علي حسين
اعترف بأنني فرحت جداً بالظهور الأخير لمحمود الحسن كواحد من أبرز نجوم الشاشات العراقية، فقد كان مقلقاً لي أن ألاحظ أن معظم رموز "الكوميديا" السياسية في بلاد الرافدين والذين تم تلميعهم إعلامياً وسياسياً يختفون واحداً بعد الآخر،
ويتركون كاتباً مثل "جنابي" أسير محمد الكربولي وباقر الزبيدي وأضف لهم، وأنت مطمئن، عالية نصيف التي اكتشفت أن ملكة بريطانيا تريد أن تنافس العراقيين على الحصة التموينية. للأسف منذ أن اختفى محمود الحسن، في ظروف غامضة، لاحظت أن الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لم تعد تتعاطى مع النكات التي تخرج من داخل قبة البرلمان، ولهذا كنت أمني النفس أن لا يفقد البرلمان ظرفاءه، فيكفيه أنه يفتقد هذه الأيام عباس البياتي، والذي حاول كثيرون، عبثاً، تقليده. وكان آخرهم مثنى السامرائي عندما ألقى على مسامعنا خطبة عصماء عن النزاهة ومحاربة الفساد. هذه هي القضايا الكبرى التي تنشغل بها مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، وهي، والحمد لله كثيرة، أبرزها صراخ النائب عمار طعمة "وا محكمتاه" فهو لا يزال يصر على أن العراقيين بحاجة إلى من يأخذ بيدهم إلى طريق الإيمان، بعد أن عاشوا قرونا وهم "كفار".
في كل يوم أحاول أن أجد موضوعاً أسدّ به فراغ هذه الزاوية اليومية.. صحيح أنني أمثل مجموعة من "المساكين"، أطلق عليهم سهواً اسم "العراقيين"، يسعون، وأنا منهم بالتأكيد، إلى التشويش على العملية الديمقراطية التي يحمل لواءها السيد محمود الحسن حيث أخبرنا قبل يومين بأن عدم وجود فقهاء في المحمكة الاتحادية يضر بسمعة العراق الديمقراطية، وماذا بعد ياسيدي؟ يضيف محمود الحسن كعادته: إننا بلد إسلامي وعدم التصويت على فقهاء المحكمة يخالف الشريعة والدستور.
ولأننا نعيش في بلاد لا يُحترم فيها رأي المواطن.. ويسخر ساستها من استطلاعات الرأي، لأنها "بدعة صهيونية" تريد النيل من قادتنا الأفاضل، مع هذا سأطلب من السادة القائمين على البرلمان أن يجيبوا على سؤال يؤرقنا جميعاً: من المسؤول عن مثل هذه الأخبار الطريفة والتي تؤكد أن البعض غير مهتم بمقدّرات الناس وحياتهم ومستقبل أبنائهم؟ ومن الذي يدفع باتجاه أن تتحول قبّة البرلمان إلى معمل لإنتاج النكات؟
يتشابه الخراب مع الانتهازية، وتختلف أرقام وأحجام خسائر الوطن ، فيما المواطن يدفع ثمن ما تجمّع عليه من مدعي السياسة وهم يرتدون ازياء " البلياتشو " ، خطفوا كلّ شيء، تجمَّعوا وخرجوا بخطاب كريه، ففي اللحظة التي يخرج فيها العالم كل يوم إلى السعادة والعدالة الاجتماعية والمستقبل... يصرّ "ساستنا " على بناء سواتر تمنع الخير والاستقرار عن العراقيين ، لان العدالة والسعادة ، بدعة وكل بدعة ضلالة .
جميع التعليقات 3
دنيا
سؤال واحد يرهقني ومتخوفة من الجواب ماذا حصل مع طلبات الشعب العراقي الذي قضى شهور في ساحة التحرير ؟ اين وصلت مطالبهم ؟ لان ما اراه ان الوضع أسوأ من قبل :(
علي
مهزلة التاريخ ان الغرب الديمقراطي يعترف بهذا النظام
رشدي شاكر
اذا الشعب هو الذي اختار الطبقة السياسية فماذا تفعل القوة الغربية؟