TOP

جريدة المدى > محليات > يُريد إعادة الهيبة لعمّتنا النخلة..واسطي يجمع نوى التمر لغرسه ضمن مشروع مئة ألف نخلة

يُريد إعادة الهيبة لعمّتنا النخلة..واسطي يجمع نوى التمر لغرسه ضمن مشروع مئة ألف نخلة

نشر في: 14 فبراير, 2021: 10:33 م

 المدى / جبار بچاي

يسعى السيد سعد الموسوي، أحد أهالي محافظة واسط الى إعادة الهيبة لنخيل العراق الذي انهكته الحروب وأعمال التجريف التي قلصت مساحات البساتين وأعداد النخيل الى النصف، ويحاول الموسوي الوصول الى مئة ألف نخلة عن طريق غرس نوى التمر الذي راح يجمعه من العائلات التي تقوم بعمل المدكوكة مستغلاً موسمها هذه الأيام.

واختار الموسوي بعض المناطق المحاذية للطرق العامة في المحافظة لغرس النوى ومنها جزء من طريق كوت بغداد وكوت ميسان إضافة الى طريق كوت بدرة وبعض المساحات المتروكة في منطقة الشويجة الى الشرق من مدينة الكوت، مركز المحافظة .

يقول الموسوي في حديثه لـ ( المدى ) ، " تولدت الفكرة أثناء ذهابي على طريق كوت بدرة حيث توجد مساحات واسعة من الأراضي المتروكة والمهملة لم تُستغل لا من الدولة ولا من أصحابها المالكين فتبادر الى ذهني القيام بغرس نوى التمر لتكون تلك المساحات في المستقبل بساتين نخيل يمكن تطويرها."

وأضاف " الهدف من العملية إعادة الهيبة لعمتنا النخلة التي خسرت تاريخها نتيجة الحروب والصراعات التي مرّ بها البلد وتداعيات ذلك على البساتين خاصة في المناطق الحدودية إضافة الى عمليات التجريف التي طالت مساحات واسعة من تلك البساتين بعد تقطيعها وبيعها كأراضٍ سكنية خلافاً لكل القوانين وبعيداً عن الحساب."

مشيراً الى أن " مشروعه يهدف الى بلوغ مئة ألف نخلة في المستقبل من خلال غرس نوى التمر الذي راح يحصل عليه ويجمعه من العوائل وأصحاب المصانع المنزلية الصغيرة التي تقوم بعمل "المدكوكة" التي يكثر الطلب عليها في أيام الشتاء والتي أولى مراحلها إفراغ حبات تمر الزهدي من النوى، وهو الصنف الذي بدا إنتاجه فائضاً وتُصدّر كميات كبيرة منه الى الخارج."

وقال " قد تكون العملية مُتعبة بعض الشيء لأنها تعتمد على جهدي الشخصي فقط دون مساعدة الآخرين لكنني في الواقع ألمس متعة واستغلال وقت الفراغ في الزراعة ومحاكاة تلك الأرض الجرداء على أمل أن تكون واحات خضراء وبساتين نخيل وأشجار سدر ( النبق ) الذي بدأت أيضاً بتخصيص مساحات لها خاصة بعد توفر العوامل في المناطق التي اخترتها لتكون مهيأة كبساتين مستقبلاً خاصة منطقة الشويجة."

لا يتعمد الموسوي على معدات ثقيلة للعمل، فكل أدواته بسيطة جداً عبارة عن مجرفة يدوية صغيرة ومرشّة ماء صغيرة لغرض سقي النواة بعد غرسها، كما يقول موضحاً أن "بعض سكان المناطق القريبة تفاعلوا مع الفكرة وأخذوا يشجعونني على المضي بها وتعهد قسم منهم بمراحل السقي اللاحقة مع حماية المساحات التي تم غرسها من الماشية والدواب خاصة وإنها أراضٍ يتخذها البدو في بعض الأحيان مراعٍ لإبلهم وهم يتنقلون من مكان الى آخر ."

يؤكد الموسوي أنه " لن يتراجع عن مشروعه حتى لو تعرض الى الانتقادات أو السخرية أحياناً، فهو يؤمن بالحكمة التي تقول : زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون ، وهو مقتنع أن غرسه لنوى التمر يحتاج عدة سنوات ليصل مرحلة جني الثمار لذلك هو يزرع للمستقبل وللآخرين والأجيال القادمة التي يأمل منهم دعم خطواته والمحافظة على هذا النوع من الزراعة طالما أن الهدف من ذلك كله إعادة الهيبة لنخيل العراق وبساتينه التي كانت يوماً ما تحتل مساحات شاسعة وهي تحتوي أجود أصناف التمور التي كانت تُصدّر الى مختلف البلدان.

وشهدت بساتين النخيل في البلاد تدهوراً بدأ من النصف الثاني من عقد السبعينيات من القرن الماضي إثر تحول الأيدي العاملة المتخصصة بخدمة النخيل الى قطاعات أخرى شجع عليها سوق العمل، وزاد هذا التدهور خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي وما تلاه بسبب الحروب وتراجع مساحات البساتين التي كانت تشتهر بأصناف التمور مثل الزهدي والساير والخضراوي والحلاوي والخستاوي وهي أهم الأصناف التجارية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الحديقة العامة في السليمانية.. نقطة استراحة وتجمع للعمالة الآسيوية
محليات

الحديقة العامة في السليمانية.. نقطة استراحة وتجمع للعمالة الآسيوية

 السليمانية/ سوزان طاهر   الحديقة العامة أو كما يعرف باللغة الكردية "باخي كشتي" والتي تقف في بداية شارع سالم في السليمانية، هي نقطة التقاء، ومحطة استراحة للمواطنين، الذين يزورون أسواق المدينة، ويتواعدون مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram