TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: تراجع صادم للسلة واليد !

كلمة صدق: تراجع صادم للسلة واليد !

نشر في: 22 فبراير, 2021: 09:52 م

 محمد حمدي

لا أريد أن اتحدّث عن منتخبنا السلوي وظروف مباراته التي خسرها أمام الهند السبت الماضي، في الرمية الأخيرة من المباراة التي انتهت بنتيجة (81-78) ضمن منافسات النافذة الثالثة من تصفيات آسيا، التي تضيّفها العاصمة البحرينية المنامة لينهي مشواره التنافسي فيها.

وتعد هذه الخسارة الخامسة لسلة العراق، في التصفيات الآسيوية ، ولكن فقط أريد أن أذكر بكل ما كان يُقال قبل كل مباراة للتذكير فقط وليس عكس ذلك، فبعد كل خسارة يتحدثون عن المستوى الجيد الذي ظهر به المنتخب وإمكانية التعويض في المباراة المقبلة التي ستشهد تصحيح الأخطاء، ويحدث العكس بعد ذلك ونعود لنتجرّع الخسارة مرة أخرى بفارق نقطة نقطتين أكثر فالخسارة واحدة، لنعترف بذلك وليتسع صدر مسؤولي الاتحاد الذين ازعجهم تذمّر الجماهير والإعلام من الخسارة ووصفوه بألقاب ومسميات شتى.

ولكي لا أضيف على ما قيل ويقال من تحليلات انحت باللائمة على الاتحاد وإدارته وتبديل المدرّبين المستمر وقلّة الخبرة لدى بعض اللاعبين وتعثّر مباريات الدوري وعدم إقامة معسكرات ومباريات ذات قيمة كبيرة ، وإن كانت جميعها اسباب واقعية وتراسلنا الى ذات المبحث، ولكن المهم أن تستعيد سلتنا عافيتها سريعاً ويكون العلاج جذرياً.

كرة اليد تحت خط الفقر

تعد لعبة كرة اليد من الألعاب الجماهيرية في العراق بموازاة كرة السلة وكرة الطائرة وشهدت ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم تسجيل نتائج باهرة على مستوى الأندية والمنتخبات على المستويين العربي والآسيوي، ولكن سرعان ما انحدرت بحدة الى الأسفل فنياً وإدارياً ، وصولاً الى حالات الانقسام والتقاطع التي تعصف بها اليوم مع المشاكل الكثيرة التي تهددها بالمجمل.

الانقسام الحقيقي المناطقي ربما يشبه انقسامات الاتحادات الأخرى لدينا ولكنه يفوقها بالخطورة لأنه مشرعن في الخفاء ولا يمكن علاجه بسهولة، وبصورة أدقّ، الخلل الكبير في اللوائح والانظمة التي تخص الاتحادات واللجنة الاولمبية لأنها هي سبب تيسير جانب المنفعة الشخصية واستحواذ البعض على المناصب بطريقة أو بأخرى مع إبعاد وتهميش دور الهيئة العامة الحقيقية التي كانت تتكوّن من لاعبي ومدربي المنتخبات الوطنية وممثلي الاتحادات العربية والآسيوية والحكام الدوليين.

وظلّت الهيئة العامة محدّدة بالأندية فقط لخدمة مجموعة معينة، وهذا خرق فاضح أثمر عن أن أغلب الأندية صاحبة التاريخ في لعبة كرة اليد وخاصة اندية بغداد التي ألغت كرة اليد في أنديتها وهذا ما جاء من ضعف الاتحاد وعدم متابعة الأندية والوقوف معها ليخسر رصيده الكبير، وقد انتشرت بالمقابل أندية صورية لكسب الأصوات الانتخابية فقط!

محاولة أخيرة

معاناة لكرة السلة واليد والطائرة وغيرها من الألعاب الفردية هي واحدة بالتأكيد وليست وليدة اليوم والأمس قطعاً، ولكنها قطعت أشواطاً مخيفة من التراجع تشاركت فيها أسباب الفساد الإداري وقلة الدعم والخلافات الهائلة في أعلى هرم المؤسسات الرياضية التي غلبت مصالحها الإدارية على حساب الجوانب الفنية، ويقيناً أن جميع هذه المشاكل المشخصة معروفة تماماً هي وحلولها، ولكن لم تملك القيادات الرياضية الجرأة في علاجها لأن أي علاج لا بدّ لأن يكون مع طرف على حساب الآخر لذلك فإن التغيير الحاصل في اللجنة الأولمبية وما يتبعه بعد فترة قصيرة نسبياً سيكون المنفذ الأخير لانقلاب جذري في الرياضة العراقية يُلغي جميع التركة الثقيلة السابقة ويؤسّس لعصر جديد بخطط وبرامج أخرى مختلفة تماماً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: اقفاص الأسد في يومها الأخير

العمود الثامن: تذكروا أنكم بشرٌ

العمود الثامن: دولة مدنية

" البعث" بدِمشق وبَغْداد.. غساسنة ومناذرة

العمود الثامن: كلمات إماراتية واطلالة عراقية

العمود الثامن: محاكم تفتيش نقابة المحاميين

 علي حسين ارتبط تاريخ نقابة المحاميين العراقيين ارتباطاً قوياً بأسماء كبار رجال القانون ، فكان اول من جلس على رئاسة كرسي النقابة ناجي السويدي الذي جاء من رئاسة الوزراء الى نقابة المحاميين ،...
علي حسين

باليت المدى: حين تتحول البنايات الى موسيقى

 ستار كاووش لم أتوقع بأني سأحب أعمال الفنان والمعماري النمساوي هاندرتفاسر (1928 - 2000) وأتعلق بأنجازاته الفريدة الى هذه الدرجة. فرغمَ أني كنتُ قد شاهدتُ له أعمالاً متفرقة هنا وهناك، لكن حين حصلتُ...
ستار كاووش

رسالة إلى دكتاتور: هذا ما حصل

د. أثير ناظم الجاسور هذه بعض كلمات إلى كل حاكم بغض النظر عن وجوده في اي مكان من هذا العالم العربي أراد ان يستخدم القوة فأفرط باستخدامها فظلم شعبه ونال من كرامتهم وحط من...
د. أثير ناظم الجاسور

التأثير السياسي التركي في سوريا بعد سقوط الأسد: الأهداف والاستراتيجيات

محمد علي الحيدري مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، برزت تركيا كأحد اللاعبين الرئيسيين المؤثرين في تشكيل مستقبل البلاد. خاصة وأن أنقرة طالما دعمت المعارضة السورية، وسعت إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.في...
محمد علي الحيدري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram