علي حسين
أتلقّى بين الحين والآخر رسائل من قرّاء أعزّاء معاتبين: لماذا ياعزيزي، "يقصدون جنابي"، لا تتوقف عن متابعة يوميّات السياسيين، ألا تشعر بالملل؟ سؤال أراه وجيهاً مئة بالمئة، ومطلوب من "جنابي" أن يكون جوابه أكثر وجاهة، فأنا ياسادتي الأعزّاء، مجرّد كاتب مطلوب منه يومياً أن يملأ هذه المساحة بكل ما هو غريب وعجيب في بلاد الرافدين في زمن الديمقراطية،
ورغم أن البعض، "مشكوراً"، يتهمني بأنني "لا يعجبني العجب"، لكني ياسادة أحاول أن أبحث في هذا العجب لأنقل لكم أخبار "أبو مازن" أحمد الجبوري الذي يطالب بإجراء تحقيق دولي عن عمليات الفساد، طبعاً لا فرق بين استعراضات "أبو مازن"، واستعراض الكثير من النواب النواب وهم يفردون عضلاتهم ضد من ينتقدهم، سوى أن "أبو مازن" يغلف استعراضاته بابتسامته "الساحرة" وتأكيده على أن الشعب لا ينام قبل أن يقبل صورة "سيادته" ويضعها تحت المخدة، فيما يزعم العديد من النواب أنهم يقدمون عملاً وطنياً وخدمة جليلة لشعب بلاد الرافدين. ولهذا استحق "أبو مازن" أن تفتح له استوديوهات الفضائيات كي تتحدث عن نضاله الوطني من أجل إشاعة روح الرقص بين المواطنين، واستحق النواب "الأفاضل" أن ينعموا بالامتيازات والرواتب من دون أن تطأ أقدام الكثير منهم قاعة المجلس .
سيرد البعض متهكّماً، وماذا بعد يارجل؟ لماذا تصرّ على تذكيرنا بـ"النوائب"، ، فما الذي سيجنيه الناس من برلمان سيُعيد إلى مسامعهم الخطب نفسها وستمتلئ شاشات الفضائيّات بمعارك تاريخية ، لكن رغم كل هذا الأسى، هناك خبر مشرق، النائب مثنى السامرائي ، خرج علينا بنظرية جديدة، خلاصتها أنّ العراق في وقته الحالي بحاجة إلى خبير مالي يعرف السوق جيدا ، ولان السيد السامرائي له خبرة " بالعاب " السوق فانا اضم صوتي الى صوته وارشحه لكي تولى شؤون البلاد المالية ، وأتمنى أن لا تتهموني باني اسخر من قامة اقتصادية ، لكن يمكن لكم مراجعة ملفات الفساد التي كانت تلاحق النائب " الخبير " قبل ان يصبح ناطقا باسم الديمقراطية .
وانا استمع لاناشيد نوابنا الاعزاء عن الديمقراطية ، تبيّن لجنابي أن الديمقراطية ليست كما بشّر بها أفلاطون، وصاغ مفاهيمها وأسسها أرسطو، فنحن حتى لحظة ظهور السيدة الفتلاوي لا نعرف أي نوع من الديمقراطية نبغي وأي ديمقراطية سنصدِّر للبشرية، ففي الديمقراطيات الحقيقية السياسي الفاشل، يعترف بفشله ويذهب الى بيته معتزلاً السياسة، بينما في ديمقراطيتنا فإن صوت السياسي نذير بساعات النحس.
للاسف هناك من يريد يمارس مهنة " قطاع طرق الديمقراطية " ، فهم يتصورون أن الديمقراطية هي خطف الصناديق، وتعبئة الجماهير ، هناك فارق بين الديمقراطية عندما يستخدمها نائب انتهازي ، وبين الديمقراطية كفضاء يسمح للجميع بالعمل لخدمة الوطن .