اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كورونا بين مشعان وابو مازن

العمود الثامن: كورونا بين مشعان وابو مازن

نشر في: 24 فبراير, 2021: 10:14 م

 علي حسين

مرّ عام بالتمام والكمال على أول إصابة بفايروس كورونا في بلاد الرافدين، وخلال هذا العام كان هناك من حاول أن يستثمر هذا الوباء لصالحه، فخرج علينا بخطب وقرارات "قرقوشية" لا تنفع ولكنها تضر، فيما اعتبر البعض أن فايروس كورونا مؤامرة أمريكية ولابد من عقاب الإمبريالية من خلال إطلاق أكبر عدد ممكن من الصواريخ ، ولو على حساب المواطنين الأبرياء.

عندما بدأت أزمة فايروس كورونا تدافع المحللون على الفضائيات: مؤامرة للنيل من العراق خوفاً من تجربته الديمقراطية، وآخرون اعتبروا الأمر محاولة للضغط على إيران دبرتها المخابرات الأمريكية، ولم يتردد الخبير البكتريولوجي النائب كريم عليوي في توجيه الاتهامات إلى الإمبريالية العالمية لأنها تريد أن تسرق العراق من خلال تصدير لقاحات أشبه بالماء على حد قوله!!.

منذ أيام، وكعادتنا، تركنا كوارث كورونا وعجزنا عن توفير لقاح لمواجهة الوباء ، وانشغلنا بمعركة كسر العظم بين مشعان الجبوري وأبو مازن، اختلفنا حول أيهما أكثر وطنية، ونسينا أن الاثنين حصلا على عشرات الملايين من الدولارات، عداً ونقداً، ثمنا لجلوسهما على كرسي البرلمان، فيما لجأت طفلة عراقية إلى حاكم دبي لكي ينقذها من موت محقق ، في الوقت الذي " لفلف " فيه النائب حمد الموسوي على اكثر من مليار دولار ثمنا لصفقات مزادالعملة .

أمضينا السبعة عشرَ عاماً الماضية في معارك سميت سياسية، بينما هي في الحقيقة معارك تدور داخل سيرك كبير ، غايتها تغيير الوجوه والأصباغ والألوان.. هل هي مؤامرة؟ بالتأكيد، وتقودها الإمبريالية التي غاظها أننا كتبنا ولحنا نشيداً حول البروفيسورة عديلة حمود.

بعد عام على انتشار وباء كورونا في هذه البلاد ، لا يزال البعض يرى في الأزمة فرصة مواتية يجب استثمارها بكل الطرق والوسائل لترويج بضاعة الأوهام والأكاذيب عن الإصلاح والسلاح بيد الدولة ، وفي ظل هذا الوباء الذي يحصد بأرواح الناس، لا يزال هناك من يعتقد اننا شعب يحتاج الى الفضيلة والاخلاق ، ولا بد من السير به في الطريق المستقيم حتى لو تطلب الأمر زرع عبوات وتفجير محلات ، فمن اجل الفضيلة وربعها يهون كل شيء .

بعد عشرات السنين سوف يذكر التاريخ أن بلداناً خاضت ملاحم إنسانية كبرى لإنقاذ مواطنيها من الوباء، ليقولوا للعالم أن لا قيمة أغلى وأهم من حياة الإنسان، من دون الاعتبار للدين والطائفة، وليذكر الإنسان العراقي أن في هذه البلاد عاش مدّعو السياسة والباحثون عن المنافع والمصالح، تركوا الوباء، وانشغلوا بالدفاع عن مصالحهم الشخصية .

للأسف هناك أمور كثيرة تنغّص على حياة المواطن العراقي، بعضها يمكن احتماله، أملاً في أن يتكفل الزمن بحلها، وبعضها أشبه بالقدر الذي لا فكاك منه، مثل الظهور المتواصل لنجاح محمد علي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram