واسط / جبار بچاي
حققت قطاع الثروة الحيوانية في محافظة واسط معدلات إنتاج عالية خلال العام الماضي من بيض المائدة والأسماك والدجاج غطت حاجة المحافظة وتسويق الفائض الى المحافظات الأخرى، بعد أن وصل إنتاج البيض الى أكثر من مليار بيضة وقرابة خمسة ملايين دجاجة لحم مع أكثر من 13 ألف طن من الأسماك، فيما زاد عدد الحيوانات المجترة بنحو 173 ألف رأس في السنوات العشرة الأخيرة.
واعتبر مختصون بالإنتاج الحيواني أن الطفرات الكبيرة في الإنتاج جاءت نتيجة اعتماد برامج علمية ومتابعة ميدانية اتبعتها الكوادر المتخصصة في قسم الثروة الحيوانية بمديرية الزراعية واعتماد برامج تدريبية وإرشادية للمربين وأصحاب المشاريع الذين طالبوا بضرورة تحسين الدعم المقدم لهم من خلال منح السلف والقروض وزيادة كميات الأعلاف وخفض أسعارها إضافة الى إيقاف الاستيراد العشوائي خاصة للبيض والدجاج والأسماك .
وقال وكيل مدير قسم الثروة الحيوانية في دائرة صحة واسط عدنان حسين عبيرة لـ(المدى) إن «القسم هو ارشادي وإداري وفني ويقوم بمهام متابعة شؤون الثروة الحيوانية في المحافظة وتقديم كل التسهيلات لأصحاب المشاريع والمربين بما يمكنهم من رفع معدلات الانتاج لمشاريعهم المختلفة.»
وأوضح أن «قطاع الثروة الحيوانية ينقسم الى ثلاثة اتجاهات من حيث الإنتاج هي مشاريع الدواجن والتي تشمل حقول إنتاج بيض المائدة والمفاقس وحقول دجاج اللحم والأمهات، والقسم الآخر هو الأسماك ويعني بتربية الأسماك ضمن مفاقس وأحواض التربية المعتمدة (طينية ، عائمة ، مغلقة)، فيما يكون القسم الثالث هو قسم المجترات ويشمل الأغنام والماعز والابقار والجاموس إضافة الى الإبل.»
ولفت الى «وجود شُعب أخرى ذات أهمية تتبع الى أقسام الإنتاج الثلاثة الرئيسة وأهمها معامل الأعلاف والمجازر، إذ يوجد منها 38 معملاً إضافة الى أربع مجازر جميعها متوقفة في الوقت الحاضر وتعود جميع المعامل والمجازر للقطاع الخاص».
وذكر أن «إنتاج المحافظة من بيض المائدة وصل خلال العام 2020 الى مليار و380 مليون و195 ألف و456 بيضة مقابل أربعة ملايين و712 ألف و261 دجاج لحم وفيما يتعلق بالأسماك وصل الانتاج الى أكثر من 13 ألف طن من الأسماك العراقية»، مشيراً الى إن «محافظة واسط تمتلك 198 حوضاً سمكياً طينياً و63 حوضاً من الأقفاص العائمة، فضلاً عن ثلاثة مشاريع لتربية الأسماك في الاحواض المغلقة، إضافة إلى المسطحات المائية المتمثلة بنهر دجلة وهور الدلمج.»
وأكد وكيل مدير قسم الثروة الحيوانية في دائرة صحة واسط أن «واسط حققت الاكتفاء الذاتي من البيض والدجاج والسمك وتقوم بتصدير الفائض إلى المحافظات العراقية خاصة أسماك الكاريبي والشبوط والبني، ما أدى الى استقرار الأسعار رغم التقلبات الكبيرة في السوق المحلية.»
وفيما يتعلق بالمجترات فقد ذكر عبيرة أن «المحافظة تحتوي على أكثر من 744 ألف رأس من الأغنام و130 ألف و322 رأساً من الماعز و21 ألف و872 رأساً من الأبقار و16 ألف و50 رأساً من الإبل إضافة الى 13 ألف و924 رأساً من الجاموس»، لافتا الى أن «أعداد الحيوانات المرقمة بلغ 954288 رأساً فيما تشير تقديرات الحيوانات غير المرقمة الى 445905 رؤوس.»
وكانت وزارة الزراعة قد أعلنت، في (7 حزيران 2012)، عن إطلاق حملة لترقيم الثروة الحيوانية بكلفة تبلغ عشرة مليارات دينار، وفي الوقت الذي أشارت فيه إلى عدم امتلاكها لإحصائية دقيقة للثروة الحيوانية في العراق فأن تلك الحملة لم تكتمل لأسباب مختلفة.
وأظهرت إحصائية نشرتها المنظمة العربية لتنمية للثروة الحيوانية في العام 2005، وجود تناقص في أعداد الثروة الحيوانية في العراق وصلت نسبته إلى 33% مقارنة بعام 1998، فيما كشفت منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (فاو) في إحصائية لها ،عام 2004، أن نسبة 40% من الثروة الحيوانية في العراق قد تم تهريبها بعد حرب عام 2003 إلى الدول المجاورة.
من جانبها أشارت المهندسة براء عبد الحسين الى «أهمية المضي بمشروع ترقيم الثروة الحيوانية والدفع بإنجازه لأنه يوفر قاعدة بيانات متكاملة لدى الجهات المعنية ومن أهمها مديرية الزراعة ودوائرها الفرعية ما يوفر لها فرصة التعامل مع هذ الثروة وفق المعطيات الرقمية.»
وذكرت عبد الحسين أن «الترقيم عامل مهم لدى جميع البلدان التي تهتم بالحيوان لا سيما الحيوانات المنتجة مثل الأغنام والأبقار والجاموس والماعز والإبل وأن عملية الترقيم تعطي انعكاسات إيجابية وفاعلة تتناغم مع حاجة السوق والمجتمع عموماً لمعدلات الإنتاج الحيواني ووضع حسابات دقيقة لما يمكن تصديره من منتجات الثروة الحيوانية مع توفير قاعدة بيانات تضمن تقديرات الحاجة الصحيحة لمصانع تعنى بالمنتجات الحيوانية المتنوعة.»
وكشفت عن «تجهيز المربين بكميات من الأعلاف بلغت عام 2020 أكثر من 89464 طناً من الذرة الصفراء و69000 ألف طن من الشعير العفلي بسعر 280 ألف دينار للطن مقابل 250 ألف دينار للطن من الشعير العلفي.»
من جانبه يرى ماجد عبيد علي، أحد أصحاب مشاريع الثروة الحيوانية في المحافظة أن «قطاع الثروة الحيوانية في محافظة واسط يعتبر من القطاعات الهامة وقد أسهم برفد السوق بمنتجات محلية غطت الحاجة مثل البيض والدجاج والأسماك إضافة الى اللحوم ومنتجات الألبان المختلفة رغم إنها لاتزال تصنع بطرق بدائية مثل مشتقات الحليب.»
مشيراً الى أن «تلك المشاريع يمكن أن تكون أكثر قدرة في الإنتاج لو توفرت لها سبل الدعم الحكومي الكافي من قبيل زيادة كمية الأعلاف وخفض أسعارها مع توفير العلاجات واللقاحات المختلفة وضرورة منح السلف والقروض بشكل ينسجم مع الحاجة لتلك المشاريع مع إعادة النظر بأجور الكهرباء وكمية الوقود التي يحصل عليها أصحاب المشاريع أيا كانت ، فتلك عوامل من شأنها أن تساهم بزيادة الإنتاج ما ينعكس بصورة إيجابية على الفرد العراقي.»
وأضاف أنه «بالرغم من وجود الكثير من المعوقات التي تواجه المربين وأصحاب المشاريع ذات الإنتاج الحيواني سواء كانت تتعلق بانتاج بيض المائدة أو مشاريع دجاج اللحم أو الأسماك وغيرها من المشاريع الأخرى الاّ أن أصحابها استمروا بالعمل وبجهد وطني مميز لتأمين متطلبات الفرد العراقي من تلك المنتجات وحرصهم أيضاً على ضبط الأسعار وعدم الانجرار وراء التقلبات التي تشهدها السوق المحلية كما حصل مع قطاعات إنتاجية أخرى».
يذكر أن تقريراً صدر عن مديرية الزراعة في محافظة واسط عام 2010 أظهر أن أعداد الثروة الحيوانية في محافظة واسط هي مليون و229 ألف و820 رأساً من الغنم، و221 ألفاً و967 رأساً من الأبقار، و193 ألفاً و450 رأساً من الماعز، و12605 رؤوس من الجاموس، إضافة إلى 2606 رؤوس من الإبل، فيما كان عددها وفق التقرير السنوي لعام 2020 قد بلغ مليون و400 ألف و132 رأساً ما يعني وجود زيادة تصل الى 173 ألف رأس.