TOP

جريدة المدى > محليات > النازحون العالقون في السليمانية.. العودة طوعيّة والرجوع شبه مستحيل

النازحون العالقون في السليمانية.. العودة طوعيّة والرجوع شبه مستحيل

نشر في: 17 مارس, 2021: 10:00 م

 متابعة / المدى

تواجه العوائل النازحة الى محافظة السليمانية عقبات كثيرة أمام رحلة عودتها الى مناطقها، حيث أن منازلها مهدمة على الأغلب وتهددها مشاكل أمنية وعشائرية، في حين تبحث وزارة الهجرة والمهجرين إمكانية غلق مخيمات النزوح التي تأويهم.

وتنقسم تلك العوائل بين مؤيدة ورافضة لهذه الخطوة، خاصة وأن حلم المنزل الآمن بعيد المنال بعد تدمير محافظاتهم، وإن توفرت لهم الفرصة لترك المخيم فالوجهة تكون لداخل السليمانية لا باتجاه العودة.

استقرار حذر

يتحدث رب عائلة نازحة من الموصل الى السليمانية عن حياة العائلة في إقليم كردستان، وقال "بعد الأحداث التي شهدناها في الموصل، وبعد أن عاصرت عائلتي الكثير من الأهوال لايمكن أن أجبرهم الآن على العودة، أنا اصارع هنا لتوفير لقمة العيش، ولكن يبق ماعشناه في الموصل هو الأصعب ولايمكن العودة لمنطقة الخوف كما يسميها ابني الأصغر، أنا أعلم أن المدن تعود عامرة بأهلها وأن واجبي تجاه مدينتي ووطني أن اعيد بناء مادمّره تنظيم داعش ولكن واجبي تجاه عائلتي حاضر أيضاً".

المطمئن بالنسبة للعوائل النازحة، أن مدير دائرة الهجرة والمهجرين فرع السليمانية سامر مشكور بديري أكد أن "الحديث عن إجبار النازحين على العودة الى مناطقهم غير صحيح وأن شرط العودة أن تكون طوعيّة".

لا إعمار دون عودة !

يقول سامر بديري، إن "قضية إغلاق مخيمات النزوح أو إجبار العوائل على العودة بشكل قسري لمناطقهم ليست صحيحة بالمرة"، مبيناً أن "البرنامج الحكومي لعودة النازحين يشترط أن تكون طوعية، لكن المعضلة تكمن في أن عملية إعادة الإعمار أو إعادة تأهيل المناطق المدمرة في الموصل والأنبار والمحافظات التي سيطر عليها داعش، العملية لن تتم إلا بعودة العوائل لمناطقها".

ويشير الى أن "جميع المخيمات كان يجب أن تُقفل هذا العام، وتعود العوائل الى مناطقها خاصة وأن 90% من المشاكل الأمنية في صلاح الدين وبقية المحافظات انتهت وأن المتبقي فقط هي مشاكل البنى التحتية"، مبيناً أن "المنظمات المحلية والدولية تدعم عودة النازحين الى مناطقهم وبدأت فعلاً بفتح مشاريع لتشغيل العاطلين عن العمل في مناطق العودة".

وبخصوص الخدمات الأساسية، يوضح بديري، أن "الطاقة الكهربائية عادت الى صلاح الدين وبلد ويثرب والعوجة، ورغم كون الخدمات مازالت بدائية نوعاً ما وطرق المواصلات بحاجة الى إعادة تأهيل إلا أن هذا كله يمكن أن يُحل بعودة النازحين الى منازلهم"، لافتاً الى أن "عدم عودة النازحين سببت مشاكل كثيرة داخل الإقليم، حيث ارتفعت أعداد المتسولين وجزء كبير منهم من النازحين، أما قضية المدارس فهي مشكلة اخرى نواجهها حيث إنها إما كرفانية أو أبنية يؤجرها الأهالي من مالهم الخاص ويدفع مقابل كل طفل مابين 30 ألف الى 100 ألف في السنة الدراسية كبدل إيجار للبناية، وعلى الرغم من ذلك فنسبة قليلة جداً من النازحين عادوا".

مخيمات أربعة

يقول البديري، "هناك الآن أربعة مخيمات داخل مدينة السليمانية تتوزع بين كفري وكلار وناحية عربت ومجموع العوائل التي تسكن هذه المخيمات وصلت الى 2450 عائلة أغلبها وبنسبة 80% من صلاح الدين و 10% جرف الصخر من بابل و10% من ديالى أما من الموصل فهناك 110 عائلة أيزيدية من أهالي سنجار"، مشيراً الى أن "العوائل التي اندمجت مع المجتمع داخل المدينة تصل أعدادها الى ٢٥ ألف عائلة، ومع أن الوزارة تكفلت بدفع منحة المليون والنصف مليون للعائدين من النازحين إلا أن التعويضات مازالت متأخرة بسبب الروتين وتقاعس بعض الدوائر المرتبطة بقضية صرف التعويضات وما قضية العجز المالي في العراق إلا سبب رئيس في تقاعس بعض الدوائر عن إكمال دورها في عملية صرف التعويضات".

نصر على داعش

وكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري، يقول إن "النازح قد يرى أن هناك ظروفاً موضوعية أو ظروفا ضاغطة تجاه العودة الى منطقته إلا أن الوزارة لن تسمح بأن يجد النازح نفسه في العراء والحل الحقيقي يكمن بالعودة طواعياً وهذا مايمثل الاستثمار الأمثل للنصر على داعش"، مبيناً أن "الوزارة وضعت عدة مراحل لدعم النازحين خارج مناطقهم وبعد عودتهم".

ويوضح النوري، أن "عودة النازحين هي المرحلة الأولى في الخطط، يستمر بعدها دعم الوزارة التي تبحث عن طرق دعم بعد العودة بمشاركة عدة وزارات ومنظمات دولية".

ومن بين أكثر من ستة ملايين شخص نزحوا داخل العراق بين عامي 2014 و2017 خلال الحرب مع داعش، عاد أربعة ملايين إلى مناطقهم الأصلية، ويعاني العائدون من تحديات تعترض استئناف حياتهم الطبيعية، بما فيها عراقيل تواجه حقهم في التعليم والرعاية الصحية.

وقالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين، سلسيليا خيمينيز داماري، إن مستوى الحرمان الذي يعانيه الأطفال النازحون داخل المخيمات وخارجها يثير القلق، والسبب في ذلك هو العجز عن الالتحاق بمنظومة التعليم الرسمية بسبب الافتقار إلى الوثائق الثبوتية الشخصية أو بسبب القيود المفروضة على الحركة، وهو ما يقود إلى ظهور جيل من الأطفال المهمشين في المجتمع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

محاكم ذي قار تحسم التحقيق بقرابة 90 ألف قضية خلال العام 2024
محليات

محاكم ذي قار تحسم التحقيق بقرابة 90 ألف قضية خلال العام 2024

 ذي قار / حسين العامل كشفت محكمة استئناف ذي قار، عن حسم نحو 60 ألف قضية مختلفة في محاكم التحقيق وبنسبة 94 بالمئة خلال عام 2024، مشيرة الى حسم نحو 24 الف قضية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram