر لهذه البلاد، ومن يصر على إهانتها، وأخيراً هناك من يفرح وهو يرى أحزمة داعش تلتهم أجساد الفقراء من أجل أن يبث ان يقبض ثمناً تحريضه الطائفي .

اليوم أصبحنا نرى كتاب ومدونين وبرلمانيين يستخدمون الورقة الطائفية لإقصاء خصومهم وللتحريض ضدهم ، أحزاب وتجمعات تسخر من الوطنية وتعتبرها عارًا، فيما يطالب البعض بتهديم مدن بأكملها ، لانها من مكون آخر ، لا يتنمي اليه مشعلوا الطائفية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram