TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قنفة أردوغان

العمود الثامن: قنفة أردوغان

نشر في: 11 إبريل, 2021: 10:56 م

 علي حسين

منذ أن أعلن رجب طيب أردوغان مشروعه لإعادة الخلافة العثمانية وبنى من أجل ذلك قصراً من ألف غرفة وغرفة، واخذ يكثر الظهور كل يوم ليحدد عدد المرتزقة الذين سيرسلهم إلى ليبيا أو سوريا، ويصر على أن مدفعيته من حقها أن تقصف قرى داخل العراق،

لا يمر يوم، إلا ويجد القارئ أو المشاهد خبراً عاجلاً يؤكد أن سلطان أنقرة لا يزال يمني النفس أن يمثل دوراً رئيساً في مسلسل "حريم السلطان"، وكان آخر هذه الصور، إصراره على أن يترك رئيسة المفوضية الأوروبية واقفة، بينما يجلس أمامها متبختراً، ثم يتعطف عليها ويجلسها على " قنفة " بعيدة عنه ، في الوقت نفسه يقرر فيه الانسحاب من معاهدات دولية تدافع عن المرأة ضد العنف. أردوغان الذي يلعب بالدين، يفكر بالطريقة نفسها التي تفكر فيها جماعة الأخوان المسلمين حين تعتقد أن الشعب مجرد قطعان عمياء ، وان المرأة خلقت للمتعة فقط .

منذ أن دخلنا عالم السوشيال ميديا، لاحظتُ أن الكثيرين لا يتعاطون إلا في القضايا الكبرى التي تتعلق بإصرار عالية نصيف على احتلال الفضائيات. والحمد لله قضايا ساستنا كثيرة وطريفة وخفيفة وأحياناً تكون مضحكة، ولذا لا أحد منا ينتبه إلى ما تقوله هذه البرلمانية المخضرمة، فمنذ أيام وهي توجه سهامها إلى الدول العربية التي زارها رئيس الوزراء العراقي، بل ذهب بها الخيال إلى حد أن تخبرنا، بكل أريحية، أن الإمارات هي التي تمنح المناصب في العراق، وكنت سأصفق للنائبة الهمامة التي ترفع شعار "السيادة، لو لا أنني تذكرت أن النائبة عالية نصيف، بشحمها ولحمها، كادت قبل عام من هذا التاريخ أن تطير من الفرح وهي تخبر جمهورها بأن الحكومة العراقية لن تتشكل من دون موافقة طهران .

منذ سنوات لا يمر يوم على المواطن العراقي، إلا ويجد خبراً عاجلاً يؤكد أصحابه أنهم منحوا سلطان أنقرة 24 ساعة لسحب قواته من العراق، وعشنا مع تحذيرات ابراهيم الجعفري التي ابتدأت بالساعات ثم تحولت إلى أشهر، وفوجئنا أخيراً بأن هذه التحذيرات أصبحت من الماضي.

في مرّات كثيرة تبدو لي الكتابة عن تقلبات اردوغان اكثر امتاعا، من أخبار مجلس النواب وخذلانه للمواطنين، ولافتات العشائر التي لا تريد أن تغادر عصر الزعماء، وقوانين قراقوش التي يلوّح بها اصحاب السيادة في المحافظات ، والتي لم تجلب لنا سوى الخراب، ولهذا وجدت أن أخباراً كوميدية عن " قنفة أردوغان " ، أحرى بالكتابة من بؤس الخطاب السياسي العراقي.

من يراجع ما يفعله أردوغان، سوف يجد أن الرجل يعيش عالماً من الخيال، مزهواً بعناده، وسيجد أيضا نائبة مثل عالية نصيف تجيد فن اللعب على الحبال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram