اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: السقوط علامة مجالس المحافظات!

العمود الثامن: السقوط علامة مجالس المحافظات!

نشر في: 26 يناير, 2021: 10:41 م

 علي حسين

الأحزاب التي تريد أن تصطاد الناخب بشعارات عن الدولة المدنية، أو تحث الخطى نحو تشكيل واجهات بأسماء أخرى، ما رأيها في مهرجان إعادة مجالس المحافظات؟.

لانزال نعيش في بلاد ساستها مرضى بشيء اسمه الكرسي، كان علينا أن ننتظر مجلس النواب ليعلن فشل مجالس المحافظات، وأنها غير صالحة للاستخدام البشري، ولم تجلب للمواطن سوى الخراب، وقرارات "قرقوشية"، تريد ان تدخل التاريخ من بوابة الفضيلة والإيمان المزيف ، ومقايضة عوز الناس ومعاناتهم، بأنهار من الوعود الكاذبة .

في كل ظهور لأحد نوابنا "الأشاوس" أسال نفسي: لماذا تزدهر مدن العالم، فيما تتراجع أقضية ونواحي تغفو بيوتها العتيقة على بحيرات من الثروة؟ لأن أحداً لم يقرأ ذلك التعريف الجميل الذي وضعه صاحب التاريخ الحميم للإنسانية، تيودور زيلدن "أما الوطن فهو المسكن الذي لا يشترط فيه تفضيل مصالح الساسة على مصالح الناس… لا وطن في حالة النفاق والرياء..".

سيقول البعض كلاماً كثيراً عن الإمبريالية وتعطيل عملية البناء والمؤامرات الخارجية، وسيل من المفردات الثورية التي تنبئ بأن جهداً مراوغاً يُبذل لإعادة إنتاج نظرية جديدة تتحول فيها حقوق الناس إلى "مِنّة" يتفضل بها المسؤول، وأن هناك أصواتاً تنشط هذه الأيام في محاولة تثبيت نغمة "الدفاع عن حقوق الفقراء"، في الوقت الذي يعلم الجميع أن هؤلاء أول من سلب من فقراء بغداد والبصرة والأنبار وصلاح الدين والناصرية، حقهم في العيش بكرامة وطمأنينة، والأهم حقهم في التمتع بثروات بلادهم.

في كل يوم وأنا أتطلع إلى وجوه فقراء بلادي، لم أرَ سوى علائم الأسى والقهر، وجوه تخاف من الغد، فيما على مقربة منهم مدن تقطع المسافات من عصر إلى عصر، في قطار مذهب اسمه الاستقرار والعمران.

كان والد الخطيب البغدادي تاجراً وأراد لابنه أن يواصل مهنة الأجداد، لكن صاحبنا انصرف إلى الكتب والتأليف والكتابة، وأشهر ما ترك لنا نحن أبناء الرافدين كتابه الموسوعي "تاريخ بغداد"، وفيه يسلط الضوء على هذه المدينة، التي ملأت الدنيا حكايات، وشغلت الناس بأخبارها، خطر لي كتاب البغدادي وأنا ارى البعض من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يدافعون عن مسول فاسد او سياسي انتهازي. ظل صاحب تاريخ بغداد يصر على أن كل نزاع بين الولاة والسلاطين كان يأخذ صفة الدفاع عن القانون وسلامة الناس، حيث استمر الدفاع عن القانون عقوداً حتى وجدنا ساسة ومسزلين يصرّون على أن يأخذوا القانون معهم إلى القبر. سيردّ القارئ: إنك تفكر في دول على شاكلة سنغافورة والامارات والنرويج ونحن بلاد علّمنا العالم، القانون وقبله الكتابة. ايها السادة اليوم نحن بحاجة الى مسؤول يعترف ان عصر مجالس المحافظات يجب ان ينتهي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

 علي حسين تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب " البطران " هو الاجتماع الأخير الذي عقده الإطار التنسيقي ، وفيه أصدر أمراً " حاسما "...
علي حسين

قناطر: الجامعة العراقية وفخرية الدكتوراه لضياء العزاوي من لندن

طالب عبد العزيز تنهدم البلدان بتخليها عن تقاليد شعوبها، وقد أثبتت التجارب في المجتمعات العريقة المحتفظة بتقاليدها أنَّ ذلك هو الصواب. ولسنا في وارد الحديث عن التقاليد، أيِّ تقاليد إنما ما هو حياتيٌّ، ونبيلٌ،...
طالب عبد العزيز

مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.. في المنطق القانوني

د. اسامة شهاب حمد الجعفري يحتل قانون الاحوال الشخصية في حياة الفرد مركزا حساساً لارتباطه ارتباطاً وثيقاً بتنظيم حياته الاسرية وتعلقه بمعتقدات الفرد ومركزه الاجتماعي. فمن الطبيعي جداً ان تتجاذبه الاراء خاصة وانه اضاف...
د. اسامة شهاب حمد الجعفري

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

د. طلال ناظم الزهيري في عالم محكوم بالصراع والتنافس، تظهر مفاهيم وممارسات جديدة تقود هذا التنافس وتتحكم في إيقاعه لصالح طرف أو آخر. واليوم، ومع المد الجارف لمواقع التواصل الاجتماعي ودورها المؤثر في تشكيل...
د. طلال ناظم الزهيري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram