TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: برلمان الأكاذيب

العمود الثامن: برلمان الأكاذيب

نشر في: 10 مارس, 2021: 09:33 م

 علي حسين

هناك تقدم، بالتأكيد. قبل أعوام كانت كلمة "الدولة الدينية" وقفاً على همام حمودي وجلال الدين الصغير ومحمود المشهداني الذين كانوا يعتقدون أننا أقوام خارجة عن الإسلام ومهمتهم هدايتنا إلى الطريق المستقيم.. أما اليوم فصار الحديث عن تأسيس دولة دينية يتقاسمه الشيعة والسنة ، حيث صار الحديث عن فقهاء المحكمة الاتحادية حديثاً ذو شجن بين محمد الحلبوسي ونائبيه حسن كريم وبشير حداد.. فالثلاثة يجدون في قانون المحكمة فرصة جديدة للسيطرة على مقدرات الناس .

سيقول البعض حتماً يارجل أنت تتهم نواباً انتخبهم الشعب ولا يزال مصراً على انتخابهم ثانية.. نعم صديقي القارئ نحن جميعاً شركاء في إقرار قانون المحكمة الاتحادية الذي يريد مجلس النواب أن يوهمنا أنه قانون سيخدم جميع العراقيين.. المشكلة الكبرى في هذه البلاد أنّ الجميع يشعر بالمتعة وهو يطلق بالونات الخديعة، وفي الدول العاديّة يكون القضاء سيفاً قاطعاً لإقامة العدالة الاجتماعية. أما في بلاد "محكمة الفقهاء" فأكثر ما يخشاه المواطن أن يخرج عليه ساسته للحديث عن الدولة المدنية.

منذ سنوات عاشت البرازيل صراع سياسي بين احزاب اليمين واليسار ، وكان القضاء المسيس والذي لا يختلف كثيرا عن قضائنا قد اصدر قرارا بحبس الرئيس البرازيلي السابق مثل لولا دا سيلفا بتهم فساد ، وكان " سيلفا " الاقرب الى الفوز في انتخابات الرئاسة التي جرت قبل اعوام ، قبل ايام كتانت المفاجاة ، فقد اصدر قاضي فدرالي قرارا بتبرئة " سليفا " ، كان عامل مصنع الحديد، الذي عندما قرر أن يقاتل الفقر، لم يجعلها معركة ثأرية بل جعلها حرباً من أجل فقراء البرازيل، لم يطل "لولا" الخطب بل أطال العمل والجهد وتعمق في محبة الناس. وجعل شعاره إغناء الفقراء لا إذلال البلاد. لقد شهدت بلدان العالم، ولادة صنف جديد من السياسيين، سوف يأخذون المواطنين معهم إلى الحرب على الفقر والأمراض والجهل والأمية والانتهازية، لم يكن لولا يحمل الشعارات الثورية، بل بدأ من عائلة معدمة ليخوض النضال من أجل جعل البرازيل ثامن أكبر اقتصاد في العالم ولينقذ ثلاثين مليون جائع من موت محقق. كأنما الدرس الذي تعطيه بعض الشعوب موجه على نحو خاص، إلى بلد البرلمان الذي يصر على إقامة الدولة الدينية.

ظل لولا في الحكم حتى عام 2010 عندها شعر أهالي البرازيل بنوع من الخيبة لأن الدستور لا يسمح لـ"رئيسهم المحبوب" بالبقاء رئيساً للبرازيل، قدم صورة أخرى للزعامات في العالم، فبينما يلقي بعض الرؤساء الخطب الرنانة أعطى الفقراء وعداً وقطع لهم عهداً.. لم يكذب عليهم ولم يركب على أكتافهم.. لم ينس يوماً أنه فقد والده بسبب الفقر وسيطرة احزاب اليمين التي تتشدق بالفضيلة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram