إياد الصالحي
ودّع مسؤولو وزارة الشباب والرياضة والهيئة التطبيعية لاتحاد كرة القدم بعثة الكويت نهاية الأسبوع الماضي عقب اختتام العرس الكروي الودّي في ملعب المدينة الرياضية بالبصرة، وألسنة الأشقاء تردّد عبارات الثناء على حرارة اللقاء، ودفء مشاعر العراقيين، وتأكيدهم على استحقاق البصرة تنظيم خليجي25 بتفاؤل كبير لن يَخيب في ظلّ استشعارهم وملامستهم وقائع ما أنجزته ملاكات الوزارة والاتحاد لإقامة أفضل نسخة في تاريخ البطولة حسب ادعاءاتهما.
وبالرغم من دفاعنا عن حق العراق في تضييف بطولة كأس الخليج في البصرة، لا مناص من تذكير مسؤولي الوزارة والاتحاد بالقناعة الراسخة لمن تابع ملفّ بلدنا منذ الدورة العشرين في اليمن عام 2010 حتى الآن، تفيد بأن قرار التنظيم يبقى مؤجّلاً حتى لو كتبت اللجنة التفتيشية تقريرها بانطباع واثق من اكتمال استعدادات ملاعب البصرة وفنادقها للبطولة، فخلاصة زيارتها في كفّة وحسم الاتحاد الخليجي الموضوع في كفة أخرى! وتكرّر هذا السيناريو الى درجة يأس أهالي البصرة أنفسهم من توالي سحب الملف وعدّوا الأمر بمثابة ضربة موجعة لأمانيهم في التسامر مع إخوانهم على ضفاف شط العرب بعد أربعة عقود من تبغدد الخليجيين، على هامش خليجي5 ، بسهرات حتى الفجر في حدائق (ابو نؤاس) المحاذي لنهر دجلة الخالد.
مَلمَح السيناريو السادس الصادم كشف عن سطره الأول بغموض قرار تأجيل زيارة اللجنة التفتيشية للاتحاد الخليجي لمدينة البصرة برغم جاهزية تأشيرات وفدها دون تأثره بملابسات تأخيرها من قبل الهيئة التطبيعية، ثم جاء تقرير موقع (الخليج أونلاين) أمس الأول الجمعة التاسع والعشرين من كانون الثاني الجاري، متسائلِاً إن كان حلم العراقيين سيؤجَّل هذه المرّة أيضاً؟ منفرداً بتصريح لمصدره أكد "أن البطولة الخليجية قد لا تقام في مدينة البصرة، برغم قرار الاتحاد الخليجي للعبة الذي أتخذه في هذا الشأن، أواخر تشرين الثاني 2019، وزاد المصدر في الشكِّ بقوله "الأمر سيبقى قيد النقاش حتى قبل أشهر قليلة من انطلاق البطولة المقرّرة إقامتها في كانون الأول 2021 أو كانون الثاني 2022! ثم ختم تصريحه بإشارة مُهمّة ربما كانت بيت القصيد إلى أنه لا يُستبعد إقامة كأس الخليج في قطر أو السعودية أو الكويت احتفاءً بالمصالحة الخليجية.
نقطتان جديرتان بإثارة الاهتمام حول ملف البصرة، الأولى تصريح الأمين العام للاتحاد الخليجي لكرة القدم، جاسم الرميحي، للموقع ذاته بأن الأمور سوف تتّضح بعد اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد، والمقرّر عقده في التاسع من شباط المقبل! ما يعني أن اتحاده يُجهّز بياناً مُهمّاً بشأن البطولة 25 وإلا من المفترض أولاً أن يتسلّم تقرير لجنة التفتيش ليتخذ في ضوئه الموافقة من عدمها، في حين أن مجريات الحدث تؤكّد صعوبة تواجد اللجنة خلال الأيام التسعة المقبلة، والثانية تأكيد وزير الرياضة عدنان درجال للزميل حسين البهادلي مقدم برنامج (الكابتن) من شاشة العراقية الرياضية مساء الثلاثاء يوم 26 كانون الثاني الحالي، أن ملعب الميناء الأولمبي بسعة 30 الف متفرّج والذي سيحتضن مباريات البطولة مناصفة مع ملعب (جذع النخلة) لن يكون جاهزاً قبل تموز المقبل! فكيف جاهرنا طوال السنين الماضية بحملات إعلامية تفتقد الحقائق الموجعة بأن منشآت البصرة متاحة لاستقبال ضيوف الخليج؟ ألا يُعزّز اعتراف الوزير أحذار الاتحاد الخليجي من منح البصرة موافقة منقوصة عطفاً على إهمال ملعب أساسي ضمن منشآت البطولة بهيكل فارغ على مدى تسع سنوات؟!
باتت المصارحة بكل شفافية مطلوبة بين مسؤولي ملف خليجي البصرة 25 المحلّيين ممثلين بوزارة الرياضة ومجلس المحافظة واتحاد اللعبة، وبين نظرائهم في الاتحاد الخليجي لكرة القدم قبيل اجتماع الدوحة 9 شباط المُرتقب لتعزيز مصداقية الوعود لكلا الطرفين، ودراسة تأثير الروزنامة الكروية الإقليمية والقارية والدولية في الربع الأخير من العام الجاري على تنظيم خليجي 25 بموعدها، وأهمّها بطولة كأس العرب FIFA التي ستقام من 1 إلى 18 كانون الأول 2021 على ملاعب كأس العالم في قطر، وكذلك تقديم الحلول البديلة للنسخة 25 بعيداً عن مبرّرات مخاطر الجائحة والوضع الأمني اللذين تشكّل سلامتهما دعامتين قويتين في تقييم لجنة التفتيش، فملايين العراقيين يأملون من الاتحاد الخليجي أن يتعامل مع طموحاتهم بواقعية ويُطلق لهم وعداً ضامِناً يُخرجهم من متوالية الأحلام التي غدت مُدعاة للسخرية والتهكّم في الشارع العراقي والبصري على وجه الخصوص!