TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: قانون الأندية بالمُمكِن

كلمة صدق: قانون الأندية بالمُمكِن

نشر في: 8 مارس, 2021: 08:48 م

 محمد حمدي

أثار رد التصويت على قانون الأندية برلمانياً الكثير من ردود الأفعال بعد أن كان التصويت عليه أقرب من أية فرصة سابقة، وبعد طول مخاض وانتظار، ووفقاً لمتابعتنا لما كان يصدر من لجنة الشباب والرياضة النيابية،

ومن شخص رئيسها عباس عليوي فإن التصويت هو تحصيل حاصل لحاجة ملحة للأندية الرياضية التي انتظرت طويلاً تحديد ملامح شخصيتها وشكل عملها المستقبلي، ونظامها الداخلي، وهيئاتها العامة، وهذه حقيقة لا خلاف عليها لأن الأندية الرياضية هي خلايا التماس مع الموهبة الرياضية والقاعدة والأساس للبناء الرياضي الذي نطمح أن يكون بأفضل صورة لأنها من تصنع المنتخبات الوطنية بجميع الألعاب.

وقد عانت ما عانت الأندية الرياضية المؤسّساتية والأهلية على حد سواء بين ومضات انتعاش وفواصل طويلة من الفقر المدقِع نظراً لاستمرارها تحت رحمة الإنفاق والمُنح الحكومية، وبالتالي كان لزاماً أن تنتهي هذه الفرضية في يوم من الأيام أسوة بدول العالم من حولنا وتحفظ استقلاليتها.

ومن غير المعقول أن يصدر عن البرلمان قانون دستوري بهذه القوة والشرعية دون أن يكون هناك من يشعر بالضرر بدرجات متفاوتة لاسيما وأن البعض قد جيّر الأندية الى ماركة خاصة لحسابه الشخصي وموروث لا يمكن التنازل عنه وإن وصل الى الدرك الأسفل بهزالة النتائج!

هذه حقيقة معروفة شهدت محاولات كثيرة من وزراء الشباب والرياضة السابقين للتدخّل بهذه المفردة وفرض بعض الشروط التي تفتح أبواب المنافسة، ولكنها مُنيت بالفشل لقوّة اللوبي الضاغِط بالاتجاه الآخر والتمسّك بالمفهوم والإرادة القديمة جداً للأندية ووضع العصي في دواليب تطورّها قدماً.

من هذا المنطلق كان للاعتراض مدخل فقد لاقى مشروع القانون اعتراضات من قبل رؤساء الأندية والاتحادات الرياضية وعدد من الشخصيات بدعوى أن القانون يمنح وزارة الرياضة والشباب صلاحيات واسعة تهدّد استقلاليتها، والتدخّل بتفاصيل عملها، وأصرَّ نائب رئيس البرلمان حسن الكعبي الذي تبنّى موقف جبهة المعترضين تماماً على وجود 23 مادة في القانون لا يمكن القبول بها، وإن أخطرها ما يحوّل النادي الى شركة تجارية بجميع المواصفات التي تخضعها لقانون الشركات، وهنا لا أفهم في حقيقة الأمر إن تحوَّلَ النادي الى شركة هل سيتحوّل معه قانون الأندية الجديد الى جزئيّة من قانون الشركات أم ماذا ؟

من جهتهِ، يصرُّ رئيس لجنة الرياضة والشباب في البرلمان عباس عليوي أن :»أغلب الاعتراضات انصبّتْ على فقرتين فقط، وتغاضوا عن النقاط التي تقدّم الخدمات الكبيرة للرياضة العراقية»، وإنَّ مشروع القانون يحظى بإشادة غالبية من أطلعوا عليه، وإن النقطتين المشار إليهما تتلخصان، الأولى عدم السماح لأي رئيس التجديد بعد دورتين، والنقطة الثانية عدم السماح بالجمع بين منصبين كأنّ يكون عضواً في نادي أو رئيساً، وأن يكون رئيس اتحاد أو عضو فيه.

فيما يغضُّ الطرف عن بقية الملاحظات التي تتعلّق بآليات الاستثمار والانفاق، وهنا تُسجّل عليه وعلى لجنته أكبر المآخذ إذ يتوجّب عليه العمل والتوضيح مراراً بالتواصل مع الكعبي على أقل تقدير طالما أن قانون الأندية قد وصل الى حدّ التخندّق البرلماني، والعمل على تمرير قانون بصيغة معقولة، وإن كانت لا ترضي جميع الأطراف، فهذا من الأمور المعمول بها، وشهدها العالم أجمع في إسبانيا والبرازيل والصين ومصر وتونس على سبيل المثال لا التحديد.

ولا بدَّ لنا أن نذكر من يعترض أيضاً بأنَّ كتابة القانون لا تتعلّق بأهواء أي شخص، وقد أخذت بنود القانون من خلال استشارة قانونيين ومختصّين بالشأن الرياضي، وأخذ رأي اللجنة الأولمبية الدولية في أهم النقاط التي دوّنتْ فيه فضلاً عن متابعة ومطالعة قوانين الدول الأخرى، لذلك كلّه لا بدَّ أن تكون هناك عودة توافقية قريبة تُنهي الجدل وتُسجِّل بزوغ القانون الى العلن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram