عمــار ســاطع
إذا كان البعض يعتقد أن نادي الطلبة الرياضي سيعيش في ربيع الأجواء في الفترة المقبلة، بعد خريف طاله لسنوات مضت، فأنه مخطئ تماماً، برغم أنني أكاد أجزم أن الطلبة النادي بمعية رئيسه الجديد صباح الكناني سيعيش في أحوال تختلف كُلياً عمّا كان عليه الحال في زمن الرئيس السابق علاء كاظم!
وحينما أعني أن الاختلافات تظهر بين الحقبتين، فأنني أذهب الى ما كان يواجهه النادي في تلك الفترة المليئة بالركود والكساد والخمول، بمقابل ما سيظهر عليه النادي من انتعاش تدريجي ستتضح ملامحه في المدة الانتقالية والتي من شأنها أن ترسم خارطة الطريق التي ينتهجها الرئيس المُنقذ والذي سَيدخل في (معمعة) لا أول لها ولا آخر!
ومن وجهة نظري فإن تصرّف صباح الكناني في الأخذ بيد نادٍ عانى ما عاناه مالياً وفنياً، بل وحتى من حيث الإهمال الذي طال البنى التحتية، أكاد أن اشبههُ بالخروج عن المألوف، مع التذكير أن ما حصل في المواسم المنصرمة للطلبة من تدهور في الأحوال وتراجع في النتائج وتذبذب في المستوى وإفلاس مالي واضح واخفاقات اقتربت من حدود الهبوط الى درجات أدنى بفريق الكرة، الذي شكّل لسنوات واجهة حقيقية أقترن اسمه بـ (الأنيق) كلّها ستكون عاملاً مهمّاً في إعادته الى حالته الطبيعية، واسترداد عافيته، لن تتم بين ليلة وضحاها، ولكن ستكون بشكل تدريجي وفقاً لطريق (خطوة ـ خطوةّ)!
لا أريد أن أذكر وأياكم، ما واجهه الطلبة، في حقبة علاء كاظم.. وأكتب عن شيء سجّله التاريخ عن رحلة النادي الذي شكّل ثقلاً مهمّاً في ميدان الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه التحديد، ولكنه أنتهى وأضحى من إطلال الماضي لحظة قرار علاء ترك النادي لصباح، وعلينا الآن جميعاً أن نُفكر بكيفية إصلاح ما أفسدته السنوات اللعينة، والطريق الأمثل في بناء هذا الصِرح وإعادة أمجاده وضمّ رموزه والارتقاء بحالته التي لا تسرّ أحّداً من محبيه!
أجَلْ علينا أيها الإخوة .. أن نُسهم في تحفيز نجومه في ترميم أوضاعه ونشجّع كل (طلّابي) بهدف توحيد الجهود والإصرار على تحقيق غاياته في الوصول الى الواجهة أولاً والبحث عن إنجاز ينهي الجدل فيما واجهه نجوم كبار ويعيد للنادي أسمه ومكانته من حيث الألقاب التي فقدها بسبب الظروف القاهرة التي بقي يعيش فيها نتيجة غياب الدعم أو تهميش أبنائه أو لسوء التخطيط الإداري الذي واجهها النادي منذ فترة طويلة، وبقي يئِن أمام جميع من يعرف قيمة ومكانة الطلبة النادي الكبير بإنجازاته وسمعته!
لن أجزم أن طريق صباح الكناني سيكون معبّداً وصولاً الى مُبتغاه، لكنني أضمن أن هذا الرجل سيكون مُصرّاً على ما جاء من أجله وهو إعادة هيكلة النادي بالشكل الأمثل الى جانب ما سيضعه من أولويات وركائِز يستعيد الطلبة عافيته من خلالها بعد قحط استمرّ لنحو عقد كامل من الزمن، وربّما سيكون من المُهم أن لا تستعجل جماهير الطلبة المُحبَّة على النتائج الإيجابية لأنها لن تكون سريعة وتنقل النادي من الإخفاقات المتلاحقة الى الانتصارات المنتظرة، إن المنطق يفرض نفسه على كل شيء، أوّلها أن فريق الكرة يعيش في أجواء المسابقة المحلّية، مثلما أن توفّر الأموال اللازمة ستكون العصب الحقيقي في انتشاله من وضعه الراهن، الى جانب الانسجام الذي يفترض أن يكون عاملاً فنّياً مؤثّراً على انتقالة الفريق من حالة الى حالة أخرى، وهو ما يتعلّق بمدرب الفريق المعروف حسن أحمد وملاكه الفني المساعد، فهو قادر على تحقيق أشياء إيجابية فنية بحتة!
أتمنى من المُنقِذ الجديد لنادي الطلبة، الذي سيعيش في فصلٍ جديدٍ من تاريخه الذي يمتدُّ الى عقودٍ ماضية، أتمنّى أن يفتح قنوات الاتصال مع أبناء الطلبة الحقيقيين لِيُعيد مَن يَرغب في تقديم المُساعدة ومدّ يدِ العَون له، كلٌ حسب عمله، إدارياً أو فنياً بهدف إنقاذه قولاً وفعلاً، مع التركيز على قضية الإصلاحات التي يفترض أن تكون حاضرة ضمن برنامج تصحيح المسار، وهو ما ننتظر أن يحدث على أرض الواقع !