علاء المفرجي
بات حضور الشركات والاستوديوهات الكبرى التي عرفت بها هوليوود تاريخياً، وحضورها السينمائي، في إنتاج الأفلام والدخول الى حلبة الجوائز الأميركية بشكل خاص، مهدداً، والسبب هو جهة لم تدخل حلبة المنافسة على هذا الأمر إلا قبل بضع سنوات، وهي ببساطة (نتفليكس)..
هذه الشركة بَنت سمعتها في البداية على نظام الاشتراك الشهري، وإمكانية تأجير غير محدودة بدون تواريخ إستحقاق، ولا رسوم تأخير، لتنتهي الى وصول عدد المشتركين إلى نحو 204 ملايين مشترك بنهاية 2020، وبلوغ إيراداتها 25 مليار دولار العام الماضي مقارنةً بـ 20 مليار و150 مليون في 2019 كما ارتفع سعر سهمها المدرج في بورصة ناسداك بنحو 48 % خلال سنة.
ونتفليكس هي شركة ترفيهية أميركية أسسها ريد هاستنغز ومارك راندولف في 29 آب 1997، متخصصة في تزويد خدمة البثّ الحي والفيديو حسب الطلب وتوصيل الأقراص المدمجة عبر البريد. لكن في عام 2013، توسعت شركة نتفليكس بإنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية، وتوزيع الفيديو عبر الإنترنت. واعتباراً من 2017، اتخذت شركة نتفليكس مدينة لوس غاتوس، كاليفورنيا مقراً لها. وفي عام 2016، باتت الشركة توفر خدماتها حول العالم في أكثر من 190 دولة. تتوفر خدمة نتفليكس في الوطن العربي (ما عدا سوريا بسبب العقوبات الأميركية) بواجهة مستخدم عربية مع إمكانية تشغيل الترجمة العربية للأفلام والمسلسلات. توسعت الشركة عالمياً لتوفر خدماتها في كندا في عام 2010 واستمرت بتوسيع خدماتها عالمياً؛ في كانون الثاني في عام 2013، اتجهت نتفليكس نحو مجال صناعة الأفلام والمسلسلات، وبدأ عرض أول مسلسل أصلي تقدمه الشركة "بيت من ورق". بعدها ازداد عدد البرامج الأصلية التي أنتجها نتفليكس من الأفلام، المسلسلات، البرامج الوثائقية، وعروض الستاند أب كوميدي. وأطلق نتفليكس حوالي 126 عملاً أصلياً في عام 2016، أكثر من أي شبكة أو قناة كابل تلفزيونية.
وتعتبر نتفليكس من أنجح مشاريع المواقع الألكترونية، ففي أيلول 2002، ذكرت الصحف بأن نتفلكيس أرسل حوالي 190,000 قرصاً مدمجاً يومياً إلى 670,000 مليون مشترك شهرياً. وأرتفع عدد مشتركي نتفليكس من مليون مشترك في الربع الرابع من عام 2002، إلى حوالي 5.6 مليون مشترك في نهاية الربع الثالث من عام 2006، ليصل إلى 14 مليون مشترك في آذار 2010. كان النمو السريع لشركة نتفليكس مدعوماً بالانتشار السريع لمشغلات الأقراص المدمجة في المنازل الأميركية؛ في عام 2004، وصل عدد المنازل الأميركية التي تمتلك مشغل أقراص إلى ثلثي منازل الولايات المتحدة. استثمر نتفليكس في نجاح انتشار الأقراص المدمجة وتوسعها في المنازل الأميركية، ودمج بين إمكانيات الإنترنت والتجارة الألكترونية لتقدم الخدمات ودليل الأفلام التي لا يمكن أن تنافسها محال تأجير الفيديو.
وآخر صولة لهذه الشركة هي الاستحواذ على أغلب ترشيحات "جائزة اختيار نقاد الأفلام" أو Critics Choice Awards عن الأفلام المرشحة للفوز بجوائز العام 2021 التي تعد من أهم التوقعات للفوز بجوائز الأوسكار في نيسان المقبل.
فقد جاء فيلم (مانك) على رأس هذه القائمة حيث حصل على 12 ترشيحاً وهو من إنتاج نتفليكس والتي حصلت هذا العام على 46 ترشيحاُ لفئة الأفلام، و 26 ترشيحاً لفئة الإنتاج التلفزيوني، ما يصل إلى 72 ترشيحاً ، وهو رقم قياسي لم تصله أي شركة إنتاج سينمائي من قبل، وجاءت بعد نتفلكس شبكة HBO التي تعد حديثة نسبياً أو بالمقارنة مع تاريخ تأسيس الشركات الكبرى، في المرتبة الثانية بـ 24 ترشيحاً عن فئة الأفلام والتلفزيون، تليها استوديوهات أمازون التي حصلت على 18 ترشيحاً، فيما حصل استوديو
A24 على المرتبة الثانية من فئة الأفلام الأكثر ترشيحاً بـ 14 ترشيحاً.
والمعروف أن الإغلاقات التي يشهدها العالم قد أسهمت في ارتفاع نسبة المشاهدة وعدد المشتركين، فهل يستمر الإقبال على نتفليكس بعد زوال تداعيات جائحة كورونا ؟.