علي حسين
ربما شاهدتم مثلي صورة " احمد ابو ريشة " وهي يطلق صرخته ، متهما بابا الفاتيكانبالانحياز للشيعة والمسيحيين وأهمال السنة، ودون الدخول في مجادلة مع السيد أبو ريشة الذي تحول مرة إلى معتصم ومرة إلى صديق للمالكي، ومرة إلى معارض ومرات إلى مقاول،
وتتذكرون صور الشهيرة وهو يعرض فنون اللعب على الحبال وأصولها على الملأ من خلال جلسات مع نوري المالكي وجلسة باسمة مع حنان الفتلاوي ، وصورته وهو يصرخ في ساحات الاعتصام مطالبا القصاص ، ثم بعد عام صورة مع المالكي يبدو فيها ابو ريشة مبتسما .. والآن دعوني اسأل السيد ابو ريشة الذي يريد ان يوهمنا انه حريص على السنة ، هل البابا فرنسيس يعرف من هو السني ومن هو الشيعي، حين وجه كلمته إلى العراقيين؟. أحاول دائماً وأنا أقرأ تصريحات المسؤولين والساسة، وأسأل نفسي: ترى إلى متى يستمر التدفق المنظم لهذه الخطابات المخجلة؟
صور العراق الغارقة بالعبث والخراب تملأ العالم، لكنها تراجعت خلال الايام الماضية لتتصدر صورة بابا الفاتيكان الذي قال ان العراق سيقى في قلبه و لا اعتقد ان هناك سياسي عراقي يحمل العراق في قلبه ، بل في جيبه .
منذ ايام وبريد الصحيفة يحل لجنابي عدداً من التعليقات حول مقال "رسالة البابا" ينبهني أصحابها إلى أنني صدّعت رؤوسهم بالحديث عن التسامح ونسيان الماضي، نعم أنا مع نسيان الماضي وقد اخترت الكتابة عن التسامح الذي يصنعه رجال دولة حقيقيون لا تجار صفقات في الغرف المغلقة، وأوضحت في أكثر من مقال أنّ الكوارث التي حصلت خلال السبع عشرة سنة الماضية لا تحتاج إلى ذكاء لكي نكتشف أن العراقيين دفعوا ثمن غياب الخير، والأهم أنهم دفعوا ثمن غياب المسؤولية الوطنية، وإعلاء شأن الطائفية والحزبية.
المشكلة ان جميع الساسة في العراق يتوهمون هذه الايام ان كل واحد منهم هو " مانديلا " العراق ، وهم لا يريدون أن يعرفوا أنّ الرجل لم يأتِ من فراغ، لا أريد أن أسرد حياة مانديلا ونضاله، فقط يهمّني أن أُشير إلى تفاصيل صغيرة جداً ربما لا ينتبه لها البعض، فقبل أعوام أقام المتحف البريطاني معرضاً عن الأديب الإنكليزي الشهير وليم شكسبير، وفي المعرض تمّ عرض نسخ من الطبعات التي صدرت بها أعمال شكسبير، ومن بين هذه الطبعات كانت نسخة من الأعمال الكاملة أثارت اهتمام الزائرين، لم تكن النسخة بخطّ شكسبير، وإنما هي الأعمال الكاملة التي هُرّبت قبل أربعين عاماً إلى زنزانة مانديلا. وقد لاحظ زوّار المعرض أنّ مانديلا وضع تعليقاً على مسرحية هاملت: "السياسي الشجاع،لا يبحث عن غرائز جمهوره، بل عن عقولهم"..ونحن نحتاج الى ساسة لديهم عقول وقلوب .
جميع التعليقات 1
حسين ثامر بداي
نص مؤثر ومعبر جدًا