اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من يدفع فاتورة تسويق المحكمة الاتحادية؟

العمود الثامن: من يدفع فاتورة تسويق المحكمة الاتحادية؟

نشر في: 14 مارس, 2021: 10:03 م

 علي حسين

ما معنى أن يصر البرلمان على التصويت على قانون المحكمة الاتحادية، رغم كل الاعتراضات والمخاطر التي يسببها إنشاء محكمة طائفية، في الوقت الذي عانت منه هذه البلاد من الفتن الطائفية والسياسية ومن سماسرة الخراب ؟ ،

أقرأ كل يوم آراء لخبراء أجلاء يحذرون من إقرار القانون، لكني في نفس الوقت أشاهد برلمانياً "يتلمظ" أمام الشاشات ، وهو يؤكد أن القانون سيحمي العراقيين ، أما إقرار الموازنة فهذا أمر متروك لأصحاب المصارف والمقاولين والتجار الذي سيطروا على اقتصاد العراق ومستقبله وأمنه .

لعل السؤال الأهم لمن يتابع إصرار برلمان "أهل المحابس والسبح" على إقرار قانون المحكمة الاتحادية هو: هل ما يجري الآن، مقطوع الصلة بما جرى ويجري من خراب خلال السنوات الماضية ، وأن سلوكيات معظم النواب ليست بعيدة عن نظام دولة المحاصصة الطائفية، ووثيق الصلة أيضاً بحرائق التعصب والانغلاق التي يراد لها أن تنتشر اليوم في أكثر من مكان؟ فحملات إعادة العراق إلى القرون الوسطى التي رفع راياتها ذات يوم "المجاهد" كامل الزيدي في بغداد، وسار على دربه الكثير من "شلاتيغ" مجالس المحافظات، والدروشة التي تلبست محمود المشهداني حين أعلن أنه "لن يتنازل عن أسلمة الشعب العراقي، وأي فكر آخر هو فكر مستورد ولن نسمح به"، كل هذه المشاهد تثبت بالدليل القاطع اننا نعيش في ظل " نواب " لا يهمهم العراق .

يمكن للبرلمان أن يصوت على قانون المحكمة الاتحادية، لكنه سيعجز حتماً في اقناع العراقيين بفوائد مثل هذه القوانين القرقوشية .

ماذا حدث ونحن ندخل العام الثامن عشر من التغيير؟ حدث أنّ زعماء الطوائف قرروا أن يحوّلوا البلاد إلى مقاطعات مذهبية وعرقية، ولهذا تجدني، ياعزيزي القارئ، في حالة استغراب شديد، وأنا أجد "طباخي" الطائفية يتذمرون من كلمة مواطنة أو عبارة دولة مدنية، ويعتبرونها مضرة للجسم والعقل.

واسمحوا لي أن أوجّه سؤالاً لبرلماننا "اللطيف": لماذا تريدون زانتم تفجرون الطائفية من جديد؟ والسؤال الأهم: هل البرلمان بكل أطيافه ومكوناته، استطاع خلال السنوات الماضية أن يقدم مشروعاً وطنياً عابراً للمكونات والطوائف؟، هل يملك السادة النواب حلم تأسيس دولة المواطنة لا دولة الطوائف؟ الإجابة أعتقد يعرفها الجميع، وهي أن البرلمان تحول إلى مصنع للطائفية والكراهية.. كما أن الفكرة السياسية لهذا البرلمان انتقت من الأفكار ما يصلح لبناء نظام طائفي عشائري لا نظام مؤسساتي.

لكني أطمئنكم أيها السادة "روزخونية" البرلمان ، أن هذا ليس الفصل الأخير في احتجاجات تشرين، هناك فصول أخرى ستطيح بكل من لا يريد الخير والاستقرار والرفاهية لهذه البلاد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ali

    اعتقد نحتاج الى وقت طويل جدا لتغيير العقليه الحاكمه والشعب المحكوم تاريخ طويل من التخلف والعبوديه للمقدس سبب كل هذه المصائب

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram