TOP

جريدة المدى > محليات > تراجع أعداد الجاموس في العراق.. ومختصون يتحدثون عن الأسباب

تراجع أعداد الجاموس في العراق.. ومختصون يتحدثون عن الأسباب

نشر في: 1 فبراير, 2021: 10:40 م

 ذي قار/ حسين العامل

كشف مكتب الاتحاد الدولي لمربي الجاموس في العراق ومختصون في بيئة الاهوار يوم أمس، عن تراجع كبير في اعداد الجاموس خلال الاعوام الخمسين المنصرمة.

وفيما اشاروا الى تراجع تلك الاعداد من مليون رأس في سبعينيات القرن المنصرم الى 300 الف رأس في الوقت الحاضر، دعوا الى تبني برامج علمية لتنمية الثروة الحيوانية في العراق وانشاء مدارس حقلية وجمعيات تعاونية لمربي الجاموس.

وقال مدير مكتب الاتحاد الدولي لمربي الجاموس في العراق الدكتور خالد الفرطوسي لـ(المدى) ان "البيانات الرسمية المعتمدة في وزارة الزراعة تشير الى وجود اكثر من 300 الف رأس جاموس في العراق"، واضاف "فيما تشير احصائيات سبعينيات القرن الماضي الى وجود ما يقرب من المليون رأس جاموس في العراق وهذا يشكل تراجعاً كبيراً".

واردف الفرطوسي ان " قطاع تربية الجاموس واجه ويواجه تحديات كبيرة وكثيرة ادت الى تراجع اعداد الجاموس مقارنة بأعدادها قبل 50 عاما"، منوها الى ان "التراجع الحاصل ناجم عن جملة من المتغيرات البيئية والاقتصادية وضعف الدعم الحكومي ناهيك عن تجفيف الاهوار في تسعينيات القرن الماضي وتوجه مربي الجاموس الى مهن اخرى اكثر راحة من معاناة تربية الجاموس".

واشار مدير مكتب الاتحاد الدولي لمربي الجاموس الى ان "نسبة اعداد الجاموس في مناطق الاهوار والمحافظات الجنوبية الثلاث (بصرة، ذي قار، ميسان) تشكل 65 بالمئة من قطعان الجاموس في البلاد"، مؤكدا "انعكاس ضعف الدعم الحكومي سلبا على تنمية الثروة الحيوانية ولاسيما تربية قطعان الجاموس".

وعن امكانية النهوض بقطاع تربية الجاموس قال الفرطوسي ان "العديد من المختصين في مجال تنمية الثروة الحيوانية ولاسيما العاملين في مكتب الاتحاد الدولي لمربي الجاموس قدموا للجهات الحكومية المعنية العديد من الدراسات وعقدوا مؤتمرات وندوات وطرحوا جملة من الافكار والبرامج لتنمية قطعان الجاموس"، واضاف ان "كل ما تم طرحه يمكن ان يكون مفتاحا للحل لو كانت هناك جدية وتوجه حقيقي لتطوير وتنمية هذا القطاع ليكون موردا اقتصاديا مهما".

واوضح مدير مكتب الاتحاد الدولي لمربي الجاموس ان "العالم اخذ يتبنى برامج للتحسين الوراثي والتلقيح الصناعي والعليقة المتميزة والسائل المنوي المحدد للجنس وغيرها من البرامج العلمية المهمة التي من شأنها ان تنهض بالثروة الحيوانية وتعمل على تطويرها"، مشيرا الى ان "مثل هذه البرامج اثبتت نجاحها في تجارب كل من باكستان وايطاليا والهند ومصر وايران وستثبت نجاحها لو تم تطبيقها في العراق".

وشدد الفرطوسي على "أهمية انشاء معامل للحليب ومشتقاته ومعامل للأعلاف فضلا عن الاهتمام بإدارة هذا القطاع عبر تكليف اصحاب الاختصاص العلمي بإدارته وتنفيذ برامج تطويره كونه ما زال يفتقر للإدارة العلمية". مشيرا الى ان "مكتب الاتحاد الدولي لمربي الجاموس طرح منذ مدة ليست بالقصيرة برنامجا لاستحداث جمعيات خاصة بمربي الجاموس أو ما يسمى بالمدارس الحقلية على مستوى القرية أو الناحية والقضاء لتشكل دعامة اساسية لمربي الجاموس عبر التنسيق مع الدوائر والجهات الحكومية المعنية".

وكشف مدير مكتب الاتحاد الدولي لمربي الجاموس عن ان "مجلس الوزراء شكل لجنة بهذا الصدد عام 2019 بناء على التوصيات المرفوعة من مؤتمر تنمية قطاع الجاموس الذي عقد خلال الاعوام المنصرمة".

وعن مخاطر الامراض التي تهدد قطعان الجاموس قال مدير مكتب الاتحاد الدولي لمربي الجاموس ان "قطاع تربية الجاموس بحاجة الى دعم اكبر في المجالات كافة ولاسيما في مجال الاعلاف والخدمات البيطرية وذلك لإنقاذ القطعان من الامراض والهلاكات وتجنب الاضرار والخسائر التي تلحق بالمربين والاقتصاد الوطني"، واضاف ان "ما يؤسف له ان نرى تراجعا في تنمية قطاع الجاموس في العراق الذي يعتبر الموطن الاصلي للجاموس في حين نشهد تطورا كبيرا في دول حديثة العهد والتجربة في تربية الجاموس".

واوضح مدير مكتب الاتحاد الدولي لمربي الجاموس ان "الرموز في الآثار السومرية تشير الى ان تربية الجاموس في العراق كانت موجودة قبل اكثر من 6 آلاف عام في حين مازلنا نتحدث اليوم عن كيفية تنمية هذا القطاع"، داعيا الى "ايلاء المزيد من الاهتمام الحكومي لمجال تربية وتنمية الثروة الحيوانية ولاسيما قطعان الجاموس".

وبدوره قال المدير الاقليمي لمنظمة طبيعة العراق المهتمة بمناطق الاهوار في جنوبي البلاد المهندس جاسم الاسدي ان "تربية الجاموس تشكل أهم نشاط اقتصادي لعرب الأهوار وهي تعبر عن ثقافة وسلوكيات حياة متوارثة منذ زمن السومريين حيث تحفل الرقم الطينية بتفاصيل مشاهد ماتزال يتوارثها جيل بعد جيل منذ آلاف السنين"، واضاف ان "البيئة الاهوارية حفلت خلال أكثر من ثلاثة عقود بمتغيرات عديدة منها التصحر خلال سنوات التجفيف المريرة في تسعينيات القرن الماضي التي أدت إلى هجرة مربي الجاموس وفقدان 90% من قطعانهم، وشحة المياه التي ألمت بالأهوار في أعوام 2009، 2015 و 2018 والتي أضرت كثيرا باقتصاديات مربي الجاموس ومجتمعاتهم المحلية".

وتابع الاسدي ان "مربي الجاموس عانوا كثيراً ما بعد 2003، من حيث عدم وجود البنى التحتية في قلب الأهوار كالمدارس والمراكز الصحية والبيطرية، ومياه الشرب. وكذلك تشظي العوائل نتيجة تلك الأسباب، وتغيير المكان باستمرار لتغيير الظروف البيئية"، واردف "لكن أشد ما يعانيه هذا القطاع هي سنوات شحة المياه وارتفاع ملوحتها الى مستويات غير مسبوقة".

واشار المدير الاقليمي لمنظمة طبيعة العراق الى ان "مواسم شحة المياه وانخفاض مناسيبها في مناطق الاهوار غالبا ما تتسبب بارتفاع ملوحة المياه وهو ما يضطر مربي الجاموس الى نقل المياه بالزوارق لمسافات تزيد على 30 كيلومترا وبناء احواض من الكونكريت للاحتفاظ به"، واضاف "كما ان قلة دعم اسعار الأعلاف من قبل الجهات المعنية وارتفاع أسعارها خاصة في مواسم الشتاء تشكل عبئاً على دخل المربين".

واكد الاسدي "افتقار المناطق المعروفة بتربية الجاموس الى صناعات تحويلية غذائية ومراكز تجميع حليب مبردة تساهم في رفع قيمة المنتج وزيادة الدخل اليومي لهذه الشريحة المهمة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الحديقة العامة في السليمانية.. نقطة استراحة وتجمع للعمالة الآسيوية
محليات

الحديقة العامة في السليمانية.. نقطة استراحة وتجمع للعمالة الآسيوية

 السليمانية/ سوزان طاهر   الحديقة العامة أو كما يعرف باللغة الكردية "باخي كشتي" والتي تقف في بداية شارع سالم في السليمانية، هي نقطة التقاء، ومحطة استراحة للمواطنين، الذين يزورون أسواق المدينة، ويتواعدون مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram