علي حسين
وأنا أستمع إلى عدنان السراج وهو يقول أن الصين طلبت من عادل عبد المهدي أن يترك كرسي رئاسة الوزراء ويعمل مستشاراً اقتصادياً لدولة ماو ، تذكرت مسلسل "حمام الهنا" حيث يظهر غوّار الطوشي وهو يخبر أحد زبائن الحمّام أنّ جناب المختار طلب منه أن يدير شؤون الحارة ..
وبعيداً عن الصين ومستشارها فأنا منذ سنوات أشاهد السيد عدنان السراج وهو ضيف دائم على الفضائيات، مرة يكتب قصائد غزل في مديح نوري المالكي، ثم يكتشف أن حيدر العبادي راعي الإصلاح الذي لم يأت بعده ولا قبله أحد، بعدها يقفز في عربة عادل عبد المهدي متهماً شباب الاحتجاجات بأنهم عملاء لأمريكا، وقبل أن تسأل عزيزي القارئ لماذا لا تفرح وتصفق لأن الصين اختارت كفاءة عراقية لإدارة اقتصادها "التريليوني"، أطمئنك إلى أنّ الصين أرسلت في طلب عباس البياتي لإدارة شؤون الكوميديا في جمهوريتها الواسعة الأطراف.
بدأت الصين قبل أكثر من ثلاثين عاماً عملية الإصلاح الكبرى والتي قادتها إلى مصاف الدول الكبرى بعد أن كانت تعاني من مشاكل في السياسة والتنمية، فالصين بعدد سكانها الذي يقترب من المليار لا تعاني من مشاكل او ازمات اقتصادية ، لعل هذا التطور الذي حصل خلال العقود الماضية أصبح لغزاً يحير العالم، كيف استطاعت الصين أن تحقق كل هذا التطور، وتلك معضلة يناقشها العديد من الكتاب والسياسيين والمفكرين، قبل فترة قرأت كتاباً بعنوان (أفكار من الصين) يتناول الأسس التي قامت عليها الثقافة الصينية حيث يبدأ المؤلف بشرح أفكار كبار فلاسفة الصين بدءاً من كونفوشيوس ومرورا بمنثيوس وزيس وانتهاء بتشوشي وهرانج هينج، هذه الأفكار والفلسفات التي يقوم عليها التطور الحديث في الصين ، تتلخص في: قدرة حقائق الواقع علي أن تشكل التغيير ومبرراته، وبحيث تكون أقوى من أي شعار تلبية احتياجات الناس ، تطبيق معايير الأداء على النخبة السياسية، أعتقد ان عادل عبد المهدي كان افضل له ان يتعلم الدرس من الصين ، بدلا من ان يذهب اليه مستشارا في قنص المتظاهرين
. كانت أولى خطوات الصين في السنوات الاخيرة ، حملة لمحاربة الفساد التي أطلق عليها اسم "النمور والذباب" وشملت محاكمة وسجن أكثر من مليون شخص من كبار وصغار مسؤولي الحزب.. فيما نحن نعيش مع حملة الحفاظ على الفساد وتنميته وتسمينه، تريليون دولار أهدرت في مشاريع وهمية، ولا يستطيع البرلمان أن يستجوب رؤوس الفساد الكبيرة، لأنها خط أحمر ممنوع تجاوزه.
يقول الرئيس الصيني جين بينغ للصحفيين: "في شبابي كنت أقرأ كونفوشيوس كثيراً وظلت في ذاكرتي عبارته التي يقول فيها "إن السياسة هي الإصلاح، فإذا جعل الحاكم نفسه أسوة حسنة لرعيته، فلن يجرؤ أحد على الفساد".